أيها الفتحاويون .. تريدون ثورة ..إنشقاقا ً إنقلاباً .....تفضلوا ..!

بقلم: منذر ارشيد

.الحلقة (2)

كما قلت لكم سأجيب على السؤال الذي تسائل به الكثيرون ومنهم إخوة محبين ومخلصين ولكنهم لا يعرفون الكثير من الحقائق التي أعرفها

وبكل صراحة ... هل أنا راض ٍ عن وضع فتح ووضع السلطة ..!

الجواب لا ولم أكن راضٍ منذ أول عام من السلطة والدليل يعرفه كل من يعرفني

هنا يأتي السؤال الذي يردده الكثيرون ....

ما دمت لست راض ٍ لماذا لم تعمل وتغير بدل طك الحنك وكثر الحكي ..!

ماشي معكم كل الحق ولكن دعوني أشرح لكم لماذا لم أحاول أن أغير ...وخلينا أحكي بكل جرأة... هل كان التغيير مطلوب زمن أبو مازن فقط ..!؟

لا والله حتى في زمن أبو عمار كان التغيير مطلوب...

فالفساد لم يأتي مع ألرئيس أبو مازن

الفساد موجود قبل السلطة وبعد السلطة " وكل ما حصل أن الفاسدين القادمين من الخارج مع الفاسدين المقيمين في الوطن شكلوا الحالة التي إستمرت وأثمرت كل ما نراه اليوم ..!

وأذكر هنا مرة أخرى .. أنني ما زلت على عهدي بأنني سامحت شخصياً كل من تطاول علي أوتامر علي وكان سبباً في الكثير مما أصابني ..

وهؤلاء يعرفون أنفسهم وأكرر( سامحتكم لوجه الله )

وهذا لا يعني أن أتجاهل ما حصل ( فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين ) صدق الله العظيم

وأقول ملاحظة هامة ..إن أي تمرد أو أي إنشقاق أو إنقلاب لا يمكن أن يكون إلا إذا كان مسنوداً بقوى خارجية تدعمه ماديا ً ومعنوياً

فما بالكم ونحن في سلطة محكومة بقوة عدو إسرائيلي يحيطنا بكل تفاصيلنا
وهنا أذكرأكثر من حادثة حدثت تؤكد وجهة نظري

(( الحادثة الأولى ))

حدثت بعد ثلاثة أشهر من وصولنا للوطن في أريحا ( وهذه أول مرة أفصح وأعلن عنها ويعرفها بعض الإخوة

حصل أن ناشدني إخوة من الضباط بأن أقوم بعمل ما ضد المسؤول الأول بعد أن وقف ضدي في قضية عين السلطان المعروفة, وقد تم سحب كل من كانوا معي من مساعدين جميع الضباط والجنود كان عددهم 22 رجل الواحد منهم بألف رجل

وبقيت لوحدي أواجه ما بدأته من عمل حتى أنه جردني من صلاحياتي بكتاب رسمي ولكني رفضت ..واستمررت بعملي وأعتبرت أن القناة ملك لي وسأدافع عنها بروحي وكان ما كان ومن كان في ذلك الوقت يعرف أكثر

ولولا مشيئة الله ودعم أهالي أريحا ووصول مئات المواطنين من مختلف أنحاء الضفة لفشلت تماماً ولما أكملت مشروع نقل قناة مياه عين السلطان للمواطنين.

جائني عدد من الضباط من زملائي ,وقالوا .. نحن معك وما حصل مرفوض ونحن رهن إشارتك فتوكل على الله

قلت لهم...
( كيف هذا والعدو على بعد مائتي متر من مقر المقاطعة ) ..!

وفي نفس اليوم هاتفني ضابط إسرائلي كبير عرفني على نفسه أنه قائد المنطقة الوسطى وقال لي بالحرف شو هذا اللي بيصير إنت بتعمل صح.. ليش هيك بيعملوا معك ..!
بدل ما يشكروك يحاربوك ..!
إسمع ( سنكون معك وسندعمك )
قلت له عن ماذا تتحدث ..!
قال عن أي عمل ستقوم به ونحن نعرف أن الشعب و الجيش معك

كنت قد إتخذت موقفاً صلباً متحدياً كل من وقفوا في طريقي ولم أكن أوافق على لقاء القائد ولكني بعد أن سمعت ما قاله المسؤول الإسرائيلي قررت أن أتراجع وبالفعل توجهت نحو المقاطعة وكان المرحوم الحاج العزة وأخي أبونضال محمد أمين الجعبري يتوسطان لإنهاء الخلاف وبالفعل تم إنهاء الخلاف الشخصي على الأقل

وهنا عليكم أن تعرفوا ....أني لو لم أفكر بالوضع العام ومصلحة الوطن لكنت إنجررت إلى كارثة وطنية

((الحادثة الثانية ))

في بيت لحم ..كانت الأجواء محمومة والتحشيد كان واضحا
بعد حوادث حدثت جراء مقال كتبته في جريجة القدس وجهت خلاله رسالة للرئيس أبو عمار تسائلت خلاله عن الفساد الحاصل وكان فيها هذه العبارة ..
(كيف يا سيادة الرئيس وانت تقول أنك تريد بناء دولة ووطن كيف تسمح بمن يهدم كل طوبة نبنيها ...!) وكلام كثير وكبييييير
قامت الدنيا علي ولم تقعد خاصة أن البعض إعتقد أني أتحدث عنهم وانا أروي عن مفاسد حصلت وإثباتات وعمارات وفلل وأموال ووو الخ

قامت قيامتهم والكل يريد أن يبعدني عن محافظة بيت لحم وحاولوا انم يأخذوا قراراً من الراحل أبو عمار ولكن أبو عمار رفض وقال لهم تصرفوا
(سأبين في الكتاب كل حيثيات هذا الموضوع لأنه فيه الكثير الكثيييير )

فمسؤول الأمن الوقائي كان مصمما على خلعي من بيت لحم ولو بالقوة .... كان الأخ ماجد فرج وهو أعقل وأهدأ من كانوا في هذه الميمعة كان يتعامل معي بكل ود واحترام , كان يحاول أن يخفف من غلواء مسؤوله مدير الوقائي الذي كان يتصرف ويتحدث معي عبر الهاتف بشراسة وبتهديد وبلا أخلاق
ولكني تمترست في مقر المحافظة وكان عندي عدد كبير من شبيبة فتح الأشداء على رأسهم البطل جهاد جعارة وكانوا جميعهم قد عاهدوني وعاهدوا الله أنهم سيقفوا معي ومع الحق ولو على أرواحهم
( كان هناك إعداد لمظاهرات ستقوم في اليوم التالي يوم الجمعه في ساحة كنيسة المهد وجامع عمر مسلمين ومسيحيين يطالبون الرئيس بإبقائي في بيت لحم )
كبرت المسألة في رأسي مما زادني إصراراً وعناداً

ولكن حدثت مفاجئة غيرت كل شيء
جائني أحد الإخوة وهوقريب لي و في السلطة وقال لي بالحرف الواحد ..
استدعوني الى مقر دوتان في عرابة وطلبوا مني أن أتوجه لك برسالة مفادها
( أنهم يتابعون كل ما يجري في بيت لحم وأنهم يرون في الرجل المناسب ل
إدارة المدينة وأنهم سيدعموك غداً ولن يسمحوا لأحد أن يمسك بسوء )

بعد سماعي للرسالة شعرت بالكارثة وبدون تفكير طويل وخلال خمسة دقائق ولم أشاور أحداً ....دخلت غرفتي في المحافظة وأبلغت الشباب أني سانام للغد ... حملت نفسي ونزلت عبر نافذه الغرفة مستعملاً حبل نزلت بواسطته .. وغادرت المحافظة وبشكل سري...
فقط أبلغت مدير المحافظة رحمه الله وسلمته مفاتيح المكتب وغادرت إلى جنين
ولم يعلم أحد إلا في اليوم التاليوبعد أن إتصل بي الأخ ماجد فرج مدير وقائي بيت لحم
فوجيء الجميع بما حدث حتى أن قائد الأمن الوقائي كان سيقتحم المحافظة علي وقد إتصل بي الاخ ماجد فرج عبر الهاتف على إعتبار أني ما زلت في المحافظة وقال خلينا نتفاهم وبلاش مشاكل , البلد بتغلي وهناك تداخلات كثيرة ولن يمر الأمر بسهولة , ففكر في الأمر وهاي أبو رامي بجانبي إحكي معه
كنت في مستشفى جنين وقد أصابني هبوط في الضغط واشتبهوا بجلطة وكانت حالتي سيئة
تحاملت على نفسي وقلت للأخ ماجد : يا أخي ليش بدو يحكي معي ...!
خليه يعمل اللي بدو يعمله ....
وإذا بمسؤول الوقائي يأخذ الهاتف من الأخ ماجد فرج ويصرخ بشكل جنوني قائلاً :
إسمع ولك قسما بالله إذا ما بتنهي هالفوضى إلا أدخل على المحافظة بالقوة وأدعس على راسك .. مما زاد حلتي سوءاً وأنا أرد عليه وأصرخ .....
أخذ الهاتف الدكتور محمد أبو غالي وقال له : يا أبورامي حرام عليك الرجل مريض وهو في المستشفى بكفي يا رجل بدكم تموتوه ..!
بيت القصيد ...أنهيت المشكلة ليس خوفاً من أحد , ولكن خوفا ً من أن أدخل في لعبة قذرة
أكون خلالها أداة بيد العدو لأن كل شيء تحت السيطرة من طرفهم وفضلت أن أغادر حتى لا تنزف نقطة دم بسببي

أما الحادثة الثالثة ....! يتبع غداً

بقلم : منذر ارشيد