زيارة فابيوس إلى طهران تكشف حقيقة الوهم لاستعداء العرب لإيران

بقلم: علي ابوحبله

مراهنة العرب على فرنسا لم تحقق نتائجها في موضوع الاتفاق النووي مع إيران ، فرنسا استغلت المفاوضات مع إيران وتمكنت من عقد صفقات لتزويد السعودية ومصر وبعض الدول الخليجية بمليارات الدولارات ، بعد التوصل للاتفاق النووي مع ايران ورفع الحصار عن طهران فان زيارات المسؤولين الاوروبيين الى ايران تتواصل ، وزير الخارجيه الفرنسي لوران فابيوس يصل الى طهران في زياره هي الاولى لوزير خارجية فرنسا منذ 12 عاما ، ويلتقي فابيوس المسؤولين الايرانيين ، وقد سبق للرئيس الفرنسي هولاند ان هاتف الرئيس الايراني حسن روحاني حيث ابدى هولاند عن رغبة فرنسا تقوية علاقة بلاده مع طهران ، فابيوس سلم نظيره الايراني محمد جواد ظريف رساله للرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني لزيارة باريس في تشرين الثاني نوفمبر ، وفي مؤتمر صحفي مشترك اكد فابيوس عن استئناف العلاقات بين البلدين واكد عن ان هناك تعاون متبادل مع ايران في كافة المجالات وان ذلك سيظهر في المستقبل القريب ، وزير الخارجيه الفرنسي وبالتقرب من ايران صرح في مقابله مع صحيفة لوباريزيان نشرت بالتزامن مع الزياره التي تصدرت الصحف الفرنسيه ، ان " ايران عانت كثيرا من العقوبات والشعب الايراني يتطلع للاستفادة من الموارد التي ستتمتع بها الدوله من اجل تنميته وبما يخدم مصلحته ، فابيوس راى ان المنافسه على الاسواق الايرانيه ستكون شرسه لكن للشركات الفرنسيه نقاط قوه تحسب لها لا سيما في قطاع السيارات والنقل الجوي وقطاع الطاقه والصحة والزراعه مضيفا ان هناك احتياجات ايرانيه كبيره وفي الوقت نفسه قال وزير الخارجيه الفرنسي ان هناك اداء تتميز به فرنسا معترف فيه في ايران ، صحيفة لوموند الفرنسيه كتبت تحت عنوان لوران فابيوس في طهران الطريق الطويل نحو المصالحه وان فابيوس حرص على ان تكون زيارته الرسميه الاولى الى فرنسا سياسيه حصرا حيث لم يرافقه أي من ممثلي الشركات الفرنسيه ، واشارت الصحيفه ان على فابيوس ان يجعل الايرانيين ينسون الموقف الفرنسي المتصلب في الملف النووي والذي جسده اكثر من أي شخص اخر كما ان عليه ان يعيد بناء الثقه لفتح فصل جديد في العلاقات الثنائيه وتذليل الخلافات مع ايران حول الملفات الاقليميه ،الصحيفة الفرنسية التي قالت "إن السجادة الحمراء لن تفرش لفابيوس" في إشارة إلى الانتقادات له في إيران ورفض بعض المحافظين لزيارته، نقلت عن السفير الفرنسي السابق في إيران فرانسوا نيكويو أن على فابيوس أن يظهر لإيران أن موقف فرنسا خلال المفاوضات النووية كان نابعاً من مسألة حظر الانتشار النووي وليس من العداء لها أو من الرغبة في استرضاء شريكيها، المملكة العربية السعودية وإسرائيل"، مذكراً بمراحل كانت فيها العلاقات بين البلدين أكثر تشنجاً وعنفاً من الآن ، صحيفة لوفيغارو الفرنسيه التي عنونت "بين فرنسا وإيران: بدء ذوبان الجليد" قالت بدورها إن الزيارة هي سياسية أكثر منها اقتصادية، مضيفة أن لوران فابيوس سيذكر أمام المسؤولين الإيرانيين أنه على الرغم من الاتفاق التاريخي حول النووي الذي تم التوصل اليه منذ 15 يوماً في فيينا فإن فرنسا لن تدير ظهرها لتحالفاتها التقليدية مع الملكيات السنية الخليجية المنافسة لإيران. وسيضيف أن باريس تنتظر من الآن فصاعداً من إيران "تصرفاً مسؤولاً" في تنفيذ الاتفاق كما في الازمات المختلفة التي تهز الشرق الأوسط. ونقلت "لو فيغارو" عن مصدر مقرب من فابيوس قوله "لم نصل بعد إلى مرحلة التطبيع". فهذه الزيارة الأولى لوزير خارجية فرنسي منذ 2003 ستسجل في أفضل الأحوال بدء ذوبان الجليد بعد عشر سنوات من العلاقات التي قوضها الاتهام الفرنسي لإيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة والكذب من أجل الوصول إلى تصنيع القنبلة النووية لأغراض عسكرية ،اما صحيفة "ليبراسيون" ركزت بشكل أساسي على صورة لوران فابيوس في الشارع الإيراني والحملة ضد زيارته على خلفية دوره في قضية تصدير كميات من الدم الملوث والتي تسببت عام 1980 بوفاة مئات الإيرانيين. وقالت الصحيفة "رغم تبرئة فابيوس في فرنسا إلا أن هذه القضية لم تنس في إيران ،الصحيفة بدورها قالت إن الزيارة السياسية تهدف إلى طي صفحة الموقف الفرنسي المتشدد خلال المفاوضات النووية لافتة إلى أنها ليست الزيارة الأولى لوزير فرنسي في خضم حرب المحاور مذكرة في هذا السياق بزيارة وزير الخارجية اوبير فيدرين عام 1998 ،وإذ قالت "ليبراسيون" إن القاعدة الثابتة في العلاقات الفرنسية الإيرانية أنه كلما عادت الحرارة اليها كانت تتبع ببرودة مفاجئة بل بتجميد للعلاقات عارضة لأمثلة على ذلك، تساءلت عما إذا كان استئناف الحوار بين باريس وطهران هذه المرة سيشكل الاستثناء لهذه القاعد ، في ظل تلك المواقف والتعليقات للصحف الفرنسيه ولموقف ايران الرسمي والشعبي من الزياره التي تعكس ان الذي يحكم العلاقات بين فرنسا وطهران هي لغة المصالح ، وان طهران تعي جيدا ما تريد ولن تعطي للاوروبيون ما يريدون بدون ثمن ، ايران التي فاوضت الدول الست واستطاعت ان تحصل على شرعيه لبرنامجها النووي فهي تتقن فن التفاوض وفق المصالح ومصالح ايران اليوم في تعزيز وجودها ومصالحها الاقليميه ، لن تفتح ايران ذراعيها للغرب للاستثمار في ايران دون تحقيق مردود سياسي ولن تهدر اموالها كما فعلت الدول العربيه لهدف عرقلة الاتفاق مع ايران دون ان تحقق تلك الدول مصالحها ووجودها في المنطقه ، اهدرت الدول العربيه مليارات الدولارات دون تحقيق نتائج تذكر وان الدول العربيه بددت ثرواتها بصراعات وحروب خاضتها بالوكاله ودون ان تحقق مردود عليها وعلى شعوبها بل العكس العالم العربي يغرق في ظلمات وان الصراعات تدمر الكيان العربي وان الامن القومي العربي اصبح من الماضي بينما ايران اليوم تحمي مصالحها وتدرك ما تريد وان الحجيج الاوروبي الى ايران دليل ان هذا يسعى لتحقيق مصالحه حتى لو كانت على حساب الحلفاء وان فرنسا التي دعمت الحرب على سوريا واليمن وليبيا ودعمت محور السعوديه وساندت ودعمت ما سمي باصدقاء سوريا وشاركت حلف الاطلسي في العدوان على ليبيا لن يكون مستغربا او مستهجنا بتغيير مواقفها لتقف الى جانب محور طهران لتحقيق مصالحها ، ويبقى السؤال هل من صحوة عربيه تقود لإنهاء الصراعات والخلافات العربيه وتوحيد الموقف العربي بما يخدم اهداف الامه العربيه وذلك باعادة تصويب بوصلة مع اسرائيل ضمن استعادة وتحرير القدس والاراضي المحتله التي تحتلها اسرائيل كاولويه عما عداها من صراعات اصطنعها الغرب ضمن المشروع الامريكي الصهيوني لاغراق المنطقه بصراعات وحروب عنوانها الحرب الدينيه حيث نجح الغرب في ذلك وصور ايران العدو وها هو الان يسارع الخطى للتحالف مع ايران

المحامي علي ابوحبله