منذ أن تولى عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة " فتح " , ملف المصالحة مع حركة حماس , وهو يتنقل ما بين رام الله وغزة , والقاهرة والدوحة , حاملا هموم الوطن المقسم , والمواطن الغضبان مما وصلت إليه أحوال الناس في ظل الانقسام , من أجل انجاز مصالحة فلسطينية تحقق الوحدة الوطنية , غير أنه لم يحقق الهدف المرجو من تلك الجولات , ولم يفز فريق على فريق ولو بالنقاط.
في العام 2011 تم التوقيع بين الحركتين المتصارعتين , وبحضور كافة الفصائل الفلسطينية , وبرعاية مصرية " اتفاق القاهرة " للمصالحة , واستبشر الناس خيرا وفرحوا وهللوا بقرب إنهاء الانقسام والعودة للتفاهم والوئام , ولكن مرت الأيام والشهور والأعوام دون تحقيق حلم انهاء الانقسام .
وبعد عامين تدخلت قطر للم الشمل واجتمع مشعل وعباس بحضور الحاكم الأمير , وتم التوصل إلى " اعلان الدوحة " الشهير , ولكن الدوحة لم تكن أقرب لفلسطين من القاهرة , وانتهي الاعلان بنفس نتيجة القاهرة , بتعادل الفريقين المتصارعين بنتيجة صفر لصفر , دون الوصول إلى الهدف , أو تسجيل أي هدف ينهي المباراة وتحقيق رغبة الجماهير بالانتصار .
وبعد ذلك بعام , وبعد "ماراثون" من الاتصالات والمشاورات , تقرر هذه المرة عقد لقاء المصالحة على ملعب أرض الوطن في غزة , فكان " اتفاق الشاطئ " في بيت اسماعيل هنية بالذات , باعتباره اللاعب الأول في غزة , مقابل " ميسي فتح " على رأي الزميل هشام ساق الله , وتم الاتفاق على بنود المصالحة استنادا لما ورد في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة , وتم الاتفاق على تشكيل حكومة للوفاق تنجز الاتفاق , ومر عام آخر ولم تتحقق المصالحة وسط مناكفات واتهامات بين الطرفين , يحمل كل طرف الآخر مسؤولية فشل الحكومة , ففتح تقول بأن حماس ترفض تسليم المهام في غزة لحكومة الحمدالله , وحماس تتهم الحكومة بعد صرف رواتب موظفيها , وعدم الوفاء بإعمار ما دمره الاحتلال والإبقاء على الحصار.
وأمام ذلك أعلن الرئيس أبو مازن بعد اجتماع حاسم لمنظمة التحرير في "ملعب المقاطعة" , إنهاء مهمة حكومة الوفاق وتشكيل حكومة وحدة وطنية , غير أن حماس وضعت الشروط التعجيزية , ولم يتحقق بعد مهلة الأسبوع التي وضعها الرئيس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية .
اليوم يحط عزام الأحمد في القاهرة من جديد , في محاولة أخيرة للقاء مسؤول ملف المصالحة في حركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق , لإنقاذ ما يمكن انقاذه , في ربع ساعة الأخير والوقت بدلا من الضائع , فهل يستطيع حامل الملفات أن ينجز المستحيل , ويحقق مصالحة باتت في مهب الريح , لعلنا بعد هذه المعاناة أو " المباراة " نهدأ ونستريح ؟!
*عبد القادر فارس