غضب فلسطيني عقب نشر كاريكاتير مسيء للفلسطينيين

شن نشطاء فلسطينيين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هجوماً لاذعاً، على رسام الكاريكاتير الفلسطيني بهاء ياسين، من سكان مدنية غزة، عقب نشره رسم مسيء للفلسطينيين في الضفة الغربية خصوصاً، وللفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم عموماً. ولاقى الرسم الذين نشر، أمس الجمعة، على حساب (تويتر) التابع لـ "صحيفة الرسالة" المقربة من حماس، وسرعان ما حذف بعد تلقي ردود فعل غاضبة.

وتسبب الرسم الذي نُشر عقب جريمة قتل الطفل "علي دوابشة" بحالة من الصدمة والذهول بين جميع المتابعين. ويظهر الرسم سيدة فلسطينية تتعرض لاعتداء جنسي من قبل مستوطن إسرائيلي وبدت مستسلمة له، فيما يقوم المستوطن ذاته بقتل أطفالها أمامها، في حين يظهر في الرسم رجل أمن فلسطيني يقف بجانبها دون أن يحرك ساكناً.

ويعبر الرسم عن استسلام وتساهل أهالي الضفة الغربية وعدم ردهم على الاعتداءات الإسرائيلية، وهو ما اعتبره المدونين والمغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمراً مستهجن للغاية. وطالب المتابعين والغردين في ردات فعل رصدتها "وكالة قدس نت للأنباء"، بتقديم الرسام ياسين للعدالة وفرض عقوبة تتناسب مع حجم الإساءة التي تسبب فيها للفلسطينيين.

ويقول المغرد، أحمد ماجد: " هذا الرسم عيب ويسيئ لأهلنا في الضفة أعانهم الله"، مضيفاً أنه يجب عدم نسيان العمليات الاستشهادية التي نفذها اسود الضفة عندما كانت ايدي المقاومة طليقة هناك"، مطالباً الرسام ياسين بالاعتذار فوراً، فيما انقد المدون وائل الحزام، من الضفة الغربية ياسين بشدة، معتبراً أن الرسم فيه اساءه لكل حر بالضفة، واصفاً فكر الرسام بالمتطرف سيما وأن الرسم يفرق بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح الحزام، أن الشهرة أمر جميل، لكنها صاحبها يجب أن يكون مسؤولاً. ونقلت مصادر صحفية ظهر اليوم، نبأ قالت فيه، إن الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة استدعت رسام الكاريكاتير بهاء ياسين حول رسمته المسيئة لأهلنا في الضفة الغربية.

ومن ناحية كتب الصحفي فادي شناعة على صفحته، مدوناً:" من العيب على الجسد الاعلامي ان يقوم البعض برسم كاركاتير خادش للحياة وكأنه يصور الحالة الفلسطينية في الضفة الغربية كرد فعل على حرق الرضيع ويقوم بنشرها عبر صفحات الفيس بوك".

وأضاف شناعة :"هذا عمل مرفوض الاجدر بنا ان نوحد جهودنا اكثر من ان تكون رسوماتنا مجرد اداة فتنة وانقسام". وذكر أن شخصية حنضلة وفاطمة وغيرها رسمت ملامح القضية والتحرير والعدالة ولم تكن هكذا، رحمك الله ناجى العلي".

وبدوره طالب الصحفي مازن البلبيسى، في تدوينه له، عدم نشر الرسوم المسيئة للفلسطينيين في الضفة المحتلة للمدعو بهاء ياسين حتى لا ندع مجال لتسويقها.

وعاد ياسين ونشر كاريكاتير آخر على صفحته الشخصية، اعتبره بمثابة اعتذار للفلسطينيين، حيث أظهر سيدة فلسطينية، تقتل المستوطن وتنتقم لأطفالها، لكن المغردين والمدونين سرعان ما عادا وشنوا هجوماً عليه.

ويقول عبد الرحمن عبدو، في تعليقه على الرسم :" بهاء ياسين عاد اليكم من جديد اجا يكحلها راح عماها، شوفوا التعصب الفكري حتى في تصحيح الخطأ البنت ام الاصفر تعبر عن حركة فتح والسلطة الفلسطينية وهذا عيب ثاني بصراحة". وطالب عبد الرحمن بتفعيل قانون النشر والمطبوعات الفلسطيني، وحظر ياسين من النشر.

ومن ناحيتها أصدرت مؤسسة الرسالة للإعلام، اليوم السبت، بياناً توضيحياً حول رسوم "كاريكاتير" نقله حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس. الجمعة

وقالت الرسالة في بيانها " تفاجأنا بحملة التشويه التي تعرضت لها المؤسسة من بعض الجهات والأفراد، بقصد أو بدون قصد، حول كاريكاتير نقله حساب الرسالة على تويتر".

وأضاف البيان : "الكاريكاتير نشر بصيغة الاستفهام على تويتر فقط نقلاً عن صفحة رسام الكاريكاتير، ولم ينشر بالمطلق على الموقع الإلكتروني الإخباري (الرسالة نت) وتم تدارك الأمر وحذفه واتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة؛ لأنه لا يتوافق مع سياستنا التحريرية ولا خطنا كإعلام مقاومة". واكدت الرسالة أن رسوم الكاريكاتير ورسامه ليس لهما علاقة بالمؤسسة وتم الاعتذار مباشرة على نفس حساب "تويتر".

ومن جانبها عبرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين عن صدمتها من الرسم الكاريكاتيري الذى رسمه بهاء ياسين ومستوى الانحطاط الذي وصل اليه، مؤكدة أنه ليس عضوا في نقابة الصحفيين.

واستنكرت نقابة الصحفيين هذه الرسومات وما تحمله من رسائل. وطالبت كل الطاقات الإعلامية بالعمل على توحيد الرسالة في مواجهة الاحتلال وعصابات المستوطنين والدفاع عن أبناء شعبنا ومقدساتنا الإسلامية.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -