تكريم المناضلين والمناضلات هو وفاء وعرفان وتقدير لتضحياتهم

بقلم: عباس الجمعة

إنه لشرف كبير لنا ان نكرم مناضلين ومناضلات منهم من افنى عمره في النضال والثورة ومنهم ما زالوا يعطون القضية اغلى ما يملكون ، فهؤلاء الذين نكرمهم تتماهى اسمائهم مع الانسانية والصلابة والثبات على المبدأ ليصبح كل واحد او واحدة منهم بامتياز النموذج الذي يجب أن يكون عليه المناضل الملتصق بهموم شعبه ونضاله وهدف برنامجه ، لأن من يحركهم صدق نية بات منطفئ الجذوة عند القدوة المرتجاة ،ليس يهمهم أن تعرف أسماؤهم ويكفيهم فخر وعزة انهم مناضلين ، فهذه التسمية يتسابق عليها من يستحقها من خلال تضحياتهم كي يحققوا أحلامهم وأحلام أوطانهم.

وهنا اتوقف لاقول ان رعاية الاحتفال لكوكبة من المناضلين والمناضلات من قبل رئيس بلدية البرج الشمالي الاسبق الحاج مصطفى شعيتلي ، هذا المناضل لبناني الجنسية، فلسطيني الهوى لم يترك مناسبة وطنيه او عزاء او فرح الا وان يكون اول المشاركين فيه ، ثابتاً في ما يمثل ، ملتزما برسالة وفكر الامام المغيب الامام السيد موسى الصدر اعاده الله ، وبخط ومواقف دولة الرئيس نبيه بري وحركة امل ، فهو من القلة القابضة على جمر الوطنية في الصميم ، لذلك اقول انه يستحق من فلسطين وقيادتها التكريم لانه ذات قيمة وسمعة طيبة في الأداء والعطاء ، والتكريم له على إنجازه وعطاءه ، وبغض النظر عن قيمة التكريم ،فهي شهادة إعتزاز وإفتخار لهذا الشخص ، كما العديد من المناضلين .

وهنا لا بد ان اتوقف اننا عندما نقوم بتكريم المناضلين والمناضلات ، لم نتطلع الى مكاسب بقدر ما نتطلع ان هنالك مناضلين ومناضلات يستحقون منا التكريم ، فنحن تعلمنا ان الوفاء في مسيرة النضال ان نكون فيها اوفياء لمن يقدمون ، ولمن حملوا راية فلسطين خفاقة على كافة المستويات النضالية بغض النظر عن طبيعة الانتماء الحزبي والسياسي ، ففلسطين تجمعنا ، وهي بوصلتنا ، وخاصة ان التكريم في العديد من الأحيان عند الشعوب وخاصة عند شعبنا الفلسطيني الذي ما زال مستمرا في مسيرته النضاليه بمواجهة الإحتلال الصهيوني ، له علاقة بالتقدير والتثمين والعرفان، وخاصة لمن ضحوا وناضلوا من اجل وطنهم وحرية شعبهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر وحتى لا يسيء البعض الفهم او يحاول التأويل والتصيد في الماء العكر، فتكريم المناضلين والمناضلات والشهداء والاسرى المحررين والأعلاميين وبعض الشعراء والمبدعين والمفكرين ، كان واجب وحق علينا،فهذا التكريم هو وفاء وعرفان وتقدير لتضحياتهم ونضالاتهم وعطائهم وصمودهم،وهم يستحقون تلك الأوسمة وحفلات التكريم.

ونحن عندما نكرم في ذكرى غياب القائد سعيد اليوسف وذكرى المجزرة المنسية في مخيم البرج الشمالي " مجزرة نادي الحولة والنجدة الاجتماعية ومغارة ابو جعفر ، هو يوم نكرم فيه كل من وقف وناضل وقدم حياته من اجل فلسطين، ومن ساهم في نشر ثقافة المقاومة كونها ثقافة حياة لا ثقافة موت كما يظن البعض، وهي مسيرة كان للقائد سعيد اليوسف فيها الإبداع والمقاومة وهو ما يدفعنا إلى كسر القيود وباتجاه التطور والتقدم ورفض الواقع المرير، لخدمة الإنسان والقضية.

لذلك فنحن نقول ان ما نقوم به هو اقل واجب امام من يستحقون التكريم ، وهناك ايضا اعداد اخرى تستحق هذا التكريم عن جدارة وإستحقاق وتميز لمساهماتهم وإنجازاتهم في الميادين المختلفة ، فهذا واجب وحق،نحن بحاجة الى وقفة جدية ومراجعة جريئة في هذا الجانب والمجال،ويجب أن يكون هناك من يعلق الجرس،ويقول يكفي فنحن نعيش مرحلة الدمار الذاتي،مرحلة الوهم والإنتصارات الكاذبة والتكريمات الكاذبة، فالتكريم حق لمن يستحقه عن جدارة وإستحقاق ،ولنحفظ للتكريم والمكرمين هيبتهم وتمييزهم وإحترامهم، وأصدقكم القول بأن العديد من حفلات التكريم،تقام بغرض تلميع شخوص من الجنسيين وإظهارهم على غير حقيقتهم ولكن كانت رسالتنا هي رسالة وفاء لمخيم الشهداء الذي بقي عصيا على الأحتلال عام 1982، من العزة ، فأعادوا لنا الكرامة ، في ليلنا العربي الدامس المثقل بالهموم وبالنكسات والمفتوح

على عذابات الأرض وآلام الغربة، والتشرد ، وتكريم هؤلاء المناضلين والمناضلات التي كانت حياتهم مسيرة مقاومة ، ناضلوا وضحوا وتكاملت ادوارهم ، بل كادت في لحظات العطاء والصمود تضيع الفواصل التنظيمية والحواجز الفئوية وتسقط الحساسيات التاريخية.

وامام كل ذلك ارى ان التكريم يعكس الاهتمام اللافت الذي يحضره العديد من القوى والفعاليات، جملة من المعاني، وتجسيد حقيقي لمدى تقدير الذين يرعون عملية التكريم الذي قمنا بها على مدار عدة مناسبات وهنا لم انسى دور من قاموا برعاية احتفالاتنا ومنهم رئيس بلدية البرج الشمالي الحاج علي ديب ومسؤول ملف المخيمات في حزب الله السيد ابو وائل زلزلي وحركة امل وحزب الله ، وهم يستحقون التقدير لعطاءاتهم وما يقدمونه من دعم ومؤازرة للشعب الفلسطيني ، من اجل مواصلة كل السواعد الوطنية مهامها في الدفاع عن مكتسبات وانجازات الشعب الفلسطيني، وحماية حقه بالعودة الى دياره وممتلكاته ، فهم الذين صنعو بالدم والتضحيات الجسام قرابين عطاء على مذبح الحرية والتحرير، سواء بالبندقية أو بالموقف والكلمة والفكر من اجل تحرير الأرض والانسان ..

لذلك حرصت المجتمعات المتقدمة على تكريم المبدعين، فلم تربطها بالعمر، بل ربطتها بما قدمه ويقدمه المبدع لمجتمعه في جميع الميادين. وهكذا أصبح عدد الذين يحصدون الجوائز الأدبية والعلمية والثقافية والفنية يتزايدون، وخاصة فئة الشباب أو من تعدوا قليلاً مرحلة الشباب.

لقد أعطى هؤلاء المناضلين والمناضلات الكثير من اجل فلسطين ، واعطوا ايضا جهدهم ووقتهم ، أفلا يستحقون التكريم وهم ما زالوا ينبضون بالحيوية والعطاء في جميع مجالات النضال والمؤسسات الاجتماعية والتربوية هو ضرورة لحفز مسيرة الإبداع والانتماء إلى فلسطين ، وهي تعتبر صفحة من عطاء وتضحية في كتاب الثورة الفلسطينية ،لان اعدائنا لا يريدون ان نمتلك القدرة والمناعة التي ندافع بها عن كرامتنا وهويتنا، وعن ثوابتنا وعن حريتنا، ونحن نؤكد ان ما قمنا به من تكريم هو تكريم للشعب الفلسطيني ولمبادئه وقيمه

ختاما لا بد من القول : لذلك يجب علينا جميعا أن نبذل جهودا كبيرة لكي نتابع هذا المشوار ونتطلع لو يتم تكريم المناضلين باسم فلسطين وعلمها من قبل الجميع ، وهذا ليس تخليا عن واجبنا فنحن قادرون على أن نستمر في استكمال تكريمنا لكل المناضلين والمناضلات ، لأن ذلك يجعلنا نناضل أكثر من اجل كرامة شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربيه وحريتها، حتى تحقيق العدالة والمساواة ، وهذا لا يتم إلا بالنضال وبالمزيد من النضال حتى رفع راية النصر والتحرير ، وإنه لوسام نتمتع به بأن نحظى برعاية التكريم من الاخ العزيز الحاج مصطفى شعيتلي الذي يحظى بالاحترام والثقة وبالمودة العميقة، فشكراً له على ما قدم ويقدم وشكراً له على مشاعره الصادقة ، وكل الشكر والتقدير لكل من أسهم في احتفالاتنا التكريمية والوطنيه.

بقلم / عباس الجمعه

كاتب سياسي