ذكري ثورة شعب ...وكرامة أمة.

بقلم: وفيق زنداح

ثورة يوليو المجيدة ستبقى حدثا وتحولا تاريخيا مصريا عربيا إفريقيا ودوليا .... حيث جاءت ثورة (23) يوليو تعبيرا عن إرادة وطنية مصرية خالصة ..... ارتأت ضرورة التحرك لإحداث التغيير للواقع السياسي الاجتماعي الاقتصادي الثقافي للشعب المصري الشقيق من منطلق التأكيد على عروبة مصر وقوميتها ودورها المركزي في المنطقة العربية وعلي الصعيدين الاقليمي والدولي .
ثورة يوليو المجيدة ..... وكما كانت تعبيرا عن ضرورة وطنية مصرية في واقع الفساد السياسي والاقتصادي وتحكم الإقطاع ورأس المال في مجريات الحياة السياسية والاقتصادية الاجتماعية والثقافية في ظل النظام الملكي والاحتلال البريطاني ...... وفرت الأرضية والمناخ لتحرك الضباط الأحرار بعد نكبة فلسطين وما أحدثته من انعكاسات ونتائج .
تحرك الضباط الأحرار بثورتهم البيضاء ..... والتي جاءت تعبيرا عن إرادة شعب مصر الذي كان يتطلع في حينها إلي إنهاء الاستبداد والإقطاع وتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية .... بداية لحقبة تاريخية استوجبتها ضرورة الواقع المصري .... كما تطلبتها ضرورة الواقع العربي والإفريقي.
.... وهذا ما أعطى ثورة يوليو المجيدة إضافة لبعدها الوطني ...... بعدا قوميا إقليميا إفريقيا أسيويا ودوليا .
إن كافة المبادئ والأهداف التي قامت عليها ثورة (23) يوليو المجيدة قد زادت من حجم المؤامرة والاستهداف ضد مصر وشعبها ومكانتها .... والتي لا زالت حتى ألان في ظل تعاظم الدور المصري الشقيق والمكانة العالية والدور الأساسي التي تلعبه وعلى كافة الصعد والمستويات وما يقدمه هذا البلد الشقيق عبر عقود طويلة من دعم وإسناد والتاريخ حافل بما قدم للثورة اليمنية والجزائرية والفلسطينية وللعديد من حركات التحرر الإفريقية... وما تحقق من حرية للكثير من الشعوب وإقامة العديد من الدول وإنهاء الكثير من الاحتلالات الاستعمارية في ذلك الوقت .
إن الحديث عن ثورة يوليو وما تحقق بعد تأميم قناة السويس وبناء السد العالي وما تحقق على صعيد الإصلاح الزراعي والطاقة الكهربائية ومجانية التعليم ومواجهة الفقر والأمية في ظل استهداف مستمر ..... وحروب متواصلة .... من العام (48) مرورا بالعدوان الثلاثي بالعام (56) وحتى نكسة الخامس من حزيران (67) كان استهدافا مخططا لكل ما تحقق من منجزات وطنية مصرية عقب ثورة يوليو المجيدة في محاولة لوقف هذا المد الوطني والقومي .
إن ما تحقق من انجازات على صعيد الأوضاع الداخلية في مصر في ظل ظروف قاهرة وحروب مستمرة أنهكت العديد من القدرات المصرية .... لا ينفي عن ثورة يوليو مجدها وعزتها وإرادتها الوطنية المصرية الخالصة ..... والتي ستبقى بذاكرة الأجيال والتي تؤكد أن مصر عبد الناصر بما لها وعليها كانت تمثل بداية وضرورة لإنهاء الملكية والإقطاع ومواجهة قوى الاستعمار والمطالبة برحيله والسيطرة على مقدرات الشعب المصري وإفساح المجال لمرحلة جديدة كان لا بد منها برغم الإخفاقات وحجم المؤامرات ..... والذي تأكد في حرب يونيو (67) لتحقيق الهزيمة والاستسلام ورفع الراية البيضاء والذي لم يتحقق عبر كافة العصور ..... حيث أن الواقع المصري وبرغم مرارة النكسة ونتائجها زادت من إرادة التحدي بخروج الجماهير المصرية بالتاسع والعاشر من يونيو مطالبين باستمرار حكم الرئيس عبد الناصر والتفاف الشعب المصري حول قائده والذي يعبر عن أصالة وطنية ووعي وقدرة على قراءة ما يحاك من مؤامرات وما يستهدف من مخططات .
كان الرفض للهزيمة تعبيرا عن تجدد وتجديد ثورة يوليو وإيمانها العميق أن المشوار لا زال طويلا فكانت حرب الاستنزاف وإعادة بناء القوات المسلحة المصرية من اجل إزالة أثار العدوان وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ..... تأكيدا للمواقف الوطنية والقومية المصرية والتي تأكدت بحرب أكتوبر (73) في عهد الرئيس الراحل أنور السادات وما يتأكد اليوم في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي .
إن مصر عبد الناصر والسادات هي مصر الرئيس السيسي والذين يؤكدون تمسكهم بمبادئ ثورة يوليو ..... كما يؤكدون بسياساتهم ومواقفهم على أن مصر الشقيقة ومنذ ثورة يوليو (52) هي مصر ثورة 30 يونيو...... بكل ما تحقق من تطورات ومتغيرات وعلى كافة الصعد السياسية والديمقراطية الثقافية الاجتماعية والتنموية ... وهذا ما يؤكد عروبة مصر ومكانتها ودورها القيادي ومسؤولياتها التي لم ولن تتنازل عنها مهما اشتدت الظروف ومهما كانت متطلبات واحتياجات وتحديات الواقع المصري .. إيمانا مطلقا أن مصر الشقيقة تعي دورها ومكانتها وتعتمد سياساتها التي تنسجم مع دورها ومكانتها ... كل هذا برغم كافة الاستهدافات التي لن تنال من هذا البلد الشقيق والذي لا يلتفت إلي صغائر الأمور ..... ولكنه يؤكد وعلى مدار اللحظة أن مصر يوليو عبد الناصر ... امتدادا لمصر في عهد الرئيس السيسي لأنها مصر النهضة الحقيقية والتنمية الديمقراطية والمشاريع الاستراتيجية التي تشمل كافة مناحي الحياة المصرية ومتطلباتها الاقتصادية والتنموية .
إن ذكرى ثورة يوليو (52) ولقد تعايشنا معها واستفدنا من انجازاتها ومكتسباتها خاصة نحن أبناء القطاع كما حال كل أبناء شعبنا الفلسطيني والذين يجددون وفاءهم وعهدهم ومحبتهم لمصر الشقيقة عبر كافة المراحل ...... لإيماننا العميق والمتجذر أن مصر الشقيقة كانت ولا زالت على عهدها والتزامها ومساندتها والتي لم تتوقف عبر كافة المراحل التاريخية .
كل التحية والتهنئة لمصر الشقيقة وشعبها العظيم ولقيادتها الحكيمة بذكري ثورة يوليو المجيدة والتي ستبقى بذاكرتنا وضمائرنا وقلوبنا ....ثورة شعب ...وكرامة أمة

الكاتب:وفيق زنداح