بدات وكالة الغوث الدولية ( الانروا ) منذ فترة فى تقليص الخدمات التى تقدمها لللاجئين الفلسطينيين فى كافة اماكن تواجدهم, وقد استغرب الشعب الفلسطينى عند سماعه خبر هذه التقليصات التى اعلن عنها المفوض العام لوكالة الأونروا السيد بيير كرينبول, وعن الاجراءات التي سيتم اتخاذها لضمان استمرارية تقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين حتى نهاية العام 02015وتشتمل خدمات الأونروا التى ستشملها التقليصات التعليم, والاغاثة, والقروض الصغيرة، والمواد الغذائية, ونظافة المخيمات, وتجميد التعيينات الجديدة ، وقررت ايضا زيادة عدد الطلبة في الفصل الواحد ,وكذلك تقليص خدمات الصحة لتقتصر على الرعاية الأولية ، مما سيؤدى الى اغلاق اقسام كثيرة مثل العلاج الطبيعي, والأشعة, والأسنان وغيرها, وهذا سيترتب عليه انهاء وظائف الأطباء الأخصائيين0 لقد ادعت الاونروا بان هذه التقليصات نتيجة للازمة المالية التى تمر بها, لان التبرعات المالية التى تقدم لها اصبحت لاتكفى بسبب ازدياد اعداد الاجئين, وانتشارالفقر خصوصا في غزة, حيث بلغ العجز المالى حوالى 106مليون دولار في العام الحالي حسب ادعاءات الوكالة، وهذا سيؤدي إلي وقف خدمات الأونروا خلال 3 أشهر اى فى مدة اقصاها سبتمبر المقبل, لذلك بدات وكالة الغوث (الانروا) فى استغلال هذه المشكلة المصطنعة, واتبعت سياسية التقليصات في كافة مجالات عملها وبشكل متعمد لاعتبارات سياسية تصب في اتجاه تصفية قضية اللاجئين0ان قرارالتقليصات الذى اتخذته وكالة الغوث كان بسبب الضغوط التي مارسها المجتمع الدولي عليها لتصفية قضية اللاجئين وهذا ماسعت اليه اسرائيل, وهكذا نجحت اسرائيل بان تجعل من الأونروا وسيلة ضغط على الشعب الفلسطيني للتعجيل بإنهاء ملف اللاجئين , لهذا اصبحت هذه التقليصات ذات عنوان سياسي وخطير على هذا الملف, كما أن هناك أطرافا إقليمية ودولية تسعى لتحويل دور الاونروا من خدماتى وإنساني إلى سياسي بهدف تصفية قضية اللاجئين0لقد سعت إسرائيل ومازالت للتخلص من وكالة الغوث لأنها تعتبرعنوانا رئيسيا للنكبة واللاجئين, ولانها تساهم في الحفاظ على قضيتهم أمام المجتمع الدولي, لهذا تحاول اسرائيل الإسراع في إنهاء عمل الأونروا في فلسطين مستغلين بذلك حديثهم عن العثورعلى اسلحة داخل مؤسسات الوكالة خلال الحرب الاخيرة على غزة, كما تتهم اسرائيل الاونروا بتبذير الأموال أكثر من كل مؤسسات وكالات الأمم الأخرى0ان عمل وكالة الغوث وتمويل مشاريعها اصبح مرتبطا بشكل مباشر بتطبيق سياسات دولية لتصفية قضية اللاجئين, والضغط عليهم للتنازل عن حق العودة ، لهذا بدا الحديث قبل فترة عن تقديم عروض مغرية لتوطين اللاجئين فى عدة بلاد اوروبية ,ومن نذلك الوقت بدات وكالة الغوث تعلن بين الحين والآخر عن تقليص المساعدات حتى تجبر اللاجئ الفلسطينى على الهجرة ،لكن السؤال الذى يطرح نفسه , لماذا لا تقلص وكالة الغوث من رواتب الدرجات الإدارية العليا, والموظفين الأجانب, وإيجارات المباني التابعة للوكالة ، وكذلك التخفيف من استخدام أسطول السيارات التابعة للوكالة؟ ؟؟ لقد ان الاوان لان يقف الشعب الفلسطينى وقفة جادة فى وجه هذه المؤامرة التى ستعمل على قتل حلم العودة, حتى تعمل الاونروا على معالجة الازمة المالية من خلال توسيع قاعدة المانحين, والتزام الدول المانحة بتغطية موازنة وكالة الغوث من خلال رفع سقف تبرعاتها لسد العجز المالي, وليس بتقليص الخدمات لان تلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين الفلسطينيين هي من ضمن مسؤولية وكالة الغوث التى يجب ان تطالب الدول المانحة بتحمل مسؤولياتها, والعمل على سد العجز المالي في ميزانياتها ,وهذا يتطلب من المفوض العام للأونروا من مخاطبة الممولين ووضعهم أمام مسؤولياتهم وتعهداتهم تجاه اللاجئين الفلسطينيين0
بقلم الكاتب// عزام الحملاوى