السيدة ميركل رئيسة وزراء المانيا العظمى.وجهنا رسالتنا لسيادتكم ولم نوجهها لبقية رؤساء اوروبا العجوز او لرئيس امريكا او لبوتن فهم جزء من المشكلة وليس الحل.
قد نفيدكم علما وانتم بالتاكيد وبالضرورة مطلعين بان الشعب الفلسطيني ليس رعاة بقر او ابل بل هو شعب ينتشر في كل بقاع الارض وعلى وطنه فلسطين مساهما مساهمة فعالة في رقي الانسانية ومساهما اكاديميا وثقافيا في الحضارة الانسانية.
هنا غزة .. سيدتي ميركل ... تلك البقة الصغيرة جدا من الارض على سواحل البحر الابيض المتوسط والتي على الضفة الاخرى منها تقع اوروبا بحضارتها....لفت نظري ومشاعري وعواطفي صرختكم الانسانية في وجه الموت التي يتعرض له ابناء جلدتنا العربية في عمق البحار وعلى سواحل اوروبا... نعم هو ذاك الطفل الساجد لله في لحظات موته.. ليقول للعالم ولمساجده ولكنائسه ان الانسانية تتحطم قواعدها واصولها امام رغبات السياسيين ودول العالم المتحضر التي صنعت الازمة في سوريا.... قد تكون مشاعر الالم وراء صرختكم وعقدة الذنب تجاه الشعب السوري واطفال سوريا التي خلخلت بنيته مدفعية وصواريخ وتطرف كانت اوروبا وما زالت مغذية له.
صرختكم سيدتي لاقت تعاطفا وتأييدا لها عند العرب والمظلومين منهم في اوطانهم... ولكن هل تعتقدون ان استقبال مئات الالاف من اللاجئين بعيدا عن اوطانهم هو الحل ام مساهمة في سيناريو اكبر لتفريغ المنطقة التي لا ينقصها الثروة والعيش الكريم لابنائها..... عقدة الذنب كانت تقتضي ان تكف دول اوروبا عن احداث انسلاخات في المجتمعات العربية وعدم تغذية فكر التطرف وتزيده بالسلاحن وتاحت اي مقاييس لا مبرر لها.
السيدة ميركل.. نحن نحترم المانيا ودورها التريخي في المكون الانساني للعالم.. وهي جزء من اوروبا ... تلك الدولة التي تحترم نفسها وتحترم قواعد الانسانية والحقوق الادمية على الكرة الارضية..... لن نتحدث عن تاريخ الصراع مع تواجد اليهود على ارضنا الفلسطينية... وقرار 194 الذي بموجبه اعترف العالم بشق واحد لقرار من شقين وهو الاعتراف باسرائيل.... بل سنتحدث عن حلم مقلص ومختزل للفلسطينيين وهي دولة في الضفة وغزة كاملة الحقوق والواجبات في القانون الدولي والمنظومة الدولية.. هل عجزت اوروبا عن تنفيذ قرارات الامم المتحدة ومجالسها ..... وهل عجزت اوروبا عن حماية المدنيين في وقت الصراعات والحروب اي نصوص مواد اتفاقيات جنيف... كثير من الكلام يقال وسيقال.. ولكن سيدتي سكان غزة من الشعب الفلسطيني كما قلت تلك البقعة الصغيرة جدا من الارض والتي يعيش عليها 2 مليون فلسطيني وكما قلت سابقا هم ليسوا رعاة بقر او رعاة ابل بل بيدهم السلوك الحضاري والعلمي الذي يمكن ان يساهم بجدارة في رقي وبناء الحضارة الانسانية.... هم الان محاصرون بامتار قليلة من الارض وببضع امتار مكعبة من الهواء والماء..... هل سمعتم سيدتي ان هناك اطفالا يموتون يوميا مرضا وقهرا وجوعا.... هل سمعتي سيدتي عن البطالة والفقر... هل سمعتي عن وفيات من كافة مستويات الشعب العمرية يموتون لعدم توفر المناخات الصحية.. بالتاكيد ان تلك المعلومات ليس غائبة عنكم .... ولكنني اذكركم واضع حقيقة بين يديكم.
بالامس القريب غرق من شباب فلسطين وعائلاتهم من غزة على سواحل اوروبا اكثر من 500 نفس بشرية معظمهم شباب واطفال.. كانوا يمكن ان يكونوا املا ونشاطا وتفاعلا في البناء .... ولكن سيدتي لم نسمع صرختكم في ذاك الوقت ولم نسمع ان دول اوروبا فتحت ذراعيها لاستقبال الهاربين من الرعب والخوف والفقر والبطالة.... ازدواجية مسيسة للمعايير..... هل هو سيناريو تمهيدي لتفريغ دول الجوار لاسرائيل وتشتيت سكانها وضرب السلم الاجتماعي.... هل هي بانوراما مصغرة لبانوراما اكبر من تفريغ للمخيمات الفلسطينية التي تنطبق عليها قرارات العودة لارضهم بموجب القانون الدولي....... هل تنتظرون سيدتي هجرة لسكان قطاع غزة بعد حصار مميت..... اليست اوروبا والمانيا قادرة على حل مشكلة كهرباء يتعلق مفهومها بالمضمون الانساني ليس ابعد من ذلك.....ام اوروبا فقدت خبرائها وقدراتها عندما يتعلق الامر باسرائيل.
سيدتي ميركل:
اننا نقدر صرختكم من اجل الامن والامان للاجئي سوريا فالواجب عدم التوطين بل اعادتهم الى بلادهم في امن وامان وسلام وكف الايدي عن دعم الارهاب وتغذيته ومساندة الدولة السورية...... كما اننا ننظر لتعاطفكم مع قضية اللاجئين ان تعمل المانيا على استقرار المنطقة لعدم تدفق اللاجئين الى اوروبا...كما اننا نتطلع لالمانيا ان تسمع صرخات الشعب الفلسطيني وبالتحديد في غزة التي يعيش سكانها في خوف ورعب وفقر.... نريد ان تسمع المانيا واوروبا ان ممثلي الشعب الفلسطيني ليسوا بشرعيين وليسوا مهتمين بمشاكل شعبهم بقدر الاهتمام بمزاياهم الشخصية ونحن ندرك انكم تعلمون ذلك... والشعب الفلسطيني واقع بين حدي السيف سيف الفساد وسيف الاحتلال.....واخيرا سيدتي هل عجزت المانيا واوروبا ووكالة الغوث المسؤلة فعليا عن اللاجئين بعد النكبة بموجب القانون الدولي عن حل مأساة 2 مليون فلسطيني لا يعيشون حياة ادمية في غزة واولها مشكلة الكهرباء ومؤثراتها على الحالة الانسانية...؟؟!!! الاجابة لديكم سيدتي ولرؤساء اوروبا ووكالة الغوث.
سميح خلف