منذ زمن الانقسام الأسود وشعبنا يعيش حالة هلامية غائب عنها معالم الصواب وضبابية الاهداف مع زيادة غير مسبوقة في زيادة هموم الانسان الفلسطيني الذي أصبح يعيش حالة الصمت والركون الى الواقع المفروض عليه وكأنه بات ينتظر معجزة تحل عليه من رب الكون ,على الرغم من يقينه بأن زمن المعجزات قد ولا ولم يعد بالإمكان ألا أن يحل زلزال أو كارثة جديدة تحصد الفساد واللوث الذي حل في عقول ومفاهيم تلك المجموعات التي أصبحت عبارة عن مجموعات من البعوض تقتات على معاناته ودمائه وشقائه وترفع له الكثير من الشعارات التي لا يلمس فيها ما يخفف عنه.
قد مضي ما يزيد عن عام على تشكيل حكومة أثبتت الايام أنه لا يوجد توافق ألا في أسمها حيث من اليوم الاول لعملها لم يسمح لها بفرض ولايتها على مناطق السلطة الوطنية –غزة- ووضعت لها كل العراقيل الى حد أنه في الزيارة الاخيرة لها في غزة وضعت تحت الاقامة الجبرية في أحد الفنادق ولم يسمح للوزراء بلقاء موظفيهم .
وبعد توصل القيادة ورئيس الوزراء الى قناعة بعجز الحكومة على تنفيذ المهام الموكلة لها طلب رئيس الوزراء بأجراء تعديل حكومي وهنا أنبرى من يصب ليل نهار سمه على الحكومة ومكوناتها ,نجده متمسك بالحكومة رافضا كل الرفض أي تغيير بها ومحافظا على بقائها وهنا تظهر حقيقة بأن البعض بكل وضوح يسعى الى العمل على الحفاظ على الانقسام والعمل على التفاهم على كيفية الاستحواذ على الغنائم ومن أجل ابقاء غزة وأهلها أكبر مشروع تسول على أمل الدخول في موسوعة غينيس الشهيرة .
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه هل حقا نحن نسعى الى اعادة اللحمة الى مشروعنا الوطني ونحن كل يوم نسن القوانين خارج أطار القانون الاساسي الفلسطيني الذي بموجبه دخل من اعتبر انتخابات 1996م جرم وخيانة وفي 2006م باتت ضرورة وطنية وألبست ثوب النزاهة والقدسية ,وهل من يريد الوحدة واللحمة وحريص على القدس المقدسات يصدر كل يوم قانون يباين بينه وبين المؤسسات الوطنية في الشطر الاخر من الوطن؟
وهل من يريد وحدة التمثيل الفلسطيني امام العالم يعمل كل يوم على نظم علاقات مع الدول العربية والاسلامية على اساس أنه كيان قائم بذاته ؟
وهل من يحرص على وحدة القضية يعمل على منع التواصل بين أبناء الشعب الواحد ؟وكما يمنع ابناء قطاع غزة المتواجدين في الضفة أو مصر بعد الانقسام من العودة الى غزة وهل يقوم غير المحتل بالتهجير والابعاد؟
وهل من يسعى الى الوحدة يعمل على فرض الضرائب واستحداثها واجبار الشركات الوطنية على اعادة دفع اتاوات تحت التهديد وهذا دليل على هدف الفصل المنوي الوصول أليه.
هل من يريد الوحدة يسعى بشتى لمبادلة المشروع الوطني بتهدئة في غزة ويطارد ويقتل ويشتت كل من يفكر في تنغيص حياة المحتل ويعمل على زعزعة استقرار الضفة الغربية تحت مسمى اشعال المقاومة وكأن المقاومة والمشروع الوطني مناطقي وحزبي ومزاجي وليس هذا حسب, بل بات تهديد الاجهزة الامنية الفلسطينية يسبق تهديد جيش الاحتلال والمستوطنين.
وهل من يسعى الى الوحدة والوطنية يعمل على وضع كل مقدرات المجتمع الاقتصادية في ايدي فئة من خلال مجموع التسهيلات التمليكات التي تمنح لهم ليكون المجتمع ومقدراته في يد فئة بعينها .
واخيرا هل خاض شعبنا نضاله وقدم كل التضحيات من أجل أن نصبح مملكات ؟ هل تحمل شعبنا كل التضحيات في الحروب الثلاث الاخيرة لكي يصبح لنا ميناء عائم وسماء غائم ؟وهل ضحى شعبنا وقدم الشهداء لكي يكون المقاومين هم حراس خط الهدنة مع دولة الاحتلال من ثائر لا يعترف بكل تلك المصالح ؟
واخير هل سوف يتم اخراج الاسرى ونقل القدس الى دولة غزة لتكون العاصمة لدولة القادمة التي سوف ننطلق منها لتحرير باقي فلسطين لأننا سنكون احرار ولن نعترف بإسرائيل
المثل الشعبي بقول- حبال الكذب قصيره -
نبيل عبد الرؤوف البطراوي
عضو الأمانة العامة لشبكة
كتاب الرأي العرب
9-7-2015م