ليلاً ونهاراً وبشكل متواصل تتعرض فلسطين لاعتداءات صهيونية تحت صمت اوروبى وأمريكى صاحبة شعارات القيم الحضارية, وحقوق الانسان, والحريات, والديمقراطية, وتتعرض ايضا الى اعتداءات عدوانية ,همجية, بربرية ,تدميرية وحشية شاملة, يذهب ضحيتها فلسطينين أبرياءمن أطفال, ونساءً ,وشيوخ, وشباب ,كما تستهدف البنية التحتية, والمنشآت الخدمية التعليمية والصحية, والكهرباء, والطرقات, والاتصالات, والمصانع, والمزارع, واغلاق المنافذ والمعابر, وكل ما هو لازم وضروري لحياة الإنسان الفلسطينى سواء فى غزة, او الضفة الفلسطينية، ولم يكتف المجرمون القتلة بما قاموا به من حروب وغارات جوية إجرامية وإرهابية على غزة, وضرب من البر والبحر, بل فرضوا حصارا ظالما على سكان غزة حيث منعت سلع اساسية, ومواد الاعمار, نتيجة الغارات الجوية للحرب الاخيرة على غزة0
وأوغلوا في ارهابهم وإجرامهم بعزل مناطق ومدن ومحافظات الضفة الفلسطينية,سواء بمصادرة الاراضى ,اواقامة المستوطنات, وتدمير خطوط المواصلات, وتهويد القدس, وتحويل فلسطين أرضاً وإنساناً إلى هدف لاعتداءاتهم الغاشمة، مجسدين حقداً لم تشهده جميع الحروب الظالمة عبر التاريخ 0
لقد واصلت اسرائيل كل هذه السياسة العنصرية والاجرامية سعياً لكسر إرادة الشعب الفلسطينى العظيم, وإذلاله, وتركعيه, وتقسيمه, وتمزيقه, كما تحاول اليوم بعزل الضفة عن القطاع لانهاء المشروع الوطنى وحلم الدولة الفلسطينية, وتحاول تقسيم الضفة إلى كيانات مناطقية وطائفية ، غير مدركة ومستوعبة أن الفلسطينيين قرروا عدم التخلى عن قرارهم السيادي, وامتلاك ناصية أمورهم بأيديهم ,والتحرر من كل أشكال الوصاية والهيمنة والارتهان للصهايتة, وزعيمة الطغيان العالمي اميركا, وأية قوى خارجية إقليمية أو دولية، والمضي قدماً في بناء دولتهم المدنية الديمقراطية ,القوية, العادلة, المستقلة ,والتى ستبنى سياستها الخارجية على تبادل المصالح والمنافع من موقع الندية والاحترام المتبادل, وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وهذا هو طريقنا الوحيد الذي اختاره شعبنا ولن يتراجع عنه قيد أنملة مهما كانت التضحيات التي سيدفعها لمواجهة هذا الارهاب, والعدوان الظالم المتجرد من كل الأخلاقيات, والقيم الإنسانية، وهذا ما جعل شعبنا الفلسطينى العظيم يزداد ثباتاً وعزيمةً وتلاحماً في التصدي لهذا العدوان ,حتى تحقيق المشروع الوطنى وانجاز الاستقلال 0
لقد اثبتت اسرائيل مرارا وتكرارا, إن هذه الاعتداءات الاجرامية والإرهابية تعكس ذلاً وكراهيةً عمياء مدفوعة بنزعة استكبارية جاهلة بنتائج أفعالها الاجرامية والبشعة تجاه شعب رغم ما قاساه من معاناة لعقود من الزمن, إلا أنه ظل كما هو دوماً شعباً صلبا وعزيزاً يتطلع الى المحبة, والامن, والسلام, والاستقرار له ولكل جيرانه, وللعالم أجمع، ولم يكن يوماً معتدياً, أو يكن الشر والحقد لأحد، وإنما مصدر خير لأمته العربية والإسلامية, وللبشرية كلها، ولأنه كذلك فلن تزيده الاعتداءات الصهيونية إلا صلابةً وتماسكا وقدرةً على حل قضاياه ومشاكله بنفسه، وعبر حوار فلسطينى دون أية تأثيرات خارجية, خاصة من دول عربية واسلامية لايهمها الا السيطرة على القرار الفلسطينى, وخدمة العدو الصهيونى, حيث أثبتت بتدخلاتها في الشأن الفلسطينى وزادته صعوبةً، وما كان صمتها عن هذه الحروب الهمجية ضد شعبنا الا دليلا على تدمير شعبنا وقضيته ,ولذلك فهى لم تحرك ساكنا لانها تريد الدمار والخراب لفلسطين وسفك دماء الفلسطينيين, والدفع بهم إلى تعميق الانقسام, ودوامة الصراعات العبثية الداخلية التي تعيش ويلاتها بعض الدول العربية لخدمة الاهداف الامريكية والصهيونية تحت شعارات براقة وكاذبة مثل الحرية, والديمقراطية, ومحاربة الارهاب ، لذلك فان ما يحدث فى فلسطين حدث بأدوات إرهابية داخلية وبدعم عربى, ولكن شعبنا قادر كعادته عاى تجاوز الازمات مهما كانت صعوبتها كما اثبت ذلك كثيرا, وهو اليوم قادر أكثر من أي وقت مضى رغم معاناته على خوض معركته حتى ينتصر بإذن الله ويحقق مشروعه الوطنى0
بقلم الكاتب // عزام الحملاوى