الرئيس الأمريكي اوباما يتحدى منتقدي الاتفاق النووي مع إيران ويستدل بولادة نظام إقليمي جديد

بقلم: علي ابوحبله

الرئيس الأمريكي اوباما في معرض دفاعه عن الاتفاق النووي مع إيران حيث توجه سهام الانتقادات ضد سياسة الرئيس الأمريكي من قبل الحزب الجمهوري ومحاولة نتنياهو تحريض الكونغرس الأمريكي لعدم التصديق على الاتفاق ، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو وفقا لصحيفة معاريف كرر انتقاده للرئيس الأمريكي اوباما على خلفية توقيع الاتفاق النووي بين الدول الست مع إيران وقال نتنياهو في مستهل جلسة كتلة حزب الليكود البرلمانية هناك من هو مستعد ومستميت لتوقيع اتفاق مع إيران بأي ثمن قاصدا الرئيس الأمريكي اوباما ، اوباما تحدى منتقدي الاتفاق النووي مع إيران لا سيما نتنياهو بان يتقدموا ببديل قابل للتطبيق قائلا أن الخيارين الحقيقيين الوحيدين هما اتفاق عن طريق التفاوض لكبح طموحات إيران النووية أو الحرب ، وقال الرئيس الأمريكي اوباما لمنتقديه أثناء مؤتمر صحفي في البيت الأبيض ما لم اسمعه هو ما هو البديل المفضل لديكم ، باراك اوباما يعترف أن إيران جزء من المنظومة الاقليميه ويجب مشاركتها لحل مشاكل المنطقة وأضاف أن المشاكل في سوريا لن تحل دون دعم من روسيا وتركيا وشركاء آخرين وأضاف انه يجب أن تكون إيران جزء من هذه المناقشات وقال اوباما حتى نحلها ( ألازمه السورية ) لا بد أن يكون هناك اتفاق بين القوى الكبرى المهتمة بسوريا وهذا لن يحدث في ميدان المعركة ، اوباما يعترف أن الصراع على سوريا هو انعكاس للصراع الاممي وان الحرب على سوريا فشلت وان الحل سياسي ويؤكد أن هناك دور لإيران في إنهاء ألازمه والصراع على سوريا ، تصريحات الرئيس الأمريكي اوباما وتحديه لمنتقديه على الاتفاق النووي مع إيران تدلل عودة إيران إلى الحظيرة الدولية دولةً غير مارقة ودولةً لها وضعيتها في الإقليم والعالم. المفاوضات والنهايات التي وصلت إليها وتتويجها بالاتفاق مع إيران انعكست على إعادة تشكيل النظام الإقليمي والذي يشكل نهاية كارثية بالنسبة إلى إسرائيل ومجلس التعاون الخليجي الإقليمي ، البديل عن النظام الإقليمي السابق الذي قاد المنطقة منذ سبعينات القرن الماضي. المحور المتحالف مع إيران، خصوصاً سورية التي تشكل عقدة المحور المقاوِم ورأُس الصراع القائم حالياً على إعادة تشكيل المنطقة. تصريحات اوباما عن دور لإيران في حل ألازمه السورية وهو دور يعكس الوضع الإيراني المستجد بعد رفع الحصار عنها ورفعها عن لائحة الإرهاب وعودتها لتلعب دور إقليمي باعتراف أمريكي وأممي فماذا عن الانعكاسات المباشرة لهذا الدور الإيراني بعد الاتفاق على سورية؟ ماذا عن تساؤلات الشعب السوري حول الأزمة السورية ومآلاتها في ضوء الاتفاق الإنجاز بالنسبة إلى إيران؟التفاوض الإيراني مع القوى الستّ الكبرى جاء في خضمّ الاشتباك وحمى الصراع في الميدان السوري ضمن محاولات إضعاف المفاوض الإيراني يقود لعرقلة الاتفاق ، ومن الطبيعي أن ينعكس الصراع الذي كان قائماً في الملف الإيراني على التطورات في الميدان السوري، خصوصاً أنّ واشنطن تشرف بشكل مباشر على إدارة الملف السوري والتخطيط له من كافة جوانبه، بالتنسيق مع القوى الإقليمية المعادية لسورية وإيران. وعليه، فإن سحب الملف النووي من الإطار العام للصورة سيساهم إلى حدٍّ ما في سحب أحد عوامل التوتر والمد الجزر، الذي كان قائماً في علاقة الغرب مع إيران. ومن الطبيعي أن ينعكس التوقيع على الاتفاق مع إيران أن يقود للتهدئة في سوريا قد تفضي لحل حلة الأزمة السورية ـ التفاوض بين إيران والدول الكبرى المستمر منذ 13 سنة جاء في سياق التصادم مع طهران من خلال إضعاف محورها باستهداف سوريا وحزب الله وقوى المقاومة
ـ لم تحلّ الملفات الشائكة بين إيران والدول الكبرى ، وإنما تمَّ التوصل إلى الاتفاق حول النووي فقط. وتضمن الاتفاق مراعاةً لوضعية إيران الإقليمية ودورها وموقعها الجيوسياسي في المنطقة. ولعل في فقرة توريد السلاح الإيراني إلى المنطقة، ما يشير إلى حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق طهران، وإدراك هذه الأخيرة أهمية الحفاظ على وضعيتها في المنطقة ودورها لا العكس.ـ الاتفاق لا يعني الحل الأوتوماتيكي التلقائي للصِدام القائم في المنطقة ولن يكون له تأثير مباشر على الميدان أقله حتى نهاية السنة الحالية بانتظار إقرار الاتفاق رسمياً في البرلمان الإيراني والكونغرس الأميركي.ـ تسابَق الأمريكيون والإيرانيون على الاحتفال بالاتفاق والحديث عن الإنجازات التي حققها كل طرف على حساب الطرف الآخر. أو بالأحرى إغفال الفائدة المشتركة من الوصول إلى الاتفاق وفي ذلك مؤشر واضح على طبيعة العلاقة بين طهران وواشنطن. وهذا ما دفع الرئيس الأمريكي اوباما للدفاع عن الاتفاق وتحدي خصومه مستدركا حتى مع التوصل الى هذا الاتفاق فستظل بيننا وبين ايران خلافات عميقه ، واكد ان ايران لا تزال تمثل تحديات لمصالحنا وقيمنا ، مشيرا الى دعمها للارهاب واستخدامها للجماعات الاخرى لزعزعة استقرار اجزاء من الشرق الاوسط وضمن محاولات اوباما لتهدئة مخاوف اسرائيل اعتبر اوباما ان اسرائيل محقه في قلقها حول سلوك ايران الا انه اكد ان امتلاك إيران لأسلحه نوويه سيكون اكثر خطرا ، وقال اوباما لدينا خلافات كبيره جدا مع إيران . وإسرائيل لديها مخاوف مشروعه حول أمنها فيما يتعلق بإيران ، معطيات ودلائل الأوضاع والصراعات في المنطقة تشر أن لا حل فورياً للأزمات التي تشهدها المنطقة ولا تهدئة ميدانية ملموسة في المدى المنظور، من دون أن نُسقط هنا الجانب الاقتصادي الذي سيكون الأكثر إيجابيةً من الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى وانعكاسه الأكيد على سورية. فإيران الدولة القوية الفاعلة في المنظومة الاقتصادية والمالية الدولية أفضل بكثير من إيران المكبّلة المحاصرة. وكما جرى التفاوض في خضم صدام متبادل وفتح جبهة هنا وأخرى هناك، فإنه من المتوقع أن يستمر المخاض الذي تعيشه المنطقة بانتظار ولادة نظام إقليمي جديد أضحت إيران قطباً شرعياً فيه بعد الاتفاق.

المحامي علي ابوحبله