نتانياهو، كبيرهم الذي يعلمهم الارهاب

بقلم: رشيد شاهين

لم يتردد رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو ان يخرج بكل وقاحة لكي يندد بجريمة إحراق الطفل علي سعد دوابشة، وإحراق بقية افراد العائلة.

كما لم يتوان كبير الارهابيين في الكيان، ان يتوجه بكل جرأة، ودون ان يرف له جفن لزيارة بقية أفراد عائلة دوابشة في المستشفى الذي يرقدون به، حيث لم يك ممكنا علاجهم في المشافي الفلسطينية لشدة وخطورة اصاباتهم، هذه المشافي التي تفتقر الى الكثير مما تفتقر اليه بسبب الاحتلال بشكل أساس.

نتانياهو بفعلتيه "الادانة والزيارة"، كأنما يريد ان يبعث رسالة الى العالم يقول فيها "إنه بريء مما يفعلون" وهو يدرك تمام الادراك، انه وبسبب مواقف حكومته وكل من سبقها من حكومات صهيونية، والسياسات المتبعة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، هي من شجع الارهابيين اليهود على ارتكاب كل جرائمهم.

الارهابيون اليهود، ما كان لهم ان يسرحوا وأن يمرحوا في الاراضي الفلسطينية المحتلة، لولا الحماية االدائمة التي يوفرها لهم بشكل دائم جيش الاحتلال، كما أنه لم يك ممكننا لهم القيام بكل عربداتهم وجرائمهم دون توفير التدريب والتسليح لهم.

نتانياهو الذي يدين العملية الارهابية، كانما يريد ان يبعث رسالة الى العالم الذي بات يدرك حجم الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، بانه يقود دولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وان كل ما يقوم به جيشه وحكومته المتطرفة، ليس جرائم حرب ولا تقع تحت اي بند من بنود العدوان التي تدينها كل الاعراف السماوية والارضية، وانه يقف بحزم ضد الارهاب تماما كما تقف كل الدول والشعوب الحية والمتحضرة.

عندما "ينتفض" رئيس وزراء دولة الاحتلال منددا بالجريمة الارهابية، كأنما يريد ان يقول للعالم ان ليس هنالك جرائم ترتكبها دولة الاحتلال، ولا قطعان المستوطنين، وان هذه الجريمة "إحراق الطفل" هي بعيدة عن السلوك اليهودي اليومي، وانها حالة "نادرة وفريدة" وليست نمطا يومين سائدا في عقل وضمير كل الصهاينة في دولة العصابات .

هو يعتقد بانه إذا ما خرج وقال ما قال، فإن من واجب الضحية "الشعب الفلسطيني بعامة" ان ينسى وأن يسامح، وان يغض الطرف عن هذه الحالة "المعزولة"، التي تأتي بحسب ما يريد ان يروج، خارج السياق العام لأخلاقيات الغزاة الصهاينة.

وهو يعتقد ايضا، بان على الفلسطيني ان ينسى ما ارتكبته عصابات الارهاب اليهودي ضد الطفل ابو خضير، الذي أحرق ايضا حيا، كما عليه "الشعب الفلسطيني" ان ينسى كل الجرائم التي ارتكبتها الأيدي اليهودية المجرمة و الآثمة، منذ دير ياسين وكفر قاسم مرورا بالدوايمة والسموع ومحمد الدرة وصولا الى آخر الضحايا ليث الخالدي الذي استشهد في اليوم التالي لحرق علي الدوابشة.

ما صرح به كبير الارهابيين نتانياهو، لن يجعل الفلسطيني ينسى، ولن يجعله يسامح، هو قد يكظم غيظه، وقد يعض على جرحه وقد يبتلع ألمه، إلا انه سيبقي كل جرائم الاحتلال وارهاب الدولة المنظم في دفتر الذاكرة، منتظرا اللحظة التي لا بد من ان يدفع فيها ارهابيو دولة العصابات الثمن.

من غير المعتقد أن يمر إحراق علي الدوابشة بهذه البشاعة، خاصة في ظل التفاصيل المرعبة التي تحدث عنها بعض الشهود من جيران العائلة، وكيف انتظر شخصان من القتلة يراقبان احتراق الزوج والزوجة، ونعتقد بأنه وفي لحظة ما، قد تكون بعيدة او قريبة، لا بد من أن يدفع أحد ما من ارهابيي اليهود ثمن هذه الجريمة.

بقلم/ رشيد شاهين