يعيش الفلسطينيين جحيماً حقيقياً لم يشهد له التاريخ البشري مثيلاً، حيث يقوم قطعان المستوطنين بالتعامل مع المواطنين الفلسطينيين العزل وكأنهم وباء لابد من استئصاله من كل أرضهم التي ولدوا فيها ويعيشون عليها لقد شاهدنا وشاهد العالم الظالم الذي يتعامل معنا بكل عنجهية مجازر تقشعر لها الأبدان حيث يحرق الناس في قراهم بشكل جماعي ويذبحون كالخراف وتغتصب الأراضي ويلاحق الشباب والأطفال وتحرق المساجد ، ويقوم جيش الاحتلال الأرعن بعد حرق الأطفال وقتل العائلات بحماية المستوطنين والمستوطنات في عملية تطهير عرقي واسعة الإطار. ان المذابح والحرق للأطفال بطريقة منظمة وأخرها الطفل علي الدوابشة وبحماية جيش الاحتلال والحكومة الإسرائيلية التي لهي امتداد لسلسلة من المذابح البشعة يمارسها المستوطنون منذ عشرات السنين ،فهذا يذكرنا بالجرائم التي حدثت عام 1938 م التي قام البوذيون وقتها بارتكاب مجزرة قتل فيها ما يقرب من ثلاثين الفاً من المسلمين تحت انظار المستعمرين الانجليز الذين كانوا يحكمون تلك البلاد في ذلك الزمان، كما حرقوا مئة وثلاثة عشر مسجداً ، وفي عام 1942م ارتكب البوذيون مذبحة أخرى في “اراكان” التي كانت يوماً ما دولة إسلامية ذهب ضحيتها حوالي مئة ألف مسلم وان المدهش والمؤسف هو عدم اهتمام العالم بأسرة بهذا الشعب الأعزل فنحن لا نرى اهتماماً من وسائل الإعلام العربية والإسلامية خاصة قناة الجزيرة العتيدة وغيرها، كما أننا لا نسمع أي استنكارات أو شجب من قبل الجهات العربية والدولية الرسمية وخاصة مايسمي بحقوق الإنسان بأي عمل من شأنه التخفيف من معاناة الفلسطينيين المعذبين كأن تقوم بطلب اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث هذه القضية وتحويلها لمحكمة العدل الدولية ومحاكمة جرائم الحرب ، كما أننا لا نرى أي عقوبات سياسية او اقتصادية ضد هذا الكيان الجاثم علي قلوبنا ناهيك عن عدم قيام المنظمات الإنسانية العالمية بأي نشاط يذكر وكأننا لسنا بشراً على الكرة الأرضية .فان الدول الإسلامية مدعوة اليوم وقبل غيرها الى النهوض في وجه هذا الظلم الذي يمارسه قطعان الهمج المستوطنين بحماية جيش الاحتلال الأرعن على شعبنا ومواطنينا وكما نتسأل أين الإدارة الأمريكية التي تنادي بالعالم الحر والتي تستطيع ان تمارس ضغطاً هائلاً لوقف هذه المجازر وحرق الأطفال. كما ان الدول العربية مدعوة أيضا للتحرك والوقوف ضد هذا المستعمر باستخدام كافة الأساليب والسبل فهؤلاء المواطنتين الفلسطينيين يخسرون أرواحهم فقط لأنهم فلسطينيون ، ومن العار ان لا ينتصر الجميع لهم. فكفي ذبح وحرق وموت ودمار لهذا الشعب المظلوم الذي يعتبر هو الوحيد المحتل علي الكرة الأرضية ويحرق علي أرضة ولازال السيد /بنكي مون يعرب عن قلقة و أتمني ان استيقظ ذات صباح واسمع السيد/بنكي مون يعرب عن سعادته باستقلال فلسطين.ولكن سيبقي يعرب عن قلقة حتي يحرق كل أطفال فلسطين ويقتل كل المزارعين المتشبثين بشجر الزيتون وإذا غضب الشعب ودافع عن نفسه تخرج الإدارة الأمريكية وتقول علي الإطراف ضبط النفس. أي عدالة وأي ضمير وأي حياة نعيشها أيها العالم الظالم... كفي ظلماً.
د.هشام صدقي ابويونس
كاتب ومحلل سياسي