الصندوق الاسود وبداية تسديد الفاتورة...!!

بقلم: محمد فايز الإفرنجي

في العاشرة وخمس دقائق من مساءاً الامس صمتت غزة واستجمعت هدوئها الذي طالما فاجئ المراقبين والمحللين وكل اصحاب الساسة في كثير من الامور!

لحظات تفصلنا عن الفيلم الوثائقي " الاتصال مفقود " والذي اعدته قناة الجزيرة الاخبارية, ترقب الجميع وبآذان وعيون متفتحة ما يرشح عن هذا الفيلم الذي سيكون له ما بعده وسيسقي اهل غزة كأساً مزاجها الفرحة التي ونشوة الانتصار والتي من شأنها ان تخفف مرارة ما تتعرض له غزة واهلها من حروب وحصار واختطاف ونكران!!

صمت وقلق, حيرة وشغف مشاعر متأججة تشتعل باهل غزة بل في كل مؤيدي النهج المقاوم في فلسطين خاصة والعالم اجمع عامة.

الصندوق أسود ترشيحاته وتلميحاته التي وكما قال القسام سنتركها للمحللين العسكريين وغيرهم من الخبراء ليعلموا أن أي تحليل قد يرضيهم ويجتهدوا من أجله ستبقى كلمة الفصل فيه لدى كتائب عز الدين القسام وسيبقى - الاتصال مفقوداً - طالما تقاعس الاحتلال عن مواجهة ذاته والاقرار بصحة رواية القسام بكل جوانبها والتي تفضح جريمة حرب بشعة ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد نساء واطفال ومدنيين رفح الذين تقطعت اشلائهم بفعل صواريخ مجنونة تدلل على فقدان الاحتلال وقادته العسكرين توازنهم بعدما وصلتهم التأكيدات عن فقدان ضابطهم برفح, مما نتج عنه قتل العشرات بطريقة بشعة نازية اثناء سويعات الهدنة الانسانية المتفق عليها دولياً مع كتائب القسام من جهة والاحتلال من جهة اخرى!!

الصندوق الاسود يكشف بما لا مجال به من الشك بكذب الرواية الإسرائيلية في تبريرها لقصف رفح بشكل عشوائي مما يتطلب من المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية ومجلس الامن والامم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية والحقوقية والانسانية ذات العلاقة بفتح تحقيق دولي بالجريمة الاسرائيلية والتي ترقى لجريمة حرب وجريمة ضد الانسانية يحاسب عليها القانون الدولي.

هذه احدى الرسائل التي كانت ضمن ملفات - الصندوق الاسود - , كما وتركت الباب مفتوحاً للكثير من التساؤلات وان يحلل أصحاب الشأن ما به من تعقيدات .

الشهيد " وليد توفيق مسعود " هو أحدى الرسائل التي تلقفها الوسط الشعبي لحماس وكتائب القسام ليؤكد ويقطع دابر المشككين في تنفيذ القسام لهذه العملية النوعية والتي اشتبكت فيها مع الاحتلال من مسافة الصفر دونما ان يستطيع العدو التصرف سوى بمزيد من الارباك ومزيداً من التوتر والذي افقدهم قدرتهم على التعامل مع الامر بأخلاقيات جيش وهم المنزوعين من الاخلاق والانسانية لينتقم الجيش الاسرائيلي من المواطنين العزل من النساء والاطفال والتي اظهرت همجية الاحتلال وتعشه للدماء وللتغطية عن فشله العسكري امام كتائب القسام!!

القسام كان حريصاً على أي اتفاق ولم يستغل سويعات التهدئة بل نفذ عمليته النوعية قبل اعلان بدأ سريان التهدئة بحوالي ساعتين وان الاحتلال هو من خرقها.

النفق الذي ظهرت به كتائب القسام مع مراسل الجزيرة تامر المسحال يدلل ان النفق لم يدنس من قبل جيش الاحتلال حسب ادعائه!

لو مضينا قدماً بالتحليل لوجدنا ان معلومات والغاز مفخخة على الاحتلال الاقرار بها وكشفها لجمهوره والعمل على دفع الاثمان كي تظهر لهم عناوين ما يحتويه الصندوق الاسود قبل الوصول لعملية " وفاء الاحرار 2 " لأخلاء سبيل الاسرى في سجون الاحتلال والمزيد من الشروط السياسية والعسكرية, وفك الحصار, والضغط على مصر من قبل بعض الدول الاوربية على الافراج الفوري الغير مشروط للمختطفين الاربعة من قبل الجهات المصرية.

ما عاد الوقت يسمح للمزيد من التسويف والضحك على الشعب الاسرائيلي من قبل قادتهم العسكريين والسياسيين, ما عاد هناك مجالاً للتسويف والعمل على تضليل الرأي العام الدولي بارتكاب اسرائيل وجيشها المحتل لجريمة حرب في رفح انتقاماً على عملية القسام اثناء الحرب ويجب ان تخضع للمحاكمة والمسائلة في محكمة الجنايات الدولية.

اليوم تفتح الابواب على مصراعيها امام - الصندوق الاسود - وما يحتويه من الغاز واسرار, نجحت فيه كتائب القسام اعلامياً كما نجاحها عسكرياً بوضع الاحتلال في وضع الاحراج الدولي وكشف لثامه وخداعة لجبهته الداخلية, وسنجد ان عوائل الجنود الغير معروف مصيرهم خلال الحرب الاخيرة على غزة لن يطول صمتهم بعد عرض الصندوق الاسود ليبدأ حراكاً شعبياً داخل دولة الكيان يطالب فيه الاسرائيليون الكشف عن مصير ابنائهم وعن الكشف عما يحتويه الصندوق الاسود!!

بقلم/ محمد فايز الافرنجي