اعتمد الفنان الفلسطيني عماد فراجين على الكوميديا الاجتماعية بعيدا عن السياسية، في عرضه الكوميدي "وطن على وتر" الذي يقام في فندق إنتركونتيننتال الأردن والذي يستمر حتى اليوم الأخير من شهر رمضان.
فراجين الذي يقدم للمرة الأولى عرضا كوميديا "ستاند آب" كاملا وبشكل يومي لمدة شهر، يصف التجربة بأنها ناجحة جدا، ولم يستغرب الحضور الكثيف من الجمهور الأردني، لعلمه بأن فنه الكوميدي انتشر في جميع أنحاء الوطن العربي والعالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة الفيسبوك واليوتيوب.
يقول لصحيفة "القدس العربي" اللندنية: "الفنان يجب ألا يكون محصورا في بلده، كما فعل بنا التلفزيون قديما، اليوم عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح للفنان مشاهدا من كل مكان".
ومن أبرز القضايا التي تناولها في العرض كانت تتعلق بحياة الشباب في المجتمع العربي، حال الإعلام العربي المتدهور والفتاوى الدينية السخيفة، لكنه لم يأت على أي من الكوميديا السياسية، موضحا "الدماء في العراق وليبيا وسوريا، أكبر مني ومن فني، لا يمكنني التحدث عن قضايا حساسية مثل هذه في كوميديا سياسية". معتبرا أن الهم والوجع أكبر من أن يتم الحديث عنه في كوميديا سياسية لا تحتمله.
ركز العرض بصورة خاصة على يوميات الشباب العربي في الداخل الفلسطيني وهمومهم الذاتية بعيدا عن الاحتلال الإسرائيلي ومشاكله ذات التجليات العديدة، يسخر من تصرفاتهم وسلوكياتهم في حياتهم العاطفية وعلاقتهم مع الجنس الآخر، كما يستهزئ العرض ببعض ما يحتفي به الإعلام العربي من قضايا ذات صلة بحياة الفنانين وأسرارهم ومشاكلهم.
وأضاف فراجين "يجب ألا نستسلم لليأس وعلينا ان نخلق الابتسامة بعيدا عن طغيان مشاهد الدم والظلم في شاشات التلفزيون، كما أن المواطن العربي أصبح في الفترة الماضية مجبورا على البكاء، من حقه أيضا أن يحصل على الأمل من خلال الابتسامة".
كما أن فراجين ابتعد عن أي أمور تتعلق بالحياة السياسية الأردنية، يقول "لا أملك الحق في الحديث عنها طالما لست أردنيا".
العرض الذي استمر ساعة، تميز بروح العمل الجماعي بين أعضاء العرض الذين يعملون منذ سبعة أعوام إلى جانب فراجين وهم منال عوض وخالد المصو.
شهدت الليلة الأولى من العرض الكوميدي امتعاض بعض الصحافيين من بعض المفردات والألفاظ الجريئة التي لم يعتد الجمهور على سماعها في العروض المسرحية. وحين سئل فراجين الذي كتب النص أيضا، هل من الممكن ان يغير في نصه شيئا خلال عرضه، أجاب "لا لن أغير. احترم جميع الآراء وهي مسألة أذواق في النهاية". ووصف فراجين العرض بأنه جريء لما فيه تناقضات سياسية جنسية اجتماعية. يذكر أن فراجين اعتذر عن تقديم مسلسله السنوي "وطن على وتر" على شاشات التلفزيون الفلسطينية، بسبب انشغاله بالعرض الكوميدي الذي بدأ التحضير به منذ شهر شباط/فبراير الماضي. موضحا "اعتذرت عن عروض تلفزيونية كثيرة في شهر رمضان، لأن هذا العرض الكوميدي سيضيف لي الكثير ويفتح أمامي مجالات كبيرة للعمل، حيث سنقوم بعروض في الإمارات وكندا، إلى جانب أهمية تقديم العروض الحية المباشرة مع الجمهور وأثرها على الفنان.
وحول مشاكل الدراما الفلسطينية أدرجها في نقص الانتشار في الداخل وحاجتها إلى رؤوس أموال مستثمرة في الفن والإعلام. " نحن بحاجة إلى تلفزيون ومستثمرين وقطاع خاص يخصص جزءا من أمواله لدعم الفن. الموجود اليوم مبادرات فردية وللأسف الكثير من رجال الأعمال لا يثقون بالفنان الفلسطيني وقدرته على الإنتاج والإبداع". وأشار فراجين إلى عدم اهتمام الفنان الفلسطيني بتطوير نفسه، موضحا "المنظمات غير الحكومية أساءت كثيرا للفنان الفلسطيني فوضعته ضمن قالب "قطف الزيتون وعصر الزيت" بعيدا عن هموم الشارع الفلسطيني، لذلك لم يحصل على أي اهتمام ومتابعة وخلق مسافة كبيرة بينه وبين جمهوره". ولا يملك فراجين تابوهات كثيرة محرمة للحديث عنها سوى "الشهداء والثوابت الفلسطينية"، كما لم يتعرض للدين، إنما يشير في أعماله إلى الفتاوى الغبية.
وخرج فراجين في الفترة الأخيرة من القالب الفلسطيني إلى الهم والقضايا العربية، لذلك أقبلت الشركات على العمل معه ودعمه، ويتوقع قريبا أن يوقع مع إحداها عقدا، حيث سينتج معهم عروض "ستاند آب" كوميدية مصورة عن "الهواتف المحمولة" وحلقات شبيهة بـ"وطن على وتر" تتناول مواضيع عربية.