حماس لا تريد حرباً في غزة

بقلم: فايز أبو شمالة

رغم اعتراف "يورام كوهين" رئيس جهاز الشباك الإسرائيلي بأن حركة حماس قد كثفت جهودها لترميم الأنفاق الهجومية، وتجديد ترسانتها من القذائف الصاروخية، وأن لديها القدرة على إدارة معركة جدية ضد إسرائيل. رغم هذا الاعتراف الموضوعي الذي يستند على معلومات ميدانية، والذي يشكل إقراراً رسمياً إسرائيلياً بقدرة المقاومة على إدارة معركة جدية ضد الجيش الإسرائيلي، رغم هذا الاعتراف العلني والصريح، إلا أن "يورام كوهين" يزعم أن حركة حماس لا تعتزم الدخول في حرب في المرحلة الراهنة!.
قد تكون توقعات رئيس جهاز الشاباك في محلها حين قال: إن حركة حماس لا تعتزم الدخول في حرب في المرحلة الراهنة، لأن المجانين وحدهم من يفكر بالدخول في حرب طاحنة كل عدة أشهر، ولكن "يورام كوهين" الممثل الفعلي للعقلية الأمنية الإسرائيلية قد أخطأ في توقعاته عن حال الناس في قطاع غزة، وعن معاناتهم اليومية في ظل تواصل الحصار، وعن غضبهم الذي سيدفع المقاومة إلى التفكير المجنون بالحرب، على افتراض أن الحرب أهون شراً من بقاء الحصار، وهذا بحد ذاته سبب كافٍ لاندلاع الحرب التي يستبعدها رئيس جهاز الشاباك، وهو يقدم تقريره لأعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلية.
لقد أخطأ ثانية رئيس جهاز الشاباك في تقديراته حين زعم "أن سيادة حركة حماس قد تآكلت في قطاع غزة". إذ كيف تتآكل سيادة حركة يعترف عدوها أن لديها القدرة على إدارة معركة جدية ضده! وتجربتنا الفلسطينية تؤكد أن الذي تصير لديه القدرة على مواجهة إسرائيل العملاقة؛ التي بلغت ميزانية أمنها 17 مليار دولار لسنة 2015، ستكون لديه القدرة على مواجهة ما تفرزه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من عملاء ومن مرتدين سياسياً، ومن طابور خامس يسعى لإثارة الفتن والقلاقل وسط سكان قطاع.
إن إعلان كتائب القسام للمرة الثانية في غضون أسبوع بأنها المسئولة عن مقتل المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، فيه تحدٍ للجيش الإسرائيلي؛ الذي لم يجرؤ على الرد في قطاع غزة كما جرت العادة، إن في الإعلان آية لكل من صدق أن المقاومة الفلسطينية عنفاً، فتصدى لها، وراح يحشر قدرات الشعب الفلسطيني وتضحياته في قفص المفاوضات.