إبرام الاتفاق النووي بين إيران والدول الست اليوم الثلاثاء في فيينا بعد مفاوضات مضنيه سيترك انعكاساته على الصراع الإقليمي في المنطقة وان الرئيس الأمريكي اوباما الذي نجح في فرض أجندته السياسية في التوصل لاتفاق مع إيران وإنهاء العداء مع كوبا هل يكون بمقدوره التوصل إلى اتفاق تسويه في الشرق الأوسط يحل بموجبها القضية الفلسطينية وفق الرؤيا الامريكيه لإقامة الدولتين ، الصراع الذي تشهده المنطقة هو صراع مصالح هدفه تحقيق امن إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية ، صمود سوريا وقوى المقاومة افشل المشروع الأمريكي وافشل فرض شروط مذله على إيران بشان برنامجها النووي وان التوصل إلى اتفاق مع إيران قد يفضي حقيقة لانفراج حقيقي قد تشهده المنطقة ، أمريكا والغرب اعترف بإيران دوله نوويه ، يشكل الاتفاق النووي مع إيران لحظة تاريخيه وصفحه جديدة لإيران التي تمكنت من الخروج من عزلتها ورفع الحصار الاقتصادي عنها ، ومما ينص عليه الاتفاق الإعلان رسميا إلغاء العقوبات ألاقتصاديه والمالية والنفطية وتلك المفروضة على الطيران المدني ، والسماح لإيران بتصدير منتجات نوويه كاليورانيوم المخصب والماء الثقيل ، كما أن الاتفاق رفع الحجز عن عشرات المليارات من الأرصدة الايرانيه في البنوك الاجنبيه ، الرئيس الأمريكي الذي نجح في الوصول إلى اتفاق ينهي الخصام مع إيران يعتبر أن أمريكا قد عززت من تواجدها في الشرق الأوسط وعززت من تحالفاتها الاقليميه باعتبار أن الاتفاق مع إيران سيعزز التعاون بين أمريكا وإيران في المنطقة ويرسخ المصالح ألاقتصاديه الامريكيه في المنطقة ويفتح المجال واسعا أمام الشركات الامريكيه والغربية للاستثمار في إيران على اعتبار أنها تشكل منطقه اقتصاديه واعده للاستفادة من المشاريع الاستثمارية ، إيران ترى أن من أهداف المفاوضات والتوصل إلى اتفاق ، السير قدما في المجالات الصناعية والتجارية حيث أن الاتفاق يمكن إيران الدخول إلى نادي الدول التي تستفيد من التكنولوجيا النووية ، يشكل الاتفاق النووي الإيراني صفعة قويه لإسرائيل ويعد بمثابة صدمة للدول العربية المتحالفة مع أمريكا وخاصة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ، قد يكون لواقع الصراعات التي تشهدها المنطقة انعكاس على وقع الاتفاق مع إيران وخاصة أن السعودية فشلت في تحقيق أهدافها بحربها على اليمن وان سوريا تسير على طريق الحسم العسكري وان لبنان يتحسس طريقه للخروج من مأزق انتخاب رئيس للجمهورية وان العراق الذي يحارب داعش يحقق تقدم في الانبار وان معركة الحسم في الموصل اقتربت ، هناك لا شك توقعات بشان اتفاقات إقليميه قد تفضي إلى حلحلة ألازمه السورية والعراقية واللبنانية خاصة وان تداعيات الصراعات التي شهدتها المنطقة انعكاس لمفاوضات إيران مع الدول الست ، قد تكون إسرائيل الخاسر الأكبر بموضوع الاتفاق النووي الإيراني ، نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي شيد مجده على المشروع النووي الإيراني ، ، وعرض نفسه كحامي حُماة الإسرائيليين والعالم من خطر “القنبلة النوويّة الإسلاميّة الشيعيّة”، ولكن الآن، بعد أنْ بات الاتفاق بين طهران ومجموعة دول (5+1) ناجزًا تقريبًا، بدأ الصراخ والعويل، أوْ كما يقول المثل الصراخ على قدّ الوجع، من قبل رئيس الوزراء الإسرائيليّ ومؤيّديه، وخصوصًا أنّه حسم المعركة الانتخابيّة الأخيرة في الدولة العبريّة، والتي جرت في آذار (مارس) الفائت على القضيّة النوويّة الإيرانيّة، عندما شحذ الهمم والطاقات لإرعاب الإسرائيليين من الغول الإيرانيّ، ولم يتورّع عن تحدّي الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما، في عقر دار الأخير، متبنيًا مبادئ المدرسة الميكيافليّة مبدأً ونهجًا ولسان حاله يقول: الغاية تُبرر الوسيلة. ولكن، بات واضحًا أكثر من أيّ وقتٍ مضى، أنّ الانقسام في إسرائيل حول القضيّة الإيرانيّة بات سيّد الموقف، على الرغم من أنّ هناك إجماعًا من أقصى اليمين إلى أقصى ما يُسّمى باليسار الصهيونيّ الإسرائيليّ بمُعارضة تحوّل إيران إلى دولةٍ نوويّة، لأنّ أحد أعمدة السياسة الإسرائيليّة منذ إقامتها على أنقاض الشعب العربيّ الفلسطينيّ يقوم على منع الدول المُعادية من امتلاك أسلحة غير تقليديّة، علمًا أنّ الدولة العبريّة، بحسب التقارير الأجنبيّة، تمتلك أكثر من 300 رأس نوويّ، بمعرفة وبموافقة الولايات المُتحدّة ودول الاتحاد الأوروبيّ. نتنياهو يسعى لامتصاص الصدمة ضمن محاولة من إسرائيل لاحتواء انعكاس الاتفاق على الساحة الإقليميّة والإستراتيجيّة لهذا الاتفاق، إسرائيل دخلت مرحلة ما بعد الاتفاق قبل الإعلان عنه، وذلك على المستويات السياسية والإعلامية والأمنية. لم يبقى أمام نتنياهو سوى ساحة الكونغرس كملعب وحيد للمواجهة، على أمل أنْ يساهم ذلك في عرقلة إقرار الاتفاق، كما تذكر المصادر السياسيّة في إسرائيل . الاتفاق بصيغته الحالية يُكرّس حقيقة أنّ إيران انتزعت إقرارًا وشرعنة دولية بواقع تحوّلها إلى دولة على عتبة النوويّ، المفاوضات لن تثني المفاوض الإيراني باعتبار إسرائيل عدو مع التشدد الإيراني بعدم الاعتراف بشرعية إسرائيل فلا يزال الشعب الإيرانيّ، ومعه مسئولوه الرسميون يردّدون مواقفهم وشعاراتهم: الموت لأمريكا والموت لإسرائيل.إيران التي تردّد هذه الشعارات تفاوضها الدول العظمى في فيينا وتقدم لها التنازلات. ، اتهم نتنياهو أمريكا برئاسة باراك أوباما، بأنها تريد اتفاقًا مع إيران، بأي ثمن. التحذيرات الاسرائيليه تتوالى تباعا انعكاس للاتفاق النووي مع ايران ، فقد حذّر وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، من أنّ الدول الكبرى ترتكب خطأً تاريخيًا بتوقيع اتفاق سيئ مع إيران، وتقدم تنازلات غير مسبوقة لنظام ينشر الإرهاب ويهدّد العالم بالحرب، حسبما ذكر. وقال يعلون، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إنّ الاتفاق النوويّ مع إيران سيؤثر أكثر من أي شيء آخر في مكانتنا السياسية والأمنية، لأنّ الحديث يدور عن اتفاق سيئ يسمح لإيران بأنْ تكون دولة حافة نووية. لكنّه أضاف أنّه سيكون لهذا الاتفاق انعكاسات على دول أخرى ترى في هذا الوضع تهديدًا عليها، مثل السعودية ومصر وتركيا، وتوقف يعلون أيضًا عند حقيقة أنّ هذا الاتفاق لن يؤدي في الواقع إلى إغلاق منشأة نووية واحدة أو تدمير جهاز طرد مركزي واحد. كما حذّر من المستقبل الآتي لإسرائيل، مؤكّدًا على أنّها ستُواصل الاستعداد للدفاع عن أنفسنا بقدراتنا الذاتية.وخلُص إلى القول إنّ الاتفاق يُبيّض صورة إيران، التي خرقت قرارات مجلس الأمن، على حدّ تعبيره. ، وفي إطار متصل تحدثت تقارير إسرائيليّة عن أنّه، خلال الشهر المقبل، ستستقبل إسرائيل بعثتين كبيرتين من نحو 100 مشرّع أمريكيّ، من مجلسي الشيوخ والنواب، يُمثلون الديمقراطيين والمحافظين. ومن المُتوقع أنْ يلتقي نتنياهو مع كل المُشرعين لإقناعهم بمُعارضة الاتفاق. وتحدثت تقارير أخرى عن أنّ نتنياهو ينوي التوجه إلى الولايات المتحدة، خلال أيلول (سبتمبر) المقبل، بهدف تحريض أعضاء الكونغرس على معارضة الاتفاق النوويّ.وكانت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي قد كشفت النقاب عن أنّ نتنياهو والوزير يوفال شطاينتس أجريا محادثات هاتفيّة مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وربمّا روسيا، تمثل اتصالات اللحظة الأخيرة، في محاولة للتأثير في بنود الاتفاق. ولفت مُحلل الشؤون السياسيّة في القناة، أودي سيغال، نقلاً عن محافل رفيعة في تل أبيب، كما قال، لفت إلى أنّ هناك خشية من تراجع قدرة التأثير الإسرائيليّة لدى الأمريكيين في هذه المرحلة، إذْ يبدو أنّ الإيرانيين حصلوا على كل ما أرادوه، والكونغرس الأمريكيّ وحده يستطيع توقيف الاتفاق، حسبما أكّدت المصادر.وقال الكاتب الإسرائيليّ، ب. ميخائيل، اليوم الثلاثاء في صحيفة (هآرتس) إننّي اليوم أكثر هدوءً، لأننّي على علمٍ بأنّ واحدة من القنابل النوويّة التي نملكها باتت في أيدي أكثر مسؤولية من نتنياهو. وتابع قائلاً: مسكين نتنياهو، لقد أخذوا منه اللعبة التي أدمن عليها، لافتًا إلى أنّه منذ اليوم، فإنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ مثله مثل الطفل الذي فقد بطانية التدفئة الأمنيّة الخاصّة به، التي كانت تُعطيه الحرارة في الليالي الطويلة وتمنحه القوّة والأمن والآمان، على حدّ تعبير الكاتب. لا شك ان الاتفاق النووي مع ايران يترك انعكاساته على المنطقة برمتها وان هناك حالة من إعادة الحسابات قد تشمل العديد من الدول الاقليميه لمراجعة حساباتها وتحالفاتها وفق مقتضيات مصالحها ، الاتفاق سيترك انعكاساته على الصراع الإقليمي والمصالح مما ينبئ حقيقة بتغير حقيقي في جوهر التحالفات الدولية والاقليميه والتي سيكون لها انعكاس على قضايا المنطقة مما يترك سؤالا جوهريا أين تتموضع القضية الفلسطينية بعد الاتفاق النووي مع إيران وهل يكون بمقدور إدارة الرئيس الأمريكي اوباما بفرض رؤيته لحل القضية الفلسطينية وإلزام إسرائيل للقبول برؤى الدولتين ، بعد أن تمكن اوباما من التوصل لاتفاق مع إيران وإنهاء العداء مع كوبا فهل يحقق الأمن والسلام في الشرق الأوسط ويلزم إسرائيل للقبول بحل الدولتين
المحامي علي ابوحبله