يستهجن كل حر ومواطن وصاحب فكر ومبدأ أن يكون مقر المقاطعة في رام الله مركز تطبيع مجاني واستقبال وفود صهيونية مجرمة مع كل جنازة شهيد في الضفة الغربية، وما زال جرح الفلسطيني مفتوحا على الحواجز وفي القدس وغزة؛ فتطل السلطة وتقول بأن المفاوضات توقفت لكن الواقع يدلل على عكس ذلك بكثير وتحول في الدور الذي كانت السلطة تقوم به.
فالمفاوضات رغم السوء الذي كانت عليه وما جلبته من دمار للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي والسياسي والميداني إلا أنها كانت تعتبر أنها بين طرفين يقدمان لبعضهما البعض حسن نوايا ولو شكلية؛ غير أن ما يجري الآن هو ليس مفاوضات بل تبعية بامتياز حتى توسعت دائرة التطبيع لتطال معارضة صهيونية وشبيبة "الهاغانا" و"البلماخ" وجنود الاحتياط والاقتصاديين الصهاينة، كل هذه اللقاءات تتم دون جدول أعمال أو أجندة سياسية بل هي هدية مجانية تطبيعية تمسح العار عن الاحتلال في إحراق محمد أبو خضير وحرب غزة وإحراق علي دوابشة وما قبل ذلك وما بعده وليس الأقصى ببعيد؛ لتصبح السلطة ممرا تطبيعيا سهلا تسلكه حكومة الاحتلال وأحزاب المعارضة هناك والشبيبة والشبيحة والسحيجة وغيرهم ويتغنى قادة السلطة بأن المفاوضات متوقفة !.
وعلاوة على التطبيع المجاني الذي يحدث دون مفاوضات فإن التنسيق الأمني أيضا يقدم للمستوطنين على أشلاء ليث الخالدي وأبو عمشة والتاج وغيرهم الكثير ممن سبقوا ومن ينتظرون على حواجز الموت وخطوط النار، نحن لسنا أمام هزيمة الفيفا وحسب بل ستكون منابر المنظمات الدولية على وقع هذا التطبيع المجاني منطلقا لتجميل صورة الاحتلال ومسح الجريمة بأيادي المقاطعة في رام الله.
وفي المقابل بعد هذه الانزلاقات الخطيرة في القضية الفلسطينية يمنع في المقاطعة رفع أعلام الفصائل الفلسطينية؛ وليس استقبالا وحسب كما يحدث من حفلات التطبيع مع أحزاب الاحتلال بل حتى رئيس المجلس التشريعي المنتخب حرام عليه المقاطعة كما الحال مع أنصار الأسرى وقادة الحركة الإسلامية المنتخبة وغيرهم الكثير، حال يقود إلى سؤال كبير عن لعنة تطارد الفلسطينيين ولم يغسلوا العار بعد؛ إنها لعنة "أوسلو" والمطبلين لها والمعتاشين على مالها السياسي.
إذاً هي قيادة حركة فتح تنقسم على حالها ثم تقتتل مع اليسار فحماس فتحدث كركعة وقرقعة في غزة فتربك الضفة بالاعتقال السياسي وتتدخل في شؤون عربية.. إجماع لا يجعلها تغير قناعتها الفاشلة التي لسان حالها يقول "لا تستوحش طريق التنسيق الأمني لوقاحة السائرين فيه" وتأمل بأن الذي بينها وبين الاحتلال عامر وبينها وبين الفصائل والشعب والعرب والمسلمين خراب.. استحقاقات أوسلو التي غيرت مفاهيم الأخلاق وتحول المحتل صديقا والمقاوم والشعب عدوا.
محمد القيق