قراءة في الخروج من أزمات غزة

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

قطاع غزة ، هذه البقعة الجغرافية الضيقة ، اصبحت لغزا يحير العالم بكافة علماءه ، بل ممكن اعتباره بلغة ادق انه مفتاح الحلول لكافة القضايا في الشرق الاوسط ..

تراكمت مشاكله وقضاياه وكل فترة زمنية يخرج بعبء وقضية جديدة تضاف الى اعباءه التي اثقل بها ( احتلال – انقسام- بطالة – حصار- اغلاق معابر- انعدام مقومات الحياه من غاز وكهرباء وماء صالحة للشرب ووقود وهدم البنى التحتية ، و3 حروب لا تتحملها دول عظمى ، وتلوث بيئي في البر والبحر ، ومشكلة اعادة الاعمار لما دمرته الحروب ، والصفحة الغزية تنظر) ؟!

أزمات غزة ليس ازمات عادية يمر بها شعب بعينه في العالم ، بل يتقاطع عندها عناصر معقدة ومتشابكة بأبعادها الإنسانية و السياسية والاقتصادية ..

وتكمن العقدة الاولى فى اعمدة غزة هو طبيعة التدخلات الخارجية ، على مسرح الأحداث واخص هنا بعض الدول التي تعتبر فصائل غزة ورقة ضغط لتحقيق بعض من المآرب لسياساتها الخارجية ..

العدوان على غزة نتيجة حتمية للصراع :

الحروب التي شهدتها غزة والتي تعتبر حبل صرة القضية الفلسطينية ،تجيئ بشكل حتمي لطبيعة الصراع بين الكيان الصهيوني والكم الهائل من اللاجئين المتواجدين في المخيمات ،ومن يعتقد انه جاء بعد حصار شديد على القطاع منذ يونيو عام 2007، فهو واهم لان الحصار بدأ فعليا منذ سقوط غزة ، وتدحرج بأشكال الصراع المختلفة الى ان وصل للمواجه الداخلية إبان انتفاضة 1987م وما رافقه من تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي إلي أسوأ حالاته ، حتى جاءت السلطة وفكرت في انشاء كيان فلسطيني الامر الذى ارجع الصراع من جديد ، لان المشكلة لن تحل بشكل جذري ، الا سيطرت حماس على قطاع غزة ، ووضعت اسرائيل مخططها بفصل الضفة عن غزة التي رسمت له من حزيران 1967م وبدأ الحصار الأشد والاسوأ من جديد ، وتفاقمت الأزمات التي اشرنا اليها انفا ..

- خيارات وحلول للخروج من الأزمات :

- تغيب المصالح الحزبية الضيقة وفلسطنة احزابنا ، وعدم ارتباطها بالأحزاب الاقليمية ، لأن فلسطين وقضيتها لها وضع خاص ولابد ان تنبثق افكارها واعمالها بما ينسجم مع البيئة والمناخ لسياسي الفلسطيني الخاص ..

- عدم الارتباط مع دول اقليمية وعالمية تثير الشبهات مما حولنا ، ولها أي شكل من اشكال الصراع مع المجتمع الدولي لعدم اعطاء الفرصة للمجتمع الدولي - غير العادل – لا ضفاء الشرعية على حصار غزة ..

- تحقيق الوحدة الوطنية بصورتها المنطقية التي تقوم على اساس الشراكة التي لا تحقق المصالح الحزبية بل المصلحة الوطنية العليا ،وتحقيق مبدأ الوطن فوق الجميع ، وتفعيل حكومة مشتركة يتم اختيارها حسب الاقدر والاوفق والأرفق ، والمحقق للمصالح العليا

- وضع خطط تنموية واحدة، تنطلق من برنامج وطني موحد يتم من خلاله تشكيل لجنة فلسطينية من الخبراء والحكماء ، تصيغ برنامج صالح للعمل الوطني قادر على رفع الحصار ..

- تحسن العلاقة مع الدول المحيطة وعدم التدخل في شئون الداخلية لأننا لازلنا في مرحلة تحرر ، وقضيا الحصار والمعابر تصغر امام المشروع التحرري الاكبر ..

- تكثيف التعاون والتنسيق مع منظمات المجتمع الدولي وفضح ممارسات الاحتلال ، والعمل على اقناعها بعدم التعامل بازدواجية المعاير ،لأننا الشعب الوحيد في العالم الذى يعانى من الحصار والاعلاق والاحتلال، للضغط على اسرائيل لإلغاء كافة القيود على السلع الاساسية التي تسهم في حل البطالة والمقصود هنا الاسمنت الذى يعتبر المكون الأساسي لإعادة الاعمار وانعاش غزة واقتصادها المدمر

- تحيق العدالة الوظيفية حسب الكفاءة والرغبة والحرص والقادر على العطاء والاداء والبناء..

- الاعتماد على انتاج الوطن من بيئته المحلية دون الاعتماد على نتاجات الدول المجاورة ، واعادة تفعيل مصانعنا ومزارعنا بأيدي محلية خبيرة ، ويتم اختارهم ليس على اسس حزبية ..

- تحويل قطاع غزة الى مجتمع معرفه من خلال اكساب الاجيال المعرفة الموضوعة المنسجمة مع معارف العالم ، للوصول ايضا الى اقتصاد وطني معرفي لا يعتمد على منهجية التسول والاعانات مقابل تمرير اجندات الدول الداعمة ..

- اعادة تشكيل النسق القيمي الفلسطيني القائم على فلسفة التسامح والمحبة ، وزرع ثقافة المجتمع النظيف المعتمد على اساس النظم الموضوعية للدولية واقصد هنا ( نظافة الشوارع والمرافق العامة والخاصة للدولة – وتشجير غزة والباسها بثوب يشع الراحة النفسية وزرع قيم احترام المكان والممتلكات الخاصة لتأسيس قيمة اعلى وهى احترام الرب والبشر معا..

-خلق الانسجام بين رئتي الشعب الفلسطيني وايجاد فئة خبيرة ومدربة للمفاوضات مع العدو والعالم الخارجي ،وفئة اخرى خبيرة ومدربة للمقاومة التي تضع اهداف تحقق آمالنا وتطلعاتنا من خلال المقاومة المنظمة ،والتي يشترك فيها كافة شرائح المجتمع الفلسطيني كل في موقعه وزرع الثقة بكل من يرغب في الدخول لهذا المعترك ،وعدم اقتصار تسمية المقاومة على فصيل بعينه

قد يعتقد البعض ان قراءتنا اطلاق نار في الهواء ، قد لا تصيب الهدف ، ولكن ان نحاول ولو بالكلمة فذلك اضعف الايمان..

بقلم/ د. ناصر إسماعيل اليافاوي