غزة على صفيح ساخن!!

بقلم: محمد فايز الإفرنجي

عجاف هي سنوات الحصار الطويلة والتي اتت على كثير من حياتنا نحن الغزيين توقفت في هذا الحصار مصانعنا والعديد من مصادر الدخل للكثير من العمال توقفت, اعمال البناء توقفت لعدم دخول المواد الاساسية له, اتسعت رقعة البطالة وعشرات الألوف من ابنائنا الجامعيين تخرجوا من جامعاتهم في كافة المجالات ليجدوا انفسهم خارج دائرة الحياة فلا عمل ولا وظائف ولا فرص للتعاقد خارج فلسطين, ازمة كهرباء ما انفكت يوماً للظهور على السطح كل وقت بمناسبة او دون مناسبة , حروب متتالية شنها الاحتلال الصهيوني للقضاء على المقاومة فيها لكنه ومن شدة فشله ويأسه دمر البنى التحتية للقطاع قتل الاطفال والنشاء والرجال هدم المنازل والمساجد دمر الشوارع والمدارس, جرف الاراضي الزراعية كي لا تنتج لأصحابها ثمر يأكلونه منها.

معابر تغلق كما بوابات السجون الكبيرة على اهل غزة, سلطة فلسطينية تعتبر غزة خارج خارطة الوطن فهي تجمع من تجار غزة الضرائب ولا تنفق سوى جزء بسيط منها على الخدمات العامة وتعطي جزء اكبر لموظفيها المستنكفين الماكثين في بيوتهم منذ قرابة تسع سنوات بلا عمل يقدموه للمواطن بلا خدمات مقابل تلك الرواتب التي يتقاضونها بوقت ترفض سلطة عباس صرف رواتب لموظفي غزة الذين هم على رأس عملهم في كافة الاجواء " حصار وحروب".

تتكالب على غزة الكثير من الدول التي تمعن في حصارنا بل وزج ازماتها الداخلية لتكون شماعة غزة هي خلاصهم فتارة تتهم بالإرهاب واخرى تتهم بالسعي للانفصال عن الضفة وثالثة تهدد بقصف غزة وحفر نفق يفصل غزة عن حدود جارتها المصرية بماء البحر!!

ازمات لا تتوقف كلما هدأت عاصفة اشتدت اخرى وكأن غزة باتت مكاناً وحيداً للمنخفضات السياسية بالمنطقة تعصف بها دون رحمه دون اعتبارات انسانية او حقوقية او حتى قانونية !!

غزة تنتابها ازمات داخلية اضافية تزيد على كاهل المواطن وتجعل منه مثالا للصبر مثالا لتحمل الهموم والاحزان التي ما فارقته منذ سنوات بشكل عام.

لدينا ازمات داخلية توقف عجلة الاعمار, بالكهرباء والمياه, بالوظائف للخريجين ورواتب الموظفين, للرسوم الحكومية في كافة متعلقات الحياة, بالبطالة التي كل يوم تضم اليها اعداد جديدة, بالمزيد من الخنق السياسي ووجود حكومة تسمى حكومة وحدة وطنية لا نعرف اسماء وزرائها ولا نرى صورهم سوى في تلفزيون رام الله, معبر مغلق علينا ويوم يفتح نعامل لدى الجانب المصري وكأننا خارج نطاق البشرية والانسانية واليوم يُختطف ابنائنا في الاراضي المصرية!!

ماذا عسانا ان نفعل وكيف لنا ان نصمد امام اعتى اله عسكرية بالمنطقة ترسانة الاحتلال الاسرائيلي ونحن اخر قلاع المقاومة يوم ان سلم الجميع ورفع الراية إلا غزة التي بقت شامخة صامدة تلفظ انفاسها ونزيف دم ابنائها يروي تراب الوطن ليزهر حرية وكرامة تمتد الى شرايين العرب عسى ان تعود لكرامتهم الحياة!!

تهدئة تدور الاحاديث عنها مع الاحتلال لسنوات طويلة تواجه رفضاً وصلفاً فلسطينياً من قبل سلطة رام الله التي هي بالأساس تخلت عن غزة جملة وتفصيلا, عراك بين السلطة وذاتها بين عباس وحاشيته على الوريث القادم للسلطة بعد عباس الذي بلغ من العمر عتيا دنما يحقق لفلسطين وشعبها سوى المهالك والاتفاقات الجائرة والتفريط في الثوابت!!

غزة اليوم على صفيح ساخن يكاد ان ينفجر بما فيه ومن عليه ليكون الانفجار الاكبر الذي لن يتوقف عند رقعة محددة ولا لوقت معين, اليوم نحن نتحدث عن انفجار شعبي مقاوم ضاغط لا حدود له ولن يكون في وجه انفسنا بغزة كما يحلم البعض فالانفجار هو ضد الاحتلال بالدرجة الاولى ولن يتوقف عند حد معين ربما يعيد خلط الاوراق بالمنطقة ويفرز واقعاً جديدا يفرض نفسه على الجميع بداية من الاحتلال مرورا بسلطة رام الله وليس انتهاء بالمنطقة المحاذية لغزة لتمتد الى بقة إقليمه واخرى دولية !!

غزة المكان الاصغر والاكثر اكتظاظ بالعالم لن تموت راكعة منحنية بل ستبقى شامخة عزيزة كريمة لتلقن المتخاذلين دروساً بكرامة الانسان وحريته التي لا ثمن لها وإن كانت دمائنا ولحومنا !!

بقلم/ محمد فايز الافرنجي