يبدو ان اختيار توقيت اغتيال النائب العام المصري هشام بركات، يجيئ بتوقيت محدد ومرسوم ، لتحقيق رزمة من الاهداف المشبوهة ، والتي تمس أمن مصر ومقدراتها ، وجرها الى مستنقع دموي غير محمود يعيدنا الى تجربة الجزائر في التسعينات من القرن الماضي ..
وما تشهده الساحة المصرية من خلاف وصراع سياسي يجعل الصاق التهمة لأي طرف امر سهل ، وربما مصدق عند الكثيرين ، مع استبعادنا وبشكل موضوعي ان يكون الجاني مصري ، بسبب طبيعة المصريين التي تكره العنف والحروب الأهلية عبر التاريخ ، وهنا نشير اصابع الاتهام الى مخابرات اجنبية تهدف الى بلبلة- ربما - القلعة العربية الاخيرة في المنطقة ..
الدوافع السياسية المشبوهة وراء الاغتيال:
- اتجاه القيادة المصرية نحو التفاهم التدريجى مع البعض من جماعة الاخوان المسلمين ،عبر قنوات عربية رسمية ، والعمل على استقرار الجبهة الداخلية المصرية ، هذا الامر يزعج امثال برنارد لويس وبرنارد ليفي ، وجين شارب راسمي مخططات المسمى بالربيع العربي ...
- بداية التسهيلات الواضحة التي قدمتها القيادة المصرية لقطاع غزة ، وتحطم كافة المكيدات التي رسمت للإيقاع بين فلسطيني غزة وجاراتهم مصر ، وبداية شبه اتفاق للتعاون بين الطرفين وفتح المعبر ، وادخال كميات من الاسمنت دليل على صحة ذلك ..
- قيام جهات غير معروفة بإعلان تبنى جماعة الاخوان ، او جماعة مقربة للإخوان للاغتيال ، سوف يعطى ذريعة للسلطة التنفيذية بتسريع احكام الاعدام على شخصيات من الصف الاول من الاخوان ، ومع تنفيذ الحكم ستتدخل مصر بدوامة من العنف لا تحمد عقباها ، وبالتالي تتحقق الاهداف المرجوة بتحويل مصر الي النماذج العربية السيئة في اليمن وليبيا وسوريا ..
- تحطيم الجهود السعودية التي رسمها الملك سلمان والرامية الى حل الصراعات العربية برؤية برجماتية ، لتكون محور سنى في مواجهة التحديات الاقليمية ...
تأسيسا لما سبق نرى ان مصر تتعرض لمخاطر قد تهدد امنها الداخل ، لذا نرى ان المعالجة الامنية للكثير من القضايا الداخلية قد لا يأتي بثماره ، وعلى القيادة المصرية تغليب فلسفة الحوار ، وتفعيل عمليات التنمية والتخطيط بكافة اشكاله ، وخاصة في المناطق الحدودية والمهمشة ، وتفويت الفرصة على المتآمرين على مقدرات مصر وامنها القومي
د ناصر اسماعيل اليافاوي – امين عام مبادرة المثقفين العرب