حديث المصارحة والمكاشفة لدولة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله
يضع جميع القوى والفصائل الفلسطينية أمام مسؤولياتها لإنجاح برنامج حكومة الوفاق الفلسطيني لانهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية
رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله في حواره مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية اتسم بالصراحة المطلقة وبالا جابه على كل التساؤلات ، رغم الصعوبات التي واجهت وتواجه حكومة التوافق التي يرئسها الدكتور رامي الحمد الله ورغم المعيقات التي وضعت من قبل الاحتلال الإسرائيلي في وجه حكومة الوفاق إلا أن الحكومة تمكنت من الصمود في وجه الإجراءات الاسرائيليه وفي مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزه ، رامي الحمد الله اكتسب ثقة جميع القوى السياسية على الساحة السياسة الفلسطينية وهو يتطلع حقا لتحقيق انجازات إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وتوحيد المؤسسات والجغرافية الفلسطينية ، حكومة التوافق الفلسطيني برأي الدكتور رامي الحمد الله وفي حديثه الصريح أنها لم تفشل لان من أهداف الحكومة التي شكلت في 2/6/2014 استكمال المصالحة واستكمال بناء المؤسسات والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعيه ، وان جميع القوى والفصائل الفلسطينية أمام مسؤولياتها لإنجاح برنامج حكومة الوفاق الفلسطيني لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام ، حرب إسرائيل على قطاع غزه كان من احد أهم المعوقات والعقبات التي حالت لغاية الآن من تحقيق الأهداف للحكومة وان نتائج العدوان الإسرائيلي على قطاع غزه نتج عنه أعباء كبيره على الحكومة ، خطوات إنهاء الانقسام لم تلقى تجاوب من حركة حماس ، في 10 /10/2014 باجتماع رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله مع الأستاذ إسماعيل هنيه تم الاتفاق على حل موضوع الموظفين المعينيين بعد 2007 وموضوع المعابر ، إلا انه لم يتم تسليم المعابر ، وبحوار رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله اجتمعت مع قيادة حماس وتحادثنا حول نفس النقطتين ، الموظفين والمعابر. للأسف لم يوافقوا على الخطة التي تقدمنا به وعرضتها شخصيا على حماس. ولو وافقوا كنا قطعنا شوطا مهما في عملية المصالحة وعملية التوافق، ولكُنّا انتقلنا إلى مرحلة ثانية لتوحيد المؤسسات والوزارات، ولو نجحنا لانتقلنا طبعا إلى مرحلة ثالثة، وهي الإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يجب أن تجرى. كما هو معلوم هذا هدف نهائي ، بحديث المصارحة والمكاشفة لدولة رئيس الوزراء ان العقبتان الرئيسيتان أمام تحقيق الحكومة لأهدافها هما الموظفون والمعابر ، إذ أن - حماس تصر على أن أي حل أو تقدم في عملية المصالحة وتوحيد المؤسسات، لن يتم إلا باستيعاب الموظفين وهذه معضلة حقيقية خاصة وان عملية استيعاب الموظفين يتطلب مبالغ ماليه يجب أن توفرها حكومة التوافق خاصة وان ميزانية السلطة تعاني من عجز مالي وان الدول المانحة لم تفي بالتزاماتها مما يجعل عملية الاستيعاب تقف عقبة أمام تحقيق الحكومة لأهدافها ، الأعمار لم يكن أساسا ضمن أهداف حكومة الوفاق لان أعمار غزه فرضته وقائع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزه وان هناك معيقات أمام تحقيق الأعمار ففي 13 أكتوبر (تشرين الأول) في القاهرة، تم التعهد بـ4.9 مليار دولار لإعادة أعمار القطاع. لم يأت من هذه الأموال سوى 27 في المائة فقط. الدول المانحة تشترط تسليم المعابر للسلطة حتى تفي بالتزاماتها وتعهداتها تجاه أعمار غزه ، يرى دولة رئيس الوزراء بحواره مع الشرق الأوسط السعودية ان حركة حماس جزء مهم من الشعب الفلسطيني ومكون من مكوناته ويرى انه لا بد من حوار حقيقي ومصالحه حقيقية تقود لإنهاء الانقسام وتؤدي إلى تحقيق أهداف تشكيل حكومة التوافق وهو الوصول إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية وان تهيئة الأجواء المناسبة تتطلب فعلا تشكيل حكومة وحدة وطنيه فلسطينيه تجمع جميع القوى دون أية اشتراطات ، لا شك أن النقاط على الحروف التي وضعها دولة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله في حواره الصريح مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية تبرز حقائق الوضع الفلسطيني في ظل المعاناة الفلسطينية التي تحول لغاية الآن من تحقيق أهداف الحكومة بفعل التهرب من استحقاقات تتطلبها عملية إنهاء الانقسام وتوحيد أجهزة ومؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية ، الانقسام خطر يتهدد المشروع الوطني الفلسطيني وان المشروع الاستيطاني الصهيوني يدمر رؤيا الدولتين ويعيق اعمال الحكومة الفلسطينية في إحداث تنمية مستدامة لان الاحتلال يحول دون عملية بناء اقتصاد وطني فلسطيني مستقل وقد اوضح رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمد الله في حوار مع صحيفة الشرق الاوسط السعوديه حول العقبات التي تواجه الحكومه حيث قال "- أكيد الاحتلال عقبة أولى، انظر إلى تقسيم الضفة (أ ب ج)، كل مصادرنا الطبيعية من المياه والأراضي الزراعية، والبحر، والبترول أيضا، هناك حقل في رنتيس 400 كيلومتر مربع، كلها في منطقة سي، وإسرائيل لا تسمح لنا باستغلال مواردنا. 2.2 مليار دولار ممكن أن نجندها من خلال الاستثمار في مناطقنا التي تسيطر عليها إسرائيل. نحن نحكم 36 في المائة من الضفة فقط. هناك الظروف المالية، لدينا مشكلة الضرائب مع الإسرائيليين، في أي لحظة نختلف معهم يحجزون أموالنا، وهذا يجعلنا بصراحة لا نستطيع أن نخطط للمدى البعيد أو المتوسط ولا القريب، (كل شغلنا) مربوط مع الاحتلال. يوجد موضوع اتفاق باريس، نحن بحاجة إلى إعادة النظر فيه، ناهيك عن التهرب الضريبي في مناطق سي، تهرب من أعلى المناطق في العالم، ورغم كل ذلك البنك الدولي يشهد أن مؤسساتنا أفضل من مؤسسات 80 دولة. وقد كان لصراحته وقع الشفافيه عن الوضع المالي ، في هذا الموضوع يقول دولة رئيس الوزراء
- الحكومة يدخلها 800 مليون شيقل تصرف مليارا و150 مليون شيقل بعجز 100 مليون دولار. تأتي مساعدات متفاوتة ولكن يبقى عجز دوار، نرحل بعض المصاريف نتعامل بإدارة أزمة. لكن نحن قللنا المصاريف، عملنا ترشيد ووفرنا 300 مليون شيقل من الدين العام. أنا جئت على الحكومة وهي مديونة بـ4.8 مليار دولار. المساعدات قلت، والمصاريف زادت، ولكن تمكنا من سد عجز بقيمة 300 مليون دولار ودفعنا لصندوق التقاعد الذي استنفدته الحكومات السابقة، نسدد التزاماتنا كافة شهريا، وهذا يكلفنا مبالغ طائلة. لدينا ما نفخر به.
وحول القدس يرى أن الحكومة تضع في سلم أولوياتها واهتماماتها ويقول - القدس من أولوياتنا، التدخلات كثيرة وتتم بالاتفاق مع مؤسسات دولية وأحيانا مباشرة. ورغم أننا ممنوعون من العمل هناك، نعمل في قطاع التعليم والترميم والمشاريع الصحية ودعم المستشفيات، وبدأنا بدعم تجار البلدة القديمة. ونحن نطالب جميع العالم بأن يقفوا معنا. اعلم أن التدخلات ليست كافية، نحن بحاجة إلى مليارات، إسرائيل تستثمر مليارات، نريد دعما.ويختم دولة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله بالتأكيد أي شخص يعمل في العمل السياسي ليس الكل مطالبا بأن يتفق معه، الخلاف صحي، لكن آمل أن لا يتحول إلى خصومات، وأنا لا أعتقد أن لدي خصومة شخصية مع أي شخص. وعن العقبات والمستنفذين في الفصائل يرى دولته بصراحة من يحاول وضع العصا بالدواليب. لكن كما يقول أنا تأقلمت مع التحديات وأتغلب عليها، هناك بالفعل من يضع عقبات لأمور شخصية وليست مهنية. هناك من يحاول نعم ولكن أنا لا أنظر إلى هذه الأمور، أنظر إلى المستقبل والمصالح العليا وأطالب الجميع بحوار هادئ وليس لأمور شخصية. وعن الصلاحيات لرئيس الحكومه يقول- النظام الفلسطيني نظام رئاسي، السيد الرئيس لديه صلاحيات في مواضيع، والحكومة لديها، ولكن للحقيقة لمست دعما كاملا من الأخ أبو مازن وأنا أشكره. لم يقف في طريقنا، هو دائما في حوار مستمر معي شخصيا وأتداول معه في القضايا اليومية والحياتية والسياسية، أنا أشكره على التعاون والدعم. هذا ساعدنا في عملنا، وعن الندم من عدمه في المعترك السياسي يجيب . كل فلسطيني هو سياسي بطبعه، لكن أنا كنت في عالم أكاديمي مختلف، عالم واقعي ومثالي، وانتقلت إلى عالم آخر عالم فن الممكن. وما هو الممكن في ظل هذه الظروف؟ (قالها متسائلا). العالم السياسي يختلف. عدو اليوم قد يصبح صديق الغد، السياسة عالم متغير والذي يحكم السياسة هي المصالح. واهم شيء برائي دولة رئيس الوزراء - يجب أن تكون لديك إرادة قوية، من دون ذلك ستهزم خصوصا في فلسطين، تحديات لا تعد ولا تحصى.
بالتدقيق وبالتحليل من خلال حديث المصارحة والمكاشفة في حوار دولة رئيس الوزراء مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية وضع كافة الحقائق والملابسات التي حالت وتحول لغاية الآن من تحقيق أهداف الحكومة في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وهي في نقطتين أساسيتين استيعاب موظفين حماس بعد الانقسام وتسليم المعابر وهناك معضلة في عملية الاستيعاب بسبب عدم توفر الأموال اللازمة لتغطية 54 ألف موظف وقد عرض خطة من ثلاث مراحل لعملية الاستيعاب رفضتها حماس ، كما أن عملية أعمار غزه مشروطة بتسليم المعابر للسلطة الوطنية حيث تشترط الدول المانحه لذلك ، وبين كذلك المعيقات الاسرائيليه امام احداث تنمية مستدامه في الضفة الغربيه وعد اتفاق باريس من ضمن العوائق وان اجراءات اسرائيل العقابيه تحول دون استكمال الحكومه لخطتها ، الحديث في مضامينه احتوى الكثر من البنود والحقائق والتي جميعها تؤكد على جدية رئيس الوزراء في التعامل مع كافة المعيقات ومواجهتها وتحديها في سبيل الوصول للهدف المنشود للحكومة ، حديث وحوار دولة رئيس الوزراء يستحق الاهتمام والتحليل لما له من اهمية تتعلق بالموضوع الفلسطيني الداخلي والعربي والاقليمي وان الحكومة الفلسطينيه عملت بكل جد واقتدار وهي لم تفشل بتحقيق اهدافها لكن المعيقات التي يضعها البعض والاشتراطات هي التي حالت ولغاية الان من تحقيق الاهداف ويخلص الدكتور رامي الحمد الله الى القول ان حكومة الوحدة الوطنيه وبمشاركة حماس والقوى الفلسطينيه قد تكون قادره على تجاوز العقبات وتحقيق الاهداف في ظل الوضعية الحاليه وانه لا بد وان تكون الاراده قويه للانتصار على العقبات
المحامي علي ابوحبله