عندما كنت طالبا بالصف الأول الثانوي ،وحينها كنت أعيش بمصر.. ومن خلال دراستي للتاريخ أوربا بداية من العصور الوسطى ..من الأسماء التي رسخت بذاكرتي ، كان "اسم لوحة الموناليزا " أو الجوكندا للفنان العالمي والمصور والنحات .."ليوناردو دافنشي" والتي كانت ثوره في القرن السادس عشر ميلادي ..ولا أعلم حينها ما السبب في ذلك..؟!! يمكن لأني وقتها كنت أميل إلى الهدوء ..وحب البساطة في كل شيء ،والى التأمل في جمال الطبيعة وروعتها والتي هي من إبداع الخالق سبحانه وتعالى ،ويمكن لأنها كانت بداية مرحلة حالمة من الأجواء الرومانسية التي يعيشها أي شاب له خيالات بعيدة ..وطموحات راقية ..ومتعة في التأمل كنت قد اكتسبتها بفضل عشقي للقراءة ،وتنقيبي في الكتب عن جمال الأشياء في الكون على قدر مخيلتي لم تكن علاقتي بالكتب عابرة أبدا ..بل كانت نبراسا يضيء لي الطريق ..كانت العلاقة بيننا بمثابة الفنارات البحرية بالملاحين في عرض البحر ..المشكلة أني كنت أتساءل في قرارة نفسي عن سر شهرة " لوحة الموناليزا " صحيح أني قد اطلعت على آراء وتحليلات كثيرة بهذا الصدد منها أن السبب نظرة عينيها والابتسامة الغامضة هما سر شهرتها .. فمن اى زاوية تشاهد اللوحة سوف تلاحظ أن عيناها تنظر إليك .. ،أوبسبب البناء الهرمي للوحة والذي هو من ابتكار دافنشى وهذا البناء كان أيضا بمثابة ثورة في ذلك الوقت ..أو مزج الألوان وتداخلها بتلك الدقة لكي تعطى هذه الدرجات اللونية هو أمر بالغ الصعوبة ..ولكني لم أقتنع كثيرا بتلك الأقاويل..لكني اليوم أشعر بنشوة عارمة لفك طلاسم ذاك السر أو الغموض.. رغم عدم انفرادي بذلك ..فانا لا أعرف ما الذي دفعني فجأة إلى استحضار صورة "دافنشي " وصورة "الموناليزا "التي قام برسمها ،وبعد التدقيق تبينت لي الحقيقة ،ولأول مرة وتكشفت بملامحها.. رغم أن تلك الحقيقة كانت مجرد ظنونا.. يوم أن حاول بعض المحللين بأن يشير بالسر وراء تلك اللوحة حيث انه عند مقارنته الموناليزا بصورة لدافنشى قد وجد انه يوجد تطابق بين عين دافنشى والموناليزا وأيضا يوجد تطابق بالأنف .،ولكن الفرق بيني وبينه هو أنه كان يظن فقط .. أما أنا قد تيقنت برؤيتي الذاتية من حقيقة ما أقول ..،ولن أتطرق هنا للموضوعية لأن الرؤية الذاتية باعتقادي لا يمكن فرضها أو تمريرها على عقول أو أذهان البشر رغما عنهم وإلا كان ذلك هو الاستبداد الفكري بعينه أو الديكتاتورية الفكرية .. فإني أكاد أجزم بأن هذه اللوحة.. لم تكن أبدا لمادونا ليزا دي أنتونيو ماريا جيرارديني زوجة للتاجر الفلورنسي "فرانشيسكو جوكوندو" صديق دافينشى ، والذي طلب منه رسم اللوحة لزوجته عام 1503. ولكن سر شهرة تلك اللوحة هو أن دافنشي رسم دافنشي ،ولكن في صورة أنثى أي صّور نفسه على الطريقة التي كان يرتضيها في حناياه.. وهو أن يتحول لأمراه.. وحتى ولو كانت تلك المرأة بسيطة، وليست على قدر من الجمال ..لكنه أرادها بل أدمنها دون أن يفصح بذلك ..خوفا من الانتقادات اللاذعة آنذاك التي قد تنصب فوق رأسه ، فيتهم بالشذوذ أو الانحراف ..ولو كان دافنشي اليوم بيننا في عصر الحريات اللامحدودة..لأجرى جراحة فورية وعاجلة كي يصبح حلمه حقيقة ..وحينها حتما كان سيغير اسمه من ليوناردو ..إلى ليون من غير اردو..!!
بقلم /حامد أبوعمرة