ماذا جرى للمسلمين ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

ما أغرب أحوال المسلمين اليوم في أزماننا ..عندما يعيشون حياتهم بكل تناقض فنجد منهم من يصلي في الصف الأول ،ويمنع أخواته البنات من الميراث بدعوى جاهلية أن النساء لا يرثن ،بل وليس لديهن أي حقوق أخرى على اعتبار أنهن مسئولات من الرجال ، وان المرأة مكانها بيتها ..ويدعي بقوله بكل سفاهة أن ذلك من الدين ومن قلب العقيدة ، ومنهم من يتلو آيات من الذكر الحكيم بصوت شجي فيردد في كل المحافل آية من آيات الله توصي بحقوق الوالدين ،وفضلهم ،ويوصي ببر الوالدين ، ولزوم طاعتهم ..فيضرب أباه ،ويشتم أمه والأبشع ضربها بالنعال ومنهم من يلقي بوالديه بدار المسنين لأنه أصبح لا يطيقهما.. رغم أنه من العجب العجاب أنه يتلو من سورة لقمان لقوله تعالى : "
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ " ويتلو : " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) " .. (الإسراء 23 ، 24) ومن المسلمين اليوم من يشبب بقوله عندما يجري الحديث عن الرزق ..فنجده يقول إذا كان الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز : " وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"ثم يتبع بقوله فهل لنا أن نقلق أو ننزعج والرزق قد كفله الله لجميع مخلوقاته ،ثم إذا بُشرته زوجنه بحملها الأول .. وإلا ونجده وقد تغيرت كل ملامحه ،وكل أحواله فنجد وَجْهُهُ قد صار مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ،وعندما نسأله ما الذي جرى لك .. يقول وأنّى لي بطيب العيش بعد ذلك ،وأحوالي المادية تعيسة للغاية فكيف سأدبر أمري ،لأنفق عليه فالوضع لا يسمح لي بأن أنفق على نفسي .. أو أني غير مستعد لذلك أبدا .. فيقول لزوجته بكل تهكم ..يجب أن يتم تنزيله وإلا فالطلاق مصيرك ِ وعليك ِ أن تختاري ..ولا نقول إلا ..لا حول ولا قوة إلا بالله ..ألم يقرأ أمثاله من قوله تعالى:" وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ"..ألم يقرأ قول الله جل في علاه :" وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا" ومن المسلمين من يبايع عن ضلالة وجهل أقواما لا يعلم عنهم شيئا، وهو جالسٌ في بيته ،ونسي أو تناسى حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ، وَمَنْ أَحَبَّ قَوْمًا حُشِرَ مَعَهُمْ " وما أكثر المبايعون في أيامنا لأولئك الذين يسيئون كل يوم بتصرفاتهم الحمقى للدين الإسلامي فينفرون الناس ،ويجعلونهم يبغضون الدين.. لأنهم لا يعرفون من حدودهم المزعومة الباطلة سوى قطع الرؤوس ..رؤوس الخلائق وعلى الملأ.. وهم يعلمون علم اليقين أن منهم من يقول ربي الله ....وهم يعلمون كذلك أن الخلافة كلها خير ورغم ذلك يفعلون الضد ،ويعلمون أن الخلافة تحتاج إلى إجماع ،ومع ذلك يقيمون دولتهم المزعومة بحد السيف وإلا فقطع الرقاب.. ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل..!!
بقلم /حامد أبوعمرة