أشغلنا المجلس الوطني، وأشغلهم الاستيطان

بقلم: فايز أبو شمالة

أيهما أهم: القيادة التاريخية أم الأرض الفلسطينية؟ أيهما أغلى: الرئاسة والوزارة أم الوطن فلسطين؟ أيها أفضل: المناصب والوظائف والامتيازات والألقاب أم الشعب الفلسطيني؟ وهل الوطنية أن نتمسك بالأشخاص والأسماء أم التمسك بالحقوق الفلسطينية، وترسيخ أسس النظام السياسي الفلسطيني بشكل صحيح؟ وهل واجبنا الدفاع عن القيادات والتنظيمات أم واجبنا الدفاع عن الكل الوطني؟
أسئلة أتوجه فيها إلى كل فلسطيني عربي تشتعل في عروقه نيران الغيرة على الوطن، وهو يرى الجميع قد انشغل باجتماع المجلس الوطني، ونسوا ما يقوم فيه اليهود من قتل واستيطان فوق أرض فلسطين.
قد يقول البعض: إن ترتيب البيت الداخلي بمثابة الخطوة الأولى لمواجهة الصلف الصهيوني. وإن لهذا القول وجاهة فيما لو عقد المجلس الوطني جلسته في المكان الذي يسمح فيه لجميع الأعضاء بالحضور، وفيما لو طغى الزمان التوافقي الذي يسمح بصدور القرارات الوطنية المؤثرة على المسيرة السياسية، ولكن جلسة المجلس التي خصصت لحضور بعض الأعضاء دون الكل، لا تهدف إلا استبدال بعض أعضاء اللجنة التنفيذية.
إن من يدقق في مقال الكاتبة الفلسطينية مديحة الأعرج الذي نشرته في 23/8 تحت عنوان: "حكومة الاحتلال تواصل عمليات التهويد في القدس، والتهجير القسرى بالجملة"، ليكتشف حجم مأساة الفلسطينيين الذين أشغلتهم الصغائر، وغفلوا عن الكبائر التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي في أسبوع استيطاني واحد، وهذا بعض ما جاء في المقال:
1- بهدف الفصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها،قامت قوات الإحتلال خلال الأسبوع المنصرم بعمليات تهجير قصري في عدد من المنشات تعود لبدو الجهالين، في 4تجمعات.
2- بدأت شركة "نوفي اسرائيل" ببناء مشروع سكني في "حي رمات" في مستوطنة "جبعات زئيف" يتضمن إقامة 370 وحدة سكنية.
3- أعلنت شركة "يورو" انتهاء إسكان مشروع «بسغات يورو» وبدء تسويق المرحلة الثانية من المشروع.
4- بدأت شركة "يورو اسرائيل" في تنفيذ ثلاثة مشاريع القدس المحتلة.
5- قررت بلدية أورشليم اقامة حديقة مؤقتة على مساحة 1300 دونم على سفح جبل المشارف في القدس العربية بين بلدتي الطور والعيسوية.
6- سلمت "الإدارة المدنية" التابعة للاحتلال إخطارات هدم 20 منزلًا في تجمع "أبو نوار" قرب بلدة العيزرية شرق مدينة القدس المحتلة
7- اعتدت مجموعة من المتطرفين اليهود على سائق حافلة عربي قرب مركز التسوق في قرية المالحة المحتلة
8- استشهد، الشاب رفيق كامل التاج (21 عاما)، من طوباس،برصاص قوات الاحتلال الإسرائيل
9- دهس مستوطن يهودي الطفل محمد مصطفى النجار (10 سنوات) من بلدة يتما، ولاذ بالفرار.
10- هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، منشأة زراعية، في أراضي بيت عور الفوقا غرب مدينة رام الله.
11- قام مستوطنين وعمال بحفر ونبش منطقة أثرية شمال مدينة سلفيت،ونقبوا عن الآثار بداخلها.
12- شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، بتجريف أراض مزروعة بالزيتون غرب مدينة بيت جالا في محافظة بيت لحم.
13- باشرت وزارة الأمن الإسرائيلية مطلع الأسبوع الحالي استكمال بناء مقطع جديد من جدار الفصل العنصري في منطقة بيت جالا.
14- بدأت جرافات إسرائيلية بأعمال قلع أشجار زيتون وتجريف أراض فلسطينية، مملوكة لنحو 100عائلة فلسطينية، غربي بلدة بيت جالا.
15- اعتدى مستوطنون، على الطفلة فرح جواد أبو سنينة بالحجارة في البلدة القديمة بمدينة الخليل.
16- هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ، 18 منشأة سكنية وزراعية وبركسات في منطقة الأغوار.
17- هدمت قوات الاحتلال مساكن ومنشآت زراعية في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية
سيخرج المجلس الوطني من اجتماعه بأسماء اللجنة التنفيذية الجديدة، ولكنها أسماء بلا وطن، في الوقت الذي سيدخل المستوطنون أرضاً فلسطينية جديدة، تعزز سطوتهم على الوطن.
وستنشد قيادتنا الجديدة سيمفونية التحرير: العهد هو العهد، والقسم هو القسم، ولن نتخلى عن الثوابت الوطنية، وإنها لثورة حتى النصر، في الوقت الذي سيمارس فيه الصهاينة عقيدتهم التي تقول: للنهر ضفتان، هذه لنا، وأيضاً تلك.

د. فايز أبو شمالة