إلى اليهودي درور شور، عمدة مستوطنة "بير توفيا" المستوطنة التي أقامها اليهود في القرن الماضي على الأراضي العربية الواقعة بين قرية القسطينة وقربة بيت دراس، وفوق أرض المطار البريطاني الذي أقيم على أرض عربية تسمى "بير تعبيا" وظل يحمل اسمها، حتى أقام الصهاينة مستوطنة يهودية في المكان نفسه، وأطلقوا عليها "بير توفيا".
من عمدة قرية بيت دراس التي يغتصبها الصهاينة، ويقيم الآن في قطاع غزة، إلى عمدة مستوطنة "بير توفيا"، أنصحك أن تترك أرضنا التي اغتصبتها سنة 1948، وأن تخلي سماءنا، وأن ترجع أنت وزوجتك "دالية" من حيث أتيت، فلن ينفعك ادعاؤك "أن جبهتكم الداخلية متماسكة، وأن المناعة البشرية هي قوتكم الفولاذية" كما جاء في مقالك عبر صحيفة "يسرائيل هيوم"، لأن المناعة الحقيقة التي هي حصنكم من الموت تتمثل في رحيلكم النهائي عن وطننا فلسطين، وما عدا ذلك، فإن ما ذكرته في مقالك "عن الشيء الذي لا يصدق؛ بأن سنة مرت منذ الصيف القاسي، والملعون الذي جبا حياة خيرة أبنائكم، كما قلت، وتم خلاله اطلاق عشرات الصواريخ والقذائف باتجاه منطقة المجلس الاقليمي "بير توفيا" وجاراتها، والجنوب بشكل عام.".
سأكشف لك يا "درور شور" سر تلك الصواريخ التي تساقطت فوق رؤوسكم في الصيف الماضي، والتي جبت حياة خيرة أبنائكم كما اعترفت، إن تلك الصواريخ كانت تحمل اسم مقادمة 75، وهي منسوبة إلى روح الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة؛ الذي ولد في المكان نفسه الذي تعيش فيه أنت اليوم، وتسميه "بير توفيا"، وصرت رئيس مجلسه الإقليمي، وتبكي من داخل مبناه على من فقدت من خيرة أبنائكم، ولمزيد من التحذير، سأقول لك: أن الصواريخ التي ستسقط فوق رؤوسكم في الحرب القادمة ستحمل اسم "شمالة" ""SH والذي ينسب إلى روح الشهيد محمد أبو شمالة، الذي طردتم أباه إبراهيم، وجده صلاح من قرية "بيت دراس" المكان نفسه الذي تعيش فيه أنت اليوم، وتتنفس هواءه، وتستمتع بسحر موقعه، وتلهو مع أطفالك بعد النجوم في سمائه.
أدعوك إلى السلام يا درور شور، وبعيداً عن الصواريخ، وفي الذكرى السنوية لاستشهاد ابني حازم فايز في معركة العصف المأكول، أدعوك إلى السلام الحق وليس السلام الزائف، السلام الدائم وليس السلام المؤقت، السلام الذي يأذن لك بالعيش بأمن وأمان أنت وأولادك الثلاثة، والذي سوف يتحقق لك بعد عودتك ثانية إلى الدولة التي أتيت منها، فهنالك تجد حياتك المطمئنة التي هجرتها، وهنالك يتوفر لك الأمن الذي لن تهنأ فيه عندنا، وذلك لأنك تنام على سريري يا "درور شور"، وتأكل من صحني، وتنتظر إلى الأفق من نافذة بيتي، وتتغذى على ثمري، وتشرب من مائي، ويتعلم أولادك في المدرسة مكان أولادي، وتسرح امرأتك شعرها على المرآة نفسها التي تركتها أمي، وتقطف الورد لابنتك في عيد ميلادها من الحديقة نفسها التي نكشتها أمي بأظافرها، وزرعتها بالشوق، وروتها من قلبها الدافق حباً للأرض.
اكسر الشر، وارجع يا "درور شور" من حيث أتى أبوك، عد إلى مكانكم الذي ما زلتم تحملون جنسيته، ولا يغرنك اعتراف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بدولتكم، هذا الاعتراف باطل، لأنه لا يمثل إرادة الشعب العربي الفلسطيني؛ الذي لما يزل يقسم بالله ليل نهار ألا يتخلى عن شبر من أرضه، وهذا ما ردده الشاعر سميح القاسم بلسان كل العرب حين قال:
البئر بئري وهذا الماء من مطري والشأن شأني قراحي كان أم كدري.
بئري ومائي وطيني صائرٌ جسداً وصائرٌ بلداً بدواً إلى حضري.
هنا ابتدأت وشبت نطفتي أسراً أصلابها أسرٌ تمتد في أسري
أنا بلادي بذار الحب حنطتها وزيت زيتونها مصباحه وطري
وعشبها لغتي لو كابرت لغة ولو خبا قمر ليمونها قمري
وغازلتها شعوب الأرض قاطبة لكنها أثرت عزفي على وتري.
فارحل يا "درور شور"، ارحل عن فلسطين، فعاجلاً أم آجلاً، سيصلك صاروخ "شمالة" "SH" الذي سيفوق مداه وقوة تفجيره صاروخ "مقادمة 75" "m75".
د. فايز أبو شمالة