عادت دمشق لتتصدر الاهتمام العربي والإقليمي والدولي بعد محاصره ومقاطعه عربيه وإقليميه ودوليه ، قرار مجلس الجامعه العربيه في جلسته المنعقده بتاريخ 21/11/2011 والقاضي بتعليق وفود حكومة الجمهوريه العربيه السوريه باجتماعات مجلس جامعة الدول العربيه وجميع المنظمات والاجهزة التابعة لها اعتبارا من يوم 16 /11/ 2011 ، والمتضمن توقيع عقوبات اقتصاديه وسياسيه ضد الحكومه السوريه ودعوة الدول العربيه لسحب سفرائها من دمشق مع اعتبار ذلك قرارا سياديا لكل دوله ، وكانت تونس اول بلد عربي يقوم بطرد السفير السوري في شباط فبراير 2012 وقطعت علاقاتها الديبلوماسيه مع دمشق حيث عللت رئاسة الجمهوريه حينها في ظل رئاسة منصف المرزروقي ان قطع العلاقات جاء بسبب تزايد سقوط قتلى مدنيين على يد القوات الحكوميه السوريه ، وكان وزير الخارجيه التونسي الطيب البكوش قد اعلن منذ اشهر قليله انه ستتم اعادة العلاقات الديبلوماسيه مع سوريا على المستوى القنصلي ، وقد كشفت مصادر خاصه عن وصول وفد ديبلوماسي اماراتي الى دمشق ، وان مصادر ديبلوماسيه اكدت ان الامارات العربيه المتحده سترسل في القريب العاجل عددا من المبعوثين لزيارة دمشق للتشاور مع الرئيس السوري بشار الاسد كما ان سلطنة عمان تستعد لاعادة تفعيل سفارتها في دمشق ، وبحسب مصادر ديبلوماسيه ان هناك مساعي لعدد من الدول العربيه والاقليميه تسعى لاعادة العلاقات الديبلوماسيه وفتح سفاراتها في دمشق والتي كانت قد اغلقت سفاراتها منذ بدء الازمه السوريه عام 2011 ، ويأتي احتضان العاصمة السورية للمؤتمر الإعلامي لمكافحة الإرهاب التكفيري بحضور 22 دوله تتويجا لتصدر العاصمة السوريه لاهتمام عربي واقليمي ودولي ضمن الاهتمام الدولي والاقليمي والعربي باهمية دمشق لتعود لتبتبوأ مركزها الاقليمي ، استضافت العاصمه السوريه دمشق وعلى مدى يومين وفود وشخصيات اعلاميه عربيه واقليميه واجنبيه لمواجهة تنامي ظاهرة الارهاب في العالم العربي والمنطقه وصولا الى اوروبا واستخدام داعش لالة الدعايه الاعلاميه من اجل الترهيب من جهة وتجنيد المقاتلين في صفوفه من جهة ثانيه ، البيان الختامي للمؤتمر الاعلامي لمكافحة الارهاب يؤكد على خيار المقاومه ويؤكد على لسان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان بوصلة الصراع ستبقى دائما فلسطين ، مشددا على ان خيار المقاومه هو الحل الوحيد للقضاء على الارهاب المتمثل في اسرائيل ، وعن مواجهة التنظيمات الارهابيه في المنطقه دعا وزير الاعلام الزعبي جميع الدول والقوى الفاعله في المنطقه والعالم لحشد جهودها من اجل مواجهة الارهاب ، البيان الختامي لمؤتمر مكافحة الارهاب في دمشق يؤكد على خيار المقاومه للقضاء على الظلم في المنطقه ويطالب الجميع على مواجهة التنظيمات التكفيريه ،إعلان دمشق يتضمن أن الحرب الإرهابية ضد سوريا ما زالت مستمرة وكذلك انتشار ظاهرة الإرهاب التكفيري في عدد من الدول العربية والإسلامية والغربية وبات واضحاً أن الإرهاب التكفيري قد اتخذ أشكالاً تنظيمية عديدة تنضوي جميعها تحت فكر واحد وأسلوب مشترك وتمويل وتسليح معروف المصادر والغايات وقد استدعى ذلك إعلان المواجهة الشاملة ضد هذه الحركات الإرهابية التكفيرية.الإعلان والذي خلص إلى عدة نقاط أولها أن المنظمات الإرهابية التي تعاظمت قدراتها العسكرية والمالية مستفيدة من التناقضات السياسية في العالم.كما أوضح البيان أن السلام والأمن الدوليين والحياة البشرية هم اليوم في خطر داهم يجب التصدي له من خلال إدراج المنظمات الإرهابية كافة في لوائح الإرهاب على مستوى الدول والأمم المتحدة والتعريف بها واعتبارها عدواً مشتركاً لكل دول العالم وشعوبه وإصدار القرارات الدولية من اللجان المختصة في مجلس الأمن والتي تلزم جميع الدول بالتصدي للإرهاب ،وأشار البيان إلى بدء عمل إقليمي ودولي منظم بالتعاون والتنسيق بين جميع الدول سياسياً وأمنياً وعسكرياً لمواجهة التنظيمات الإرهابية وإدانة أي دولة تقدم أي مساعدة عسكرية أو أمنية أو مالية لهذه التنظيمات واعتبارها تمارس إرهاب دولة ، المؤتمر، الذي حمل في بيانه الختامي 11 مطلبا لتحقيق أهداف انعقاده، دعا المشاركون فيه لتأسيس تجمع إعلامي دولي لمناهضة الإرهاب بكل أشكاله على أن تكون العاصمة السورية مقرا له ,ومع التصريحات السياسية للقادة السوريين ضمن المؤتمر، والتي اعتبرها مراقبون رسائل سياسية موجهة، فأن متابعون للمشهد العام في المنطقة والعالم ينظرون إلى تحول واضح باتجاه جدية مكافحة الإرهاب في المنطقة ، سوريا عادت لتتصدر المشهد السياسي العربي والاقليمي والدولي ، هناك تغير دولي واقليمي وعربي من دمشق التي تعد احد الدول التي تتصدر مكافحة الارهاب وان هناك اجماع دولي ان دمشق ركيزة الامن العربي والاقليمي والدولي وان الدعوة الروسيه لتشكيل تحالف لمحاربة الارهاب تعد دمشق احد اهم الدول التي تشارك في هذا التحالف مما يؤكد ان دمشق تعود لتصصدر الاهتمام لدى صانعي القرار وان هناك فعلا تغير استراتيجي في موقف الدول التي كانت معاديه لدمشق وان هناك مساعي لاعادة دمشق الى موقعها العربي والاقليمي وان تعزيز الدور السوري يعود لصمود دمشق وقدرتها على الصمود في مواجهة الارهاب مما دفع الدول هذه الدول للاقرار بالدور السوري.
بقلم/ علي ابوحبله