الذين يتساءلون وبشغف عن أحوالنا السياسية هذي الأيام في بلاد العرب أوطاني ..أقول لهم أبشروا فإن أحوال كبار الساسة ، والذين يقودون الشعوب ..يبذلون قصارى جهدهم ليلا ونهارا.. من أجل وضع خطة طويلة الأمد للتخفيف على البسطاء من مصاعب الحياة ،وتوفير لقمة العيش الهانئة ،حسب زعمهم يعني ذلك أن أحوالهم هي أشبه بالذين قاموا في الآونة الأخيرة ،وبصورة فجائية في التوسع الفوري والعاجل في إنشاء مزارع كبيرة ومراعي ، حتى تعم الفائدة الجميع لكن هذه المرة لم تكن تلك المراعي لتربية الأسماك أو الدواجن أو الأبقار كما جرت العادة ، بل لتربية الحمير..!! وقد يتساءل أحد الأشخاص أو يتبادر إلى ذهنه على عجالة أن الهدف الأسمى من ذلك هو حتما توفير وسيلة نقل نظيفة لمساعدة المساكين في الركوب والتنقل بديلا ..عن السيارات والتي لوثت عوادمها البيئة،لكن الأمر لم يكن كذلك مطلقا.. فحتى يسعد الجميع بهذا التطور الاقتصادي يجب أن تكون الحمير المتداولة من النوع الراقي.. وهذا يعني أنها لن تكون أبدا للركوب ..ولا الزينة ،بل حتى يتسنى للمعذبين في الأرض من تناول لحوم تلك الحمير طازجة ودون أن يعلموا.. فيسري مفعول الفهم والإدراك بسرعة في دماء الثائرين منهم،وبعدها سريعا ما.. تخمد كل الثورات الهائجة ،والمحرضة ،أو التي تحاك ضد أنظمة الدولة.. لكن الفرق بين أحوالنا السياسية وبين الذين يقومون بتربية الحمير هو أن ساسة الدولة، قد أصدروا حكما بإعدام كل من لا يغضض صوته مستمدين بقولهم ،وتبعا لأهوائهم حيث التقطوا من القرآن ، ما يحلو لهم فلم يذكروا من قوله تعالى كما جاء من بعض وصايا لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه:" يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ" طبعا ..لا بل جاؤوا بجزءٍ من آية من كتاب الله سبحانه تتماشى مع حكمهم الجائر المستبد " واغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إنَّ أنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ "..!!
بقلم/ حامد أبو عمرة