زاد اللغط والصراع في مصر وبلاد الشام ، وساد عصر الانحطاط ، وتسلق المماليك على سدة الحكم بعد عصر الأيوبيين الذهبي ، وانقسم المماليك الى ( بحرية –برجية –صالحية) وباختصار استطاع امير المماليك الصالحية عز الدين آيبك ان يهيمن على مصر وجزء من الشام عقب زواجه بشجر الدر ،وما اشبه اليوم بالبارحة ..
عزيزي أيبك :
نحن في غزة اصبحا شماعة وملطشة للقاصي والداني ، فتداعت علينا الدول والجماعات كما تتداعى الأكلة على قصعتها ، واصبحنا وبتنا كل عشية نستقبل التهديدات بالقصف والقتل والاحتلال ، وتارة اخرى بالاجتياحات، وتارة جديدة بالوعود المتطرفة بالذبح ونتف اللحى ..
ادركنا عزيزي عزالدين ايبك ان زمن تهديد المغول والتتار قد عاد من جديد ، في زمن يشابه زمنك ، زمن التصارع على السلطة والزعامة ، ليس حبا في وطن ، ولا نهضة بإسلام من وهن قد اصاب ناسه وحكامه ، بل سعيا وراء مصالح تخدم جماعة او حزبا او طائفة ، تمامًا عزيزي ايبك كما عانيت انت من خصمك فارس الدين اقطاي الجمدار ..
عزيزي عز الدين أيبك :
زماننا حقا كزمانك، فما اكثر المتسارعين والمتسمين زوراً باسم الدين فانت عزيزي ايبك تسميت بعزالدين ، وخصمك فارس الدين وما اكثر فرسان اليوم حامى الحمى ومحررين الأقصى وغزة يا أيبك
وأخيرا يا زوج شجر الدر وسبب قتلها ، أما آن الاوان أن ترحل وتتركنا بشأننا وننفض عنا غبار مماليككم ، فالزمان والتاريخ يسير بعجلته الى الأمام ، ولم يتوقف بزمانكم ، فلست انتم الأفضل ، واعلم عزيزي أيبك ان زمان المماليك قد انحدر منذ مرج دابق والريدانية، ومحمد على المصري دحر ما تبقى منهم في القلعة ..
بقلم/ د. ناصر اسماعيل اليافاوي