عندما تغتر الناس بالمظاهر وتتبع الوشاية تدمن من تراه أمامها .. أو حولها من أول نظرة بل تعشق كل ما ينثره في أجوائها وسواء أكانت سموما أوهلاكا ..ولا يمكن أن ينثر الخداعون في أي بقعة من بقاع الأرض عطورا ،أورياحينا ولو تمهلوا قليلا أولئك المسحورون.. أو الذين قد أصابهم مس الجنون بأيديهم ..لعلموا حقيقة الأمر، ولتغيرت كل تقديراتهم الوهمية فعلى سبيل المثال لا الحصر ..الناس أو المجتمع في روسيا القيصرية هو الذي صنع من راسبوتين بطلا ..وراهبا.. وساحرا هم الذين حولوا راسبوتين من رجل ٍ ساقط ٍ أخلاقيا.. ومن قائد ٍ للصوص ِ وفاجرا انغمس في حياة الفسق والملذات، وشرب الخمور إلى.. رجل ذو كرامات ..وذو مكانة عليا ومرموقة .. ليس على المستوى الاجتماعي الروسي فحسب ..بل والسياسي أيضا وإلا.. هل أن الناس لم تكن تعلم معنى اسم راسبوتين الذي اكتسبه والذين يشببون به في كل مكان ،والذي يعني بالروسية "الفاجر الماجن "..أمرٌ عجيب حقا إذا فكيف كان الناس في القرية يتداولون الأعاجيب عن قدراته الخارقة وكراماته ولو علم أولئك البؤساء أن السفاهة والجهل والظلام والضعف.. هم من صنعوا من راسبوتين وحشا ،ومعشوقا للنساء ..وليس بسبب نظرات عينيه النافذة كما قيل عنه ..ولا بسبب قدرته على كشف السرقات وإخراج اللص من بين الأشخاص من أول نظرة ..فلم تكن هناك أيضا قوة خفية تشع من عيني ذاك الرجل الذي لم يكن أبدا غامضا ..لكن البسطاء هم أنفسهم من ابتدع الغموض فيه .. فكم من راسبوتين في واقعنا المؤلم قد اندسَّ بين صفوفنا كشيطان ٍفي زى راهب ..!!
بقلم /حامد أبوعمرة