إستقالة أبو مازن ...لا تتزاحموا على الرئاسة ..!

بقلم: منذر ارشيد

أسماء برزت في الاونة الأخيرة بعد أن كان الإسم الأوحد الذي يردده المؤيدون هو دحلان ,وكأنه لم تلد الولادات سواه وكأن تاريخه يؤهله ومواصفاته النادرة لا تدع أحداً أولى منه حتى وصل الأمر بعهر بعضهم أن يصفوه بعرفات الثاني

الحالة الفلسطينية مدهشة وأعتقد أن العالم يتفكه عليها لما يشوبها من فكاهة مأساوية ... ولكن.. مين فاضي يضحك هالأيام ..!؟

أقول هذا وهناك مثل كانت تقوله جدتي رحمها الله ( في القبور وبتسخموا )

لا دولة ...ولا سلطة حقيقية ...والكل تحت السيطرة ...من الخفير حتى الأمير

والتنافس على أشده بين الفصائل والفسائل حتى ..على ماذا ..!؟

المشكلة أن لا أحد يتحدث عن فلسطين كوطن فقط ..( سلطة )

ربما لم ننتهي بعد من دحلان الزعيم الأوحد الذي ما زال يتحرك" لعل وعسى" ..!؟

فيقول البعض إذا ليس دحلان فاليكن مروان ...

يا سلام...هكذا وصل بنا الأمر إما طريد ... أوسجين .!؟

معقول هذا ...هكذا هي فلسطين ...هل يعقل هذا... وهذا الشعب العظيم الذي سجل أعظم صفحان التاريخ ليس بالنضال فقط وإنما بالعلم والثقافة والقيادة

معقول إما الطريد اوالأسير طبعاً مع إحترامي للقائد الأسير مروان البرغوثي فك الله قيده ونتمنى أن نراه حراً طليقاً يتنافس بشرف على أي منصب .

الان أسماء ظهرت وكولسات وأخبار وإشاعات وسيناريوهات لأشخاص وكأنهم سيُفرضوا فرضاً ...واحد بيقولوا أنه مقبول أمريكياً .. وآخر مقبول قطرياً ..وثالث مقبول إسرائيلياً .. ورابع يقال أنه مقبول بريطانياً ....وخامس مصرياً ..وسادس أردنياً

طيب هاتوا واحد مقبول فلسطينياً ..ولا الفلسطيين آخر من يقبلوا ..!

لا أدري ما هو المغنم ونحن نرى التزاحم على القيادة والزعامة وهي على فاشوش

بجد من يرى أنها بالفعل مطمعاً فاليخبرني ولاتقل لي ....المال والثروة ....

لعن الله المال والثروة والسطوة ... ونهايتها الوقوف أمام الحاكم العدل الذي يجردك من كل شيء ويجعلك تقول ( يا ليتني كنت ترابا )

هؤلاء المتهالكون على المنصب الذي يحلمون بشغره وقد عف عنه الرجل

أو أنه مل وزهق وعاف حياته المقيدة بالبروتوكولات والمراسم ويريد أن يعيش يوماً

يشعر به أنه حرٌ طليق ويتمتع كما يتمتع الناس .

أو أنها مجرد أفكار طرحها يريد من خلالها جس النبض أو ترك البعض يحلمون ....

حتى يوقظهم من حلمهم ويقول لهم ....عفوا عن ظهري .!

الله أعلم .....

الوضع العام ومتطلبات المرحلة ....

بعد أن مضى على إستلام الرئيس أبو مازن رئاسة السلطة والذي دام أكثر من عقد من الزمن , وكان خلالها يحاول جاهداً أن يحقق شيء يمكنه أن يخرج بسلام

وقد تحقق في عهده ما لم يتحقق في عهد الراحل أبو عمار

ربما إعتقد سيادته أنه ومن خلال سياسته الهادئة والتي تتسم بالأخذ والعطاء والمرونة خاصة أنه لم يسمح للمقاومة المسلحة وهومطلب دولي موهمين الناس على أنهم من خلال الهدوء سنحصل على الدولة وتحقيق مطالبنا المشروعة

إلا أنه وبعد كل المحاولات وقد أعطى كل ما لديه من إمكانيات أعطت إنطباعاً مؤكداً للعالم أنه رجل السلام الحقيقي والذي لا يمكن أن يأتي قائد آخر يستطيع أن يقدم ما قدمه .... حتى لو كان يغني( مقاومتنا سلمية بالزيتون والملوخية )

ماذا لاقى أبو مازن من إسرائيل وأمريكا وكل من يعنيهم الأمر

لا شيء سوى الرفض والنكوص والوعود الكاذبة

ربما وجد أبو مازن نفسه في حرج شديد أمام شعبه ناهيك عن التنظيمات المتشددة التي كانت تراهن على فشله من خلال عبثية المفاوضات

أصبح الوضع الفلسطيني وضعاً سيئاً وقد إنسدت الأفاق أمام أي حل حتى لو في الحد الأدنى

ناهيك عن الوضع الداخلي الذي أصبح كارثياً والانقسام الذي تبعه العداء المباشر

بين مختلف الأطراف طبعا حماس التي يلوح بالأفق بعض روائح اللعب المنفرد على أنغام ( رسينا على المينا يا ريس ...وهو حل كويس )

أبو مازن ليس بالرجل السهل فهو السياسي المحنك والذي عايش تقلبات السياسة العربية وما شابها من ربيع ثورات وإنقلابات وهلاك للبشر والحجر لا يمكنه أن يبقى محاصراً كرئيس وقد بدأ الهمس والملز هنا وهناك ...تجاوز المدة القانونية ... دكتاتور ... أين النظام الأساسي .. المجلس الوطني ... اللجنة التنفيذية

بدأها بإبعاد أكثر الشخصيات الممجوجة من الجميع ... وهذا لا يكفي طبعاً

والعالم كله منشغلاً بقضاياه , والعرب مشغولون بحروبهم التي فُرضت عليهم وما عادت فلسطين من ضمن إهتماماتهم

فلم يعُد أمامه سوى البحث عن طريقة تخرجه من عنق الزجاجة

صحيح أنه بلغ من العمر عتياً كما يقول البعض ولكن من من الحكام العرب ترك كرسيه إلا بعد الموت..!

ربما يختلف الأمر عندنا , فالوضع ليس دولة ولا إستقلال ولا حرية بل حكاية محكومة بقيود أقل ما يقال عنها "سلطة تحت الإحتلال"

أبو مازن ورغم كل ما يعانيه من مشاكل داخلية خاصة الفراق بين غزة والضفة

وما يسببه من أذىً على المستوى العام والخاص ... فلا هو إستطاع أن يلم الشمل

ولا يحقق شيء في الوضع السياسي والأمور تتأزم يوماً بعد يوم

إلا أنه وحسب وجهة نظري من الصعب أن يترك السلطة أوالمنظمة ولا شيء قد تحقق على زمانه

فمثلاً الراحل أبوعمار ...غادر قسراً ولكنه ترك ما يقال عنه,

أنه عاد وتواجد هو ومقاتليه على أرض الوطن وصمد وصمدوا وناضل وناضلوا ودفع حياته ثمناً

أما أبومازن فماذا سيقال عنه ...( تركنا بنصف البير وقطع الحبل فينا)

أعتقد أن ما يجري ما هو إلا نوع من الدراما العاطفية التي فيها حنكة سياسة

عايشناها أيام الراحل أبو عمار الذي كان يحرد عندما يرى رفاقه متصلبي الرأي في مسألة , حتى أن بعضهم كان يقول له ..روح الله لا يردك

فيفعلها ومن ثم يجدوا أنفسهم أمام وضع لايحسدوا عليه إن ترك فعلاً

صحيح أن منهم من كان يعتد بنفسه ويرى سقفه عالياً جداً

ولكن ليس أن يتحمل المسؤولية المطلقة ...فأبو عمار كان جمل المحامل وشايل عنهم عبئاً ثقيلاً لا يقدرون عليه ( وليش وجع هالراس )

فكان أبو عمار يعود أقوى وأقدر على إتخاذ القرارات

أما أبو مازن ورغم الفارق بينه وبين أبو عمار في الزمان والمكان

إلا أنه يستطيع أن يمارس هذا الأسلوب من أجل الخروج من عنق الزجاجة داخلياً وخارجياً

فداخلياً ....جميع الأقطاب في منظمة التحرير الفلسطينية لن يتجرأ أحداً منهم على تحمل المسؤولية فالحمل أثقل من أن يحمله أي واحد منهم

خارجياً : العالم وأولهم أمريكا ليس عابئاً ولامهتماً بمن يكون رئيساً ولكنهم لا يفضلون أحداً في هذه المرحلة غير أبومازن لأنهم يعرفونه ويعرفهم جيداً "

ولغة الحوار ما انقطعت معهم رغم إنشغالهم بما هو أهم

والقضية الفلسطينية سواءً وُضعت على صفيح دافيء أو في ثلاجة

نفس الشيء فالأمور مسيطر عليها من خلال المال والوضع العام غير مقلق

كما أعتقد حتى العرب لا يحبذون غير أبومازن ...لأنهم غير مستعدين للجديد "

سواءً الشخص أو الحالة الفلسطينية

ولذلك أقول أن المتزاحمين لن ينالهم سوى الخيبة إلا إذا تداركوا الأمر بسرعة

وتوقفوا على اللهاث خلف أصحاب القرار هنا وهناك وبعض دول الخليج الذين هم الان مشغلون بهمومهم ...ويا دوب يسكروا خوازيقهم

فما كان قبل عام من خلال الأوهام ما عاد يسيراً هذا العام وكلها أحلام

هذه رؤيتي للوضع حسب قرائتي المتواضعه ....والله أعلم

بقلم/ منذر ارشيد