(( السيسي ))... والسقوط في قناة السويس

بقلم: منذر ارشيد

)العبقرية المصرية تظهر عند التحدي الخطير )

لنتحدث بحيادية خالصة دون أي مواقف مسبقة , فكل ما يهمنا جميعاً نحن كفلسطينيين أن يعم الخير والسلام على العالم العربي والإسلامي فكيف لا نتمنى لمصر ذلك .. وأن تنطلق مصر من كبوتها , وتعود مصر العروبة مصر الرخاء والإستقرار أياً كان حاكمها وحكومتها , فنحن لا نختار وليس من حقنا حتى أن نختار
لأهل مصر أولى بمن يحكمهم ومن يقودهم
فإن كان لنا الحق فمن حقنا فقط أن نختار مصيرنا نحن وقيادتنا وكيفية تحرير أرضنا
منذ أن تولى السيسي قيادة مصر والكل يراهن على سقوطه خاصة محور قطر تركيا وجميع المساندين للرئيس السابق مرسي معتمدين على أن ما حصل في مصر هو إنقلاب على الشرعية وبشكل دموي
كان التعاطف كبير جداً لدى غالبية شعوب المنطقة مع مرسي الذي تم خلعه بطريقة إنقلابية ودموية من خلال ما حصل في رابعة
حصل ما حصل في مصر حتى وصل الأمر لحد القول أن أيام السيسي أصبحت معدودة
وكان حجم الضخ الإعلامي ضده أكبر من أن يصمد أمامه , حتى أن مناصريه في المنطقة كانوا يؤيدونه على استحياء على إعتبار أنه راحل إما باضطراره لإستقالة أو حتى بالقتل
ولكن الرجل مضى في عملية التطهير لخصومه لدرجة الإعدام
بدون أدنى شك إن السيسي قاد مصر باسلوب القوة واللين في آن معا
فحضور الجيش بكل سلاحه إلى ميادين مصر وسيناء كان مؤشراً على العصى الغليظة
وخطابه الهاديء والعاطفي الذي جذب قلوب المصريين والذي يخفي بطياته الكثير من الغمز واللمز والتهديد لخصومه وقد عزز الكثير من التوازن في الشارع المصري
والغريب في الأمر ورغم سقوط المئات من أبناء الشعب الصري من الجيش والشعب في ملحمة الصراع بين الإخوان والحركات الإسلامية التي إعتمدت قوة النار في سيناء وحتى في قلب القاهرة
حتى كاد يصل الخطر إلى عقر داره لا بل وصل من خلال إصطياد قادة كبار وعلى رأسهم النائب العام
إلا أن كل هذا لم يوقف الرجل ويرهبه ويثنيه عن الاستمرار بخططه التي وضعها
فالمؤتمر الإقتصادي الذي جمع خلاله الاف المستثمرين العالميين والدوليين والعرب
في ظروف إستثنائية خطيرة للغاية وفي شرم الشيخ في قلب سيناء
سيناء التي كانت مشتعلة مما كان يخيف المستثمرين ويجعلهم يترددون في القدوم إلى هذا المؤتمر
إلا أننا شهدنا مؤتمراً ناجحاً بكل ما تعنيه الكلمة
أما الحدث الأهم فهو إفتتاح قناة السويس الثانية
لنتوقف أمام هذا الحدث الكبير والضخم ولنبحث فيه حتى نصل إلى حقيقة ما جرى
لأن ما جرى وسيجري هذه الأيام يعد معجزة من معجزات العصر
فعندما وقف السيسي وأعلن عن مشروعه الضخم وقال سنعمل قناة سويس جديدة وبعد عام من الان ...يعني لو قال بعد عامين عشرة اعوام لكان منطقياً
أما بعد عاااااااااام ....أي تخريف هذا ..!
صرخ المناؤون بأعلى صوتهم وقالوا ..............كذااااااااااااب على إعتبار أنه مجرد كلام لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع ........
وكانت الجزيرة الناطق الرسمي بإسم حكام قطر وتركيا أول من راهنوا على فشل الرجل وجندوا لذلك كل ما يمكن لإفشاله
ما فعله السيسي من خلال دعوة الشعب المصري للمساهمة من خلال أسهم واوراق إكتتاب والذي زاد الحملة الهستيرية عليه من قبل المناوئين وعلى رأسهم قطر والجزيرة بالطبع
حيث قالوا كيف سيجمع المليارات من شعب فقير لا يلاقي رغيف الخبز ..!
ولكنه جمع ما يزيد عن 60 مليار جنيه مصري خلال عشرةأيام .( إعجاز )
كل هذا حصل وبسرعة مذهلة بدأ العمل بمشاركة كل المجتمع المصري

إذاً ...إستطاع السيسي أن يجعل من مشروعه مشروعاً مصرياً شعبياً وطنياً بإمتياز
ولم يكذب الخبر فبدأ الهجوم الكبير على قناة السويس وكان رأسي الحربة الجيش المصري الذي بدأ بالحفر
ولكن هل كان بمقدور الجيش المصري وبإمكاناته المتواضعه أن ينجز المهمة خلال الوقت المحدد ..!
وقد قيل الكثير في هذا الأمر وهو فيه من الصحة الكثير
ولكن المفاجئة التي حصلت ولم يتم التركيز عليها إعلامياً ولكنها حقيقة دامغة
وهي التي غيرت المعادلة و عجلت في إنجاز هذا المشروع الضخم
إنها الإمارات العربية نعم هي تلك الدولة التي وقفت مع مصر وقد وضعت إمكانات ضخمة لدعم هذا المشروع الأضخم في العصر الحديث .
كنت أتابع من خلال بعض القنوات المصرية وشاهدت ما هو مذهل من خلال إرسال دولة الامارات أسطولاً من الكراكات وهي آليات حفر ضخمة تنزل حفاراتها إلى عمق كبير من الأرض وتفصل الرمل عن الماء وتجعل المياه نقية وبشكل فوري
وهذا يختصر الوقت والجهد في عملية مزدوجة لا تقوم بها إلا تلك الاليات الأحدث في العالم وكل هذا مكلف ويقدر بالمليارات
رغم أن قطر كانت تراهن على أن الامارات ستفشل عملية فتح القناة لأن مثل هذه الإنجاز في قناة السويس سيعطل على ميناء جبل علي في الإمارات
إن تواجد المهندس سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتي والذي كان أحد أهم المشرفين العرب على هذا العمل يدل دلاله كبيرة على أن الإمارات كانت الدولة الأكثر إهتماماً لا بل الأكثر مساعدة بالإمكانيات الضخمة التي على ما يبدوا أنها أنجزت أو ساعدت على 50% من هذا الإنجاز العظيم
وعلى ما يبدو أن التحدي الذي كان بين تيارين عربين متناقضين تيار قطر الذي جند المال الرجال لتدمير مصر قابله تيار إماراتي لتثبيت وبناء مصر وكأننا أمام لعبة كسر الأيادي
أخيراً أقول يجب أن نفتخر بهذا الإنجاز العظيم الذي سيقف العالم مذهولاً أمامه
وقد حققت مصر هذا العمل الذي سيرفع من كفائة النقل البحري والذي سيعود بالخير على مصر وعلى المنطقة
ولماذا لا نفخر ونحن في زمن التردي والتراجع العربي ..!
لماذا لا نفرح لمصر وهي تحقق قفزة نوعية في وقت كان الرهان على انها ستسقط
لماذا لا نفرح لمصر وقد تجاوزت محنتها ولم يحقق الإرهاب والمخطط الصهيوامريكي
إختراقها وتدميرها كما حصل في العراق وسوريا واليمن ..!
إننا سنرى غداً إحتفالاً عظيماً يليق بهذا الإنجاز وسنرى ما سيتبعه من مشاريع وإستثمارات مذهلة ستضع مصر على باب المستقبل وليس كما أراد الاعداء العودة الى الخلف
قطر وتركيا بعد أن خسروا الرهان بحثوا فلم يجدوا سوى تعهير الاحتفال غدا وأنه سيكلف خزينة مصر بمليارات الدولارات وهذا سيضع مصر أمام ديون ومزيداً لإفقار المصرين ....خيبة ما بعدها خيبة
أعتقد أن من سيغضب أمام هذا الإنجاز العظيم لا يمكن أن يكون عربياً
شكراً لمصر بكل مكوناتها .....
شكراً لشعب مصر الذي وقف وقفة رجل واحد ليحقق هذا الإنجاز التاريخي
السيسي سقط فعلاً ....
ولكن ... سقط في قلوب المصريين
رضي من يرضى وغضب من يغضب ..
مصر قامت ونهضت وبسرعة مذهلة

 

بقلم : منذر ارشيد