يكاد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي ألقاه أمام رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وغرف ألصناعه والتجارة والزراعة والسياحة أن يسجل ضمن أهم الخطابات للرئيس السوري توقيتا ومضمونا ، لان مضمون الخطاب وما احتواه من رسائل جميعها تؤكد أن سوريا متماسكة وتملك أراده وطنيه وشعبيه للصمود والانتصار على المؤامرة وان سوريا لن تستسلم أو تنهار عزيمتها بل العكس من كل ذلك لان سوريا أكثر عزيمة وقدرة على الانتصار في مواجهة الإرهاب ، خطاب الرئيس السوري بشار الأسد اظهر نسبه أكثر من الثقة في النفس وبصوابية المسيرة والقدرة على التصدي للمؤامرة التي تستهدف سوريا.
كلمات الرئيس الأسد ومضمون خطابه أن سوريا تخوض المعركة ضمن محور متكامل وان سوريا ليست لوحدها في معركة المصير التي ستغير المعادلات الاقليميه والدولية وان الاولويه للدولة السورية هو وقف الحرب وان أي طرح سياسي لحل ألازمه في سوريه لا يستند في جوهره إلى القضاء على الإرهاب هو طرح لا معنى له ولا فرصه له ليرى النور لذلك فان أولوية سوريه القضاء على الإرهاب أينما وجد على الأرض السورية فلا سياسة ولا اقتصاد ولا ثقافة ولا أمان ولا حتى أخلاق حيثما يحل الإرهاب.
خطاب الرئيس السوري كان موضع اهتمام دولي وإقليمي وعربي حيث أن العالم يحاول التركيز على أطروحات الرئيس الأسد ومعنوياته ليبنوا على ذلك مواقفهم ورؤيتهم للمستقبل والى ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع ، ويبقى السؤال هل تصمد سوريا أمام الإرهاب المنظم الذي يستهدفها وهو إرهاب مدعوم من قبل أمريكا والغرب ودول الإقليم للجوار السوري حيث فشلت لغاية الآن كل محاولات إسقاط ألدوله السورية وفشلت محاولات المتآمرين لإيجاد المناطق العازلة والامنه في الشمال السوري مع تركيا والجنوب السوري في درعا.
حديث الرئيس السوري أمام ممثلي المجتمع السوري ينم عن ارتياح كبير يعكس معطيات يريد من خلال ذلك توجيه رسائل تؤكد جميعها على إرادة الانتصار والتصدي للمؤامرة التي تستهدف سوريا ، الرئيس السوري يؤكد أن جميع الاقنعه سقطت عن كل المتآمرين على سوريا ، وان التغيرات الاقليميه والدولية التي طرأت على الملف السوري نتيجة الانجاز الكبير الذي تحقق فيما يخص الملف النووي الإيراني يعد انتصار للمحور السوري الإيراني والمقاومة ، أمريكا التي تقف اليوم على عتبة الانتخابات تستعجل مكافحة الإرهاب باعتباره ورقه انتخابيه يراهن عليها الحزب الديمقراطي وان التنسيق التركي الأمريكي هو ضمن التغيرات حيث أعلنت تركيا حربها على داعش وان الأمريكي جاد في حربه على داعش الذي يعتبرها ضمن الأوراق الانتخابية وان الرئيس الأمريكي الذي قدم للأمريكيين تفاهما مع إيران يعتبره انجازا تاريخيا ضمن مصالحات امريكيه تخدم المصالح الامريكيه في المنطقة ومن بينها حل مشكلة ألازمه مع كوبا.
الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الذي يدرك أهمية سوريا وصمودها والتغير الحاصل في التحالفات وان الغرب وأمريكا يدرك أهمية وموقع سوريا التي صمدت في وجه المؤامرة مما دفع العديد من الدول العربية والغربية للعودة إلى سوريا والتفكير جديا بإعادة العلاقات الديبلوماسيه مع سوريا حيث أعادت تونس علاقاتها مع دمشق وكذلك تسعى دولة الامارات الى ذلك وهناك دول اوروبيه تفكر برفع الحصار عن دمشق وهذه المتغيرات كانت ضمن الرسائل التي تضمنها مضمون خطاب الرئيس السوري بشار الاسد.
سوريا التي وضع رئيسها الدكتور بشار الأسد محاربة الإرهاب كاولويه عن ما عداها من أولويات ، فان الحزب الديمقراطي الأمريكي يرى في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط والقضاء على داعش هو قرار استراتيجي وهو ورقه يستخدمها ليبهر فيها الناخبين الامريكيين الذين يرون معاناة العالم مع الارهاب شرقا وغربا ، فان ادارة الرئيس الامريكي اوباما وفق المتغيرات الاقليميه لن تتوانى عن الاعتراف بضرورات التعاون مع النظام السوري في فترة باتت اقرب من قبل وذلك بعد مؤشرات تهيئة التعاون الأمريكي مع العراق وضعها الجنرال مارتن ديمسبي واشتون كارتر ضمن خطة امريكيه للتنسيق مع الإيرانيين ضمن ألاستراتجيه المستجدة للأمريكيين في محاربة الإرهاب ، في إطار التغيرات الدولية والاقليميه أكد الرئيس السوري بشار الأسد الاستمرار على طريق مكافحة الإرهاب فهو وحده وفق رؤيا الرئيس الاسد الطريق الذي يؤدي الى الحل السياسي ويرفع راية مكافحته التي كان قد تحدث عنه كقدر واقع على جميع دول العالم التي صدرته الى سوريه.
الرئيس الاسد الذي تحدث بصراحة عن واقع ما تواجهه سوريا اكد ان محور سوريا ما زال منيعا قويا وهو في ذلك شكر كل الدول التي وقفت ودعمت سوريا في حربها على الارهاب ومواجهتها للمؤامرة التي استهدف سوريا ولا سيما ايران التي اكد انها ساهمت في صمود الشعب السوري وقدمت الدعم بخبراتها العسكريه ووجه الشكر للمقاومه اللبنانيه التي قاتلت الى جانب الجيش العربي السوري.
الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد كان صريحا ووضحا في رسائله في انه لا يعول على التحولات في الغرب وأكد أن وقف الحرب على سوريه تعد اولويه واعتبر أن تعامل الغرب مع الإرهاب ما زال يتسم بالنفاق ، وبين أن من يريد مكافحة الإرهاب عليه اعتماد السياسات الواقعية والمنهجية المبنية والمستندة على العدل واحترام إرادة الشعوب في تقرير مصيرها وإدارة شؤونها واستعادة حقوقها المبنية على نشر المعرفة ومكافحة الجهل وتحسين الاقتصاد وتوعية المجتمع وتطويره ، الرئيس السوري بين ان هناك فرقا كبيرا بين المعارضة الخارجية كمنتج خارجي ومؤتمره بأوامر خارجية والمعارضة الداخلية الوطنية التي تشترك مع الحكومة للخروج من ألازمه وزيادة مناعة الوطن ، وان رسالة الأسد للعالم اجمع أن الدول المتمسكة بحقوقها لا بد أن تنتصر وضرب على ذلك مثال ما حققته إيران من اتفاق بعد طول صبر وعناء لكن بثبات وعزيمة وأراده ، مشيرا بذلك إلى الاتفاق النووي مع الدول الكبرى ، الرئيس الأسد أشار وأكد أن انتصار سوريه في حربها لن يعني فقط دحر الإرهاب بل يعني أن المنطقة ستستعيد استقرارها وان مستقبل المنطقة سوف يحدد وترسم ملامحه استنادا إلى مستقبل سوريه . سوريا متمسكة بثوابتها الوطنية وبموقعها المقاوم والممانع حيث أكد الرئيس السوري بشار الأسد لا توجد لدينا وكاله من الشعب السوري للتنازل عن حقوقه الوطنية والشعب السوري هو الوحيد صاحب الحق في تقديم أي تنازل إذا أراد. ولو أراد هذا الشعب أن يقوم بهذا التنازل لما صمد أربع سنوات ودفع كل هذا الثمن الغالي وما زال من الأساس ، وقال الرئيس الأسد في نبرة التحدي والواثق بمواقفه الثابتة علينا كسوريين أن نبقى متمسكين بمفرداتتنا الوطنية الجامعة الموحدة.. بعيدا عن كياناتهم الافتراضية وهوياتهم الفرعية التي تريد استبدال سورية الوطن الواحد بسورية الأوطان.. واستبدال المجتمع المتماسك المتجانس بمجتمعات منقسمة مريضة طائفية وعرقية لذلك يجب أن نكون واعين لكل المصطلحات التي نستخدمها.. البعض يظهر خاصة في الإعلام ويتحدث بنفس اللغة الطائفية والتقسيمية والتفتيتية التي يتحدثونها في الإعلام المعادي.. هو يعتقد ربما عن حسن نية بأنه بهذه الحالة إنسان واقعي وموضوعي.. في الواقع هو مجرد إنسان سطحي لأنه لا يعلم بأن الواقع يبدأ بفكرة ويبدأ بكلمة وعندما نقبل بهذه المصطلحات أن تكون جزءا من ثقافتنا علينا أن نتوقع بأن هذا التقسيم أو التفتيت أو التخريب سيكون جزءا من واقعنا خلال أعوام قليلة لذلك لا يجوز أن نستخدم جملا تتحدث بمظهرها عن وحدة الوطن ولكنها تمارس التفتيت.. تتحدث بمظهرها عن البناء ولكنها تنتج التدمير.. يجب أن نكون واعين بدقة للمصطلحات لأنها مهمة.. كل شيء في العالم يبدأ باللغة اللغة هي حامل الأفكار وهي التي تؤدي لاحقا للواقع. الرئيس الدكتور بشار الأسد لا حلول وسط ولن نكون عبيدا بل أسيادا مستقلين على بلادنا ومقدراتنا وحقوقنا ، هذا المضمون لخطاب الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الذي اعتمد المصارحة والمكاشفة واعتمد توضيح الحقائق للشعب بكل مفرداته اشتمل على رسائل وجهها لكل معني بالازمه السورية وعنوانها أن إرادة الانتصار على المؤامرة هي عنوان كل السوريين وان سوريا على عهدها وموقفها وموقعها لن تتغير أو تتبدل وان صمودها في وجه المؤامرة هو الذي يغير التاريخ والتحالفات ويغير في موازين القوى الدولية والاقليميه.
بقلم/ علي ابوحبله