أبو حسين الخليفة القادم بعد الاطاحة بالسيسي ؟

بقلم: طلال الشريف

هل يقترب الخيال العلمي العربي من الخيال العلمي الأمريكي ؟
سؤال ، نصفه خيال ونصفه قد يصبح حقيقة وهل يصبح إبن حسين أوباما الكيني المسلم هو خليفة المسلمين القادم.
بعد مرور ما يقارب قرن من الزمان على بدايات أفلام الخيال العلمي لعب هذا الخيال الأميركي دورا رهيبا في تغيير العالم وصورته ومفاهيمه ويكفي معرفة أن بعض أفلام الخيال العلمي تجاوزت حاجز 3 مليار دولار بعد أسابيع قليلة من طرحها في السينما الأمريكية والكندية وهو ما يؤكد الهوس الأمريكي بالخيال وازداد هذا الهوس بعد أن تحققت كثير من خيالاتهم حتى ضربت عقل رئسهم ليصبح خليفة للمسلمين.
كانت حالة الاستغراب والدهشة كبيرة بخلافة باراك أوباما لجورج بوش الابن الارهابي الكبير الذي دمر الشرق الأوسط بدأ بالعراق ولا نهاية حتى الآن في فيلم من خياله المريض عن كذبة امتلاك العراق السلاح النووي.
باختيار باراك أوباما كرئيس جديد للولايات المتحدة كنا نتوقع أنهم أدركوا الخطا والخطيئة وقدموه لإصلاح صورة الولايات المتحدة من صفة ارهاب الدولة وخاصة ان أوباما من جذور أفريقية اسلامية سيحاول العرب والمسلمين قبوله والمغفرة لدولته وفتح صفحة جديدة تمحو خطاياهم لاختيارهم السابق لجورج بوش الابن المدمن السابق للكحول الذي أنتج لهم أفظع أفلام العصر إرهابا والمستمرة في العرض في تدمير العرب والمسلمين إلى الآن.
باراك أوباما حسب ما ظهر في دورته الاولى من الحكم بأنه فاشل اقتصاديا وسياسيا إلا من شيء واحد اختص به الشرق الأوسط وهو تطبيق الجزء الثاني من الفوضى الخلاقة وأن العرب قد شربوا الطعم في خطابه المعتدل في جامعة القاهرة حين لعب على وتر العواطف العربية والاسلامية وحتى يتم الدور المناط به تم اختياره لدورة ثانية نحن نعيش في آخر عام منها وهنا بيت القصيد.
في دورته الأولى للرئاسة باشر الاشراف على تغيير ثورات الربيع العربي على الحكام وتغيير مساراتها لزج الاسلام السياسي في ركوبها والوصول إلى سدة الحكم في تلك الدول وخاصة الجناح المعتدل الممثل حسب تصنيفه في الإخوان المسلمين فنجح في بعض منها ولازال مثابرا في الأخريات ولكن الصدمة الكبرى للمشروع جاءته من حيث لا يحتسب بعد أن ظفر الاخوان المسلمين بالمركز الرئيسي للحكم في مصر حيث باقي الساحات العربية يمكن تغييرها اذا ما ثبت الحكم للإخوان في مصر عاصمة العرب والمسلمين.
جاءت المعجزة والصدمة على غير ما أراد أوباما وحلفاؤه واستطاع السيسي والجيش المصري وشعبهم من اسقاط حكم الاخوان المسلمين تلك اللطمة التي مازال أوباما والغرب والإخوان يعانون منها ففتحت نار جهنم على سيناء والمدن المصرية لاستعادة السلطة وجرى في النهر مياه كثيرة لازالت تحفر في الصخر وأصبحت مصر في وضع صعب ومهدد بعد التركيز الكبير من قوى الاسلام السياسي لإفشال المؤتمر الاقتصادي الدولي لمساعدة مصر ولكن السيسي نجح في ذلك وهو الآن على بعد خطوات من المحطة الثانية للنهوض بالاقتصاد المصري بافتتاح المجرى الثاني لقناة السويس ومازال التحدي الأمني والاقتصادي ماثلا للانتقال للمحطة الثالثة لإجراء الانتخابات التشريعية ، فهل ينجح الرئيس السيسي ؟
بقي على ولاية الرئيس أوباما ما يقارب العام ونيف وبقي على تثبيت الحكم والتشريع والنهوض بالاقتصاد وتكريس الأمن والأمان في مصر عام ونيف أيضا فمن سيصل لبر الأمان الشعب المصري وجيشه ورئيسه أم باراك أوباما وتركيا وقطر والإخوان ؟
هذا العام مختلف عما قبله سنشهد ازدياد العنف والضغط على مصر بكل أشكاله وقد تكون هذه السنة من النوع الأكثر دموية وتحريضا فهي صراع على الوجود ومن ينتصر يبقى لزمن طويل وسيتبع ذلك تغييرات في المنطقة كلها وأنظمة الحكم حسب المنتصر في هذا العام.
من اليوم ولكل السياسيين ذوي العلاقة نقول لا تغيير في المنطقة قبل عام من الآن وكل شيء سيبقى في حالة اللا حسم وخاصة في فلسطين وليبيا وسوريا وحتى السودان وقطر وتركيا في انتظار الجبهة المصرية التي سوف تحسم كل القضايا.
بانتصار السيسي في مصر ستنتصر التيارات الوطنية في فلسطين وتونس وليبيا والسودان وسوريا ولبنان واليمن وحتى العراق وستبقى أنظمة الحكم في الامارات والسعودية والمغرب والجزائر في حالة استقرار دائم.
بانتصار أوباما والغرب والإخوان المسلمين في مصر سيذهب السيسي وعباس ودحلان وحفتر والأسد وحزب الله وأنصار الله ورئيس تونس الباجي السبسي ورئيس الجزائرعبد العزيز بوتفليقة والمسيحيين من حكم لبنان وحكام الامارات والسعودية وسيحكم الشرق الأوسط الاخوان المسلمون وينصب أبو حسين أوباما خليفة جديدا للمسلمين بعد نهاية رئاسته للولايات المتحدة وعودته للاسلام .. هذا هو الخيال العلمي العربي مقابل الخيال العلمي الامريكي .. دعونا نرى فزمن عام وراء الباب لمن يعيش من الآن عاماً آخراً.

د. طلال الشريف
25/7/2015م