رأيته اليوم ،وهو يبتسم حيث قال لي وأخيرا ..بدأت أشعر بأن هناك كهرباء حقيقية في بيتي.. بعدما اشتريت ترانس كهرباء.. ففي بيتي كانت الأجهزة الكهربائية معطلة بل معدومة الوجود لا قيمة لها ..فضوء الشمعة أقوى من ضوء لمبات الإنارة ..والثلاجة لانعرف منها سوى اسمها فلا ماء مثلجا ،ولاخضروات، وإلا أصابها الاصفرار والذبول ،ولا معلبات وإلا كانت حاوية القمامة مثواها .. ولم يكن هناك أي فرق بين الغسالة الاتوماتيكية، وصحن الغسيل البلاستيكي اليدوي، فهما سواء لأن الأولى لاتعمل بسبب ضعف الكهرباء .. ثم تنهد وقال بصوت مبحوح.. الحمد لله ..قلت له.. حقا الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه عموما ابشر .. فتلك هي البداية ياعزيزي فبداية الغيث قطرة ..وبداية النار شعلة ..نظر إليّ باستغراب شديد وقال ..ماذا تقصد ..؟! قلت له إن الذين يحيكون لنا الدسائس من أبناء جلدتنا لا يملون ،ولا يشبعون من مص دماءنا ،فهناك من هم مستفيدين من انقطاع الكهرباء حتى يروج لبضاعته فيبيع صفقة مولداته الكهربائية ،والتي كادت روائح العنوسة تنبعث من مستودعاتها ،والتي تعج بها هنا وهناك ،وهناك من هم مستفيدين من انقطاع المياه ،وحتى عندما توصل تكون ضعيفة فلا تعبأ الخزانات لذلك يروج لنفسه كذلك مواتير المياه حتى يتمكن المواطن المسكين من شراء تلك المواتير بدين ٍ أو بغيره من قوت أولاده وبيته وهناك من هم مستفيدين من بيع المراوح الكهربائية التي تعمل ببطاريات الشحن ظانين بأنهم يعملون على التخفيف عن المواطنين حر الصيف..كل تلك البدائل والتي نصبر بها أنفسنا بل ونضحك على أنفسنا بأنها بدائل عن الكهرباء ماهي إلا بدائل زائفة لا تسمن ولا تغني من جوع..حينها ضحك وقال وما شأن ما تقوله لي بالترانس الذي اشتريته ..؟ ! قلت له.. إن كبيرهم الذي علمهم السحر هو من أضعف الكهرباء بالاتفاق معهم حتى يستفيدوا جميعا ،حتى ولو على أنقاض حياة أبناء شعبهم ..فهل يعقل أن تكون كهرباء البلدية المصدر الرئيسي للكهرباء تكون أقل من 220فولت فتصل الى مابين 100 فولت إلى 150فولت ..فسر أنت لي بالله عليك ..؟!!
بقلم /حامد أبوعمرة