منذ قمة مؤتمر بيروت للقادة الملوك والرؤساء العرب 2002 ولغاية مؤتمر القاهرة 2015 حيث تضمنت بيانات القمم العربية جميعها التمسك بالمبادرة العربية للسلام ، هذه المبادرة العربية للسلام التي طرحها خادم الحرمين الشريفين المرحوم الملك عبد الله عبدا لعزيز وأقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002 بالإجماع تدعو إلى انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ 1967 تنفيذا لقرار مجلس الأمن 242 و338 واللذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 ومبدأ الأرض مقابل السلام والى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل.، إلا أن حكومات إسرائيل رفضت التعاطي مع ما تضمنته المبادرة نصا وروحا سوى بند التطبيع وبناء علاقات طبيعيه في إطار سلام مجاني مع إسرائيل ، الموقف العربي عاجز عن تقديم حلول بديله لمبادرة السلام العربية وان النظام العربي ممثلا في ألجامعه العربية اعجز عن اتخاذ موقف يلزم إسرائيل لتطبيق قرارات الأمم المتحدة ويلزمها بوقف الاستيطان ومنع تهويد القدس ، إسرائيل لا تفهم إلا لغة واحده وهذه اللغة تفتقدها ألجامعه العربية والنظام العربي الذي يجيد فقط الإخلال بالتوازن الأمني القومي العربي واتخاذ قرارات تفتح المجال أمام الدول الكبرى للتدخل في الشأن العربي ، إسرائيل أعلنت صراحة وعلى لسان نائب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي سلفان شالوم عن رفض حكومة نتنياهو لمبادرة السلام العربية وفي معرض إشارته تذكير أن العرب منشغلون بالحروب فيما بينهم وان هذه الحروب نجحت في تفتيت الدول العربية وأنهاك جيوشها ومضمون ومفهوم ما تضمنته تصريحات سلفان شالوم ان إسرائيل لم تعد بحاجه لمبادرة السلام العربية لان النظام العربي هو اليوم من يسعى نحو إسرائيل ويتحالف معها ، إن عمليات التطبيع مع إسرائيل والتبادل التجاري وفتح الممثليات التجارية والديبلوماسيه والتنسيق الأمني وغيره من المسميات والاجتماعات الامنيه مع مسئولين كتلك التي سبق أن أعلن عنها اللواء السعودي أنور عشقي وذكرتها الصحف الامريكيه هي التي دفعت حكومة نتنياهو للتنكر لمبادرة السلام ورفض التعاطي معها لأنها لم تعد بحاجه إلى ما تضمنته نقاط المبادرة العربية طالما هي تأخذ ما تريد بدون مقابل ، هذا الموقف الإسرائيلي المعلن عن رفض مبادرة السلام العربية يدلل على أن إسرائيل غير معنية أصلا بتحقيق السلام والانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية وأنها ماضيه في مشروعها الاستيطاني والتهويد للأراضي الفلسطينية وهضبة الجولان ، لقد وصل الحال بالنظام العربي أن يستجدي السلام من إسرائيل عبر نشر مبادرة السلام العربية بالصحف العبرية وعبر وسائل الإعلام ضمن عملية استجداء للاسرائليين للضغط على حكومتهم لكن كان التشدد من قبل الاسرائليين والتطرف الرد على كل تلك المبادرات والمحاولات لاستجداء الإسرائيليين ، إسرائيل غير عابئة بمواقف الحكومات العربية وهي تدرك أنها اعجز عن اتخاذ موقف يلزم إسرائيل للاذعان لمتطلبات السلام وان إسرائيل تدرك أن الفلسطينيون غارقون في خلافاتهم وهي تعمد إلى تطبيق استراتجيه جديدة تتعلق بالقضية الفلسطينية تتحلل إسرائيل من خلالها بأي التزام لرؤى الدولتين ، هذه ألاستراتجيه تهدف الفصل التام والكامل بين قطاع غزه والضفة الغربية ، ان غياب الموقف العربي في ظل الضعف الذي عليه النظام العربي تجعل إسرائيل في حل من أي التزام أو تعهد لتحقيق السلام والانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ، إسرائيل تسعى لتحقيق هدفها بتكريس احتلالها واستكمال مشروعها الاستيطاني ، حيث أوضح سلفان شالوم ذلك صراحة عن رفض المبادرة السعودية بصيغتها الحالية مطالبا ألجامعه العربية بمبادرة بصيغة أخرى حتى يمكن لإسرائيل التعامل معها وفق تصريحات شالوم ، إسرائيل غير معنية باستئناف المفاوضات وفق أقوال ومضمون تصريحات شالوم لأنه يرى انه لا يمكن التوصل إلى حل نهائي موضحا موقف إسرائيل وهو استئناف المفاوضات ومحاولات التوصل إلى تفاهمات والى اتفاقات مرحليه ليس إلا ، وكشف النقاب عن إستراتيجيّة إسرائيل للتفاوض مع الفلسطينيين هو التوصل إلى اتفاق للحل مع الفلسطينيين على مراحل وتجزئة التفاوض، وشدد في المقابل على أنّه من المحظور التطرق إلى مسألة ترسيم الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية في بداية المفاوضات، لأنّ الفلسطينيين سيتصلبون أكثر تجاه بقية القضايا الجوهرية، مثل الترتيبات الأمنية والقدس واللاجئين، في حال الاتفاق على حدود الدولة الفلسطينية. ونوّه شالوم إلى أنّ الواقع القائم في قطاع غزة يجعل اتفاق الوضع النهائي أمرًا مستحيلاً، إذْ أنّ السلطة الفلسطينية لا تسيطر على القطاع، وتساءل: إذا توصّلنا إلى اتفاق ما، فهل يكون بين إسرائيل والضفة الغربية، أم مع قطاع غزة؟، وهل يمكن للسلطة الفلسطينية الالتزام بالاتفاق بالنيابة عن غزة؟. الجواب كما أكد شالوم هو النفي المطلق، إذ لا يمكنهم، ولا يستطيعون ذلك. وتطرّق شالوم أيضًا إلى المبادرة الفرنسية الرامية إلى استئناف المفاوضات، وقال إنّها لم تحصل على دعم الأطراف، وزاد: لدينا الآن مبادرة فرنسية، إلا أنّ الجميع تجاهلوها وأداروا ظهرهم لها، وشدّدّ على أنّ بلاده ترفض هذه المبادرة بصورة قطعية، لأنها مبنية على حدود العام 1967، كما أنها تنص على جعل القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. أمام حقائق الموقف الإسرائيلي ورفض إسرائيل لمبادرة السلام العربية ورفضها للمبادرة الفرنسية التي أجهضت في مهدها وقبل أن ترى النور وسبق أن رفضت مبادرات غيرها وهي ماضية في مشروعها الاستيطاني والتهويد للقدس والضفة الغربية والجولان ، هذا الموقف الإسرائيلي هل يقابله موقف للجامعة العربية وهل من ردة فعل على تصريحات سلفان شالوم من المبادرة العربية للسلام ، إسرائيل تتفرد في الموقف والقرار في ظل انكماش عربي واستسلام عربي وهي ترفض حتى مجرد الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتحللت حكومة نتنياهو من رؤى الدولتين فهل استسلمت ألجامعه العربية أمام المخطط الاستيطاني والتهويدي الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية بحيث أن ألجامعه العربية عاجزة عن المبادرة لاتخاذ أي موقف يساهم في الحفاظ على الحقوق الفلسطينية والعربية لان جامعة الدول العربية غارقة في الخلافات بين أعضائها وفي الصراعات التي دمرت كل إمكانية للعمل العربي المشترك مما يدفع قادة الكيان الإسرائيلي لاتخاذ مواقف وقرارات جميعها تدفع إلى التطرف في ظل عجز ألجامعه العربية عن اتخاذ أي موقف يكون بمقدوره حماية الأراضي الفلسطينية والعربية من المشروع الاستيطاني والتهويدي الإسرائيلي
المحامي علي ابوحبله