عاصفة الجنوب السوري فشلت كما فشلت عاصفة الحزم ضد اليمن

بقلم: علي ابوحبله

زيارة رئيس الأركان الأمريكي مارتين ديمسي إلى إسرائيل والأردن ارتبطت بشكل وثيق لما خططت له غرفة عمليات ألموك والتي أطلق عليها عاصفة الجنوب ، وصف رئيس الأركان الأمريكي ديمسي زيارته بالهامة وتمت مناقشة مواضيع إقليميه من ضمنها وفي أولويتها التهديدات المحتملة من قبل إيران والحرب والصراع على سوريا ، وتمت في عمان دراسة تأثير الحرب في سوريا على الأردن والمنطقة ، عاصفة جنوب سوريا ارتبطت بتحضيرات عسكريه ولوجستيه ضمن مخطط يهدف إلى احتلال درعا وصولا إلى دمشق لإسقاط النظام ، دول المنطقة المشاركة في التآمر على سوريا وضعت نصب أعينها اقتسام الكعكة السورية حيث أن إسرائيل كانت ترغب في إيجاد المنطقة العازلة التي تربط الجولان في القنيطرة وسهل حوران امتدادا للحدود مع الأردن وذلك لمنع قيام حزب الله أو أية قوه مناوئه لإسرائيل بالتواجد في تلك المنطقة وان السعودية كانت تتهئ للسيطرة على العاصمة السورية دمشق لتعويض خسارتها في حربها على اليمن وذلك ضمن تنافسها مع إيران ولتصيب التطلعات الايرانيه في مقتل ، لقد سبق التحضير إلى عاصفة الجنوب تسخير الإعلام لشن حرب إعلاميه لإحباط معنويات الجنود السوريين وإحباط معنويات السوريين من خلال بث أوهام ضعف النظام وعدم قدرته على الصمود واخذ المسئولين في عواصم القرار من واشنطن وباريس ولندن والتي انعكست تلك التصريحات على عواصم عربيه تردد عبر إعلامها قرب انهيار سوريا والاستيلاء عليها وتقسيمها واغتنام الغنائم لانهزام الشعب السوري ، وقد انتشرت في الاونه الاخيره أنباء كثيرة عن بدء المجموعات المسلحة في الجنوب التجهيز والتحضير لمعركة تهدف للسيطرة على مدينة درعا وبحسب تصريحات قائد فرقه 18 آذار العقيد محمد ألدهني الملقب أبو منذر لصحيفة القدس العربي أن عاصفة الجنوب ستعصف في الجيش العربي السوري ومن معهم ، وستكون عاصفة الجنوب سحبا تبرق وترعد وتمطر على رؤوسهم حجارة من سجيل ، استهداف درعا كونها تحتوي على المراكز الاساسيه لمؤسسات ألدوله الخدماتيه والامنيه والاداريه ، تصريحات بشار الزعبي قائد ما يسمى جيش اليرموك يمني النفس بان عاصفة الجنوب ستفتح الطريق إلى دمشق وإسقاط ألدوله السورية ، بالرغم من التهويل والتصريحات التي صدرت عن المجموعات المسلحة وعن مشغليهم حيث هدفت جميعها للتهويل الإعلامي ، لقد جاءت رياح عاصفة الجنوب لإسقاط درعا عكس التحضيرات للجماعات المسلحة منذ أكثر من شهر . لقد نجح الجيش السوري في صد هجمات عدة للمجموعات المسلحة ومنعهم من إحداث خرق على أي من المحاور التي بدؤوا هجومهم منها وتمكن الجيش العربي السوري من تكبيد المهاجمين لخسائر فادحه ، خمس محاور فشلت المجموعات المسلحة في اختراقها للسيطرة على المدينة وهي محور طفس عثمان ، ومحور اليادودة عثمان ، ومحور المخابرات الجوية ، ومحوري مخيمي درعا والمشفى الوطني ، أمام ضراوة المعركة أعلنت بعض المجموعات المسلحة انسحابها من ميادين القتال فيما تحاول غرفة ألموك استعادة زمام المبادرة ضمن مخطط جديد لمحاولة الهجوم مرة ثانيه رغم الفشل الذي منيت به غرفة عمليات ألموك التي تضم مخابرات السي أي ايه ومخابرات فرنسيه وبريطانيه وسعوديه وعربيه أخرى ، وضمن السباق بين جبهة الجنوب والشمال حيث تدعم تركيا حركة داعش التي حاولت التسلل إلى مدينة عين العرب المحاذية للحدود التركية ، رئيس الاستخبارات الامريكيه جيمس كلاير الذي قال في تصريح سابق أن محاربة تنظيم داعش ليست اولويه بالنسبة إلى تركيا ، وان هذا الأمر يسهل عبور مقاتلين أجانب من الأراضي التركية إلى سوريا ، الدور التركي شمالا يقابله في الجبهة الجنوبية دعم تقدمه غرفة عمليات عمان التي تضم ضباطا من أل سي أي ايه ومن أجهزة مخابرات أوروبيه إلى الجماعات المسلحة ، وان هذا الدعم ترجم بسيطرة المجموعات المسلحة على اللواء 52 في درعا بعد دخول آلاف المسلحين من مراكز التدريب السعودية والاردنيه إلى الجنوب السوري وعلى دفعتين ، تركيا على الحدود الشمالية وغرفة عمليات عمان في الجنوب تستمد منهما المجموعات المسلحة القوة والسلاح في محاوله لتغيير المعطيات وموازين القوى على الأرض ضمن محاولات تحسين لشروط التفاوض ، قد تكون العمليات العسكرية مرتبطة بتحركات سياسيه ضمن محاولات إيجاد مخرج للصراع في سوريا ، القيادة السورية تدرك أهداف الدول المتامره على سوريا وان الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد في اجتماعه الأخير مع المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا بحسب ما ذكرت وكالة الإنباء الالمانيه أن الحسم العسكري سيكون له الاولويه على الحل السياسي لان واجب ألدوله هو القضاء على الإرهاب ، بحسب مصدر سوري " شدد الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد خلال محادثاته مع دي ميستورا بعد أن سمع منه ملخصا عن مجمل لقاءاته مع شخصيات المعارضة السورية مؤخرا في جنيف ، على أن معظم هذه المعارضة غير فاعله على الأرض وهي مرتبطة بالخارج أكثر من ارتباطها بالداخل ، جنوب سوريا المنطقة الرخوة وهي تعد عمق استراتيجي للحفاظ على العاصمة دمشق وان نقاط تمركز الجيش العربي السوري وتمحوره كانت في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي وان الصراع الذي تشهده سوريا هو حرب بالوكالة عن إسرائيل وان هناك دعوات امريكيه إلى إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا تتماها مع مطالب تركيا وإسرائيل والسعودية لإيجاد المنطقة العازلة ، وان سوريا تدرك خطورة المؤامرة وهي بلا شك اتخذت موقف استراتيجي يقود للحسم العسكري وإفشال المخططات الهادفة لإسقاط العاصمة السورية دمشق وذلك بتحرير الجنوب السوري من المجموعات المسلحة ، إن الخسائر التي تكبدتها المجموعات المسلحة وتقهقرها جعل العديد من المجموعات المسلحة تعيد حساباتها وتفكر جديا في عقد مصالحات مع النظام وان هذا يؤدي إلى تفكك جيش الفتح ويشر ذم المجموعات المسلحة ويسهل على الجيش السوري مهمته ، معركة الجنوب ابتدأت وان عاصفة الجنوب فشلت كما فشلت عاصفة الحزم وان سوريا على طريق استعادتها لكافة المواقع والمعابر الجنوبية وان الأيام القادمة ستشهد المزيد من القتال على طريق حسم الوضع الهادف لتحرير الجنوب من المجموعات المسلحة والمخاطر التي تتهدد امن سوريا.

بقلم/ علي ابوحبله