صمود سوريا يقود الى تغير في قواعد اللعبه الدوليه والتغير في موازين القوى

بقلم: علي ابوحبله

كل المؤشرات والدلائل تشير أن التحالف الذي تقوده أمريكا في المنطقة لم يعد بمقدوره التحكم والسيطرة في مجريات الأحداث في سوريا ، وان صمود سوريا في وجه المؤامرة التي استهدفت سوريا وتقسيمها وإفشالها قد غيرت في موازين القوى وغيرت من قواعد أللعبه ، ولم يعد بمقدور المجموعات المسلحه والارهاب ضد سوريا من فتح المجال امام الولايات المتحده الامريكيه وحلفائها من التدخل العسكري في سوريا ، وان حجج امريكا وحلفائها الواهية في محاربة داعش والنصره جميعها قد سقطت امام بسالة وقوة وتماسك الجيش العربي السوري باسقاط وافشال مخطط التامر الذي يستهدف سوريا ، مخطط انشاء المناطق العازله شمال وجنوب سوريا دفع الولايات المتحده الامريكيه للتروي قبل الدخول الى المستنقع السوري وان محاولات امريكا لدفع دول عربيه للتدخل العسكري المباشر في سوريا قد فشل لتخوف تلك الانظمة عن ردات الفعل حيث تعيش تركيا حالة من انعدام الوزن بفعل ما تشهده تركيا من صراع مسلح عاد ليتصدر الواجهة مع حزب العمال الكردستاني ، تفجيرات السويداء فشلت في تحقيق اهدافها واثارة الفتنه في جبل العرب حيث القت قوات الامن السوريه القبض على ابوطرابه المسؤول عن مهاجمة عدة مقار امنيه في محافظة السويداء واستهدفت مشايخ من جبل العرب من بينهم الشيخ البلعوس وعدد من مرافقيه ، هذا النجاح السوري بالاستحواذ على كل المؤامرات التي استهدفت زعزعة امن سوريا واثارة النعرات الطائفيه في سوريا ، صمود سوريا غيرت من الموقف الروسي من داعم للحليف الاستراتيجي الى مشارك حقيقي في دعم سوريا وقد اعلن صراحة الرئيس الروسي بوتن عن دعمه للنظام في سوريا وان روسيا لن تسمح بسقوط سوريا ، دخلت روسيا على خط الازمه السوريه في دعمها للجيش العربي السوري حيث ان روسيا قرر امداد سوريا باحدث انواع الاسلحه لمواجهة الارهاب الممارس ضد الدوله السوريه ، ، مُحلل الشؤون العربيّة في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيليّ، إيهود يعاري قال ، إنّ قوة طليعية من القطار الجوي إلى سوريّة وصلت وتمركزت في مطار يخضع لسيطرة الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد.تابع يعاري قائلاً إنّ أغلب الظن يدور الحديث عن مطار في منطقة دمشق سيُستخدم قاعدة جوية روسية بكل معنى الكلمة. ولهذا الغرض سيصل إلى سوريّة في الأسابيع القريبة القادمة آلاف من رجال الجيش الروسي: مستشارين، مرشدين، رجال الجهاز اللوجيستي والفني، مقاتلين من جهاز مضادات الطائرات وطيارين سيستخدمون الطائرات التي ستصل من روسيا. هذا التطور في الاحداث التي تشهدها المنطقه هو ثمرة التنسيق القائم حاليا بين روسيا وايران ضمن عملية صراع القوى والتغير في موازين القوى الدوليه والاقليميه صحيفة (هآرتس) لفتت إلى أنّ تل أبيب لم تُغيّر موقفها بشأن الساحة السورية، وهي لا تزال معنية باستمرار القتال مع بقاء النظام ضعيفًا، لا يسيطر إلّا على نصف المساحة الجغرافية لسوريّة، بما بات يعرف بـ”سوريّة الصغرى”، لكن التطورات الأخيرة تبعث على القلق، ولا تمثّل عامل تشجيع للجيش الإسرائيلي.التقدير في الاستخبارات الإسرائيلية، كما نقلت الصحيفة، يُشير إلى أنّ تراجع الجيش السوري ميدانيًا في الأشهر الأخيرة، لا يُغيّر من موقف إيران وروسيا، وهما مصممتان على مساعدة الرئيس الأسد، وقررتا تزويده بوسائل قتالية إضافية ووضع المعلومات الاستخبارية في تصرفه، كجزء من المساعدة لمواجهة “منظمات الثوار” العاملة على إسقاط حكمه. ونوهت الصحيفة بان كلاً من إيران وروسيا، كانت في الماضي تعمل بصورة منفردة دون تنسيق في الغالب، إلا أنّ الأمر بات مختلفًا الآن.وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة، إنّ موسكو وطهران فتحتا قنوات تنسيق جديدة، وخاصة بعد توقيع الاتفاق النووي في فيينا في حزيران (يونيو) الماضي، بل إنّ قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، زار موسكو، ويمكن التقدير أنّ ذلك جزء من مساعي التنسيق الجديدة بين الدولتين بشأن سوريّة. دخول روسيا إلى الساحة السورية، من شأنه يغير قواعد الاشتباك وأن الروس يعتزمون تزويد السوريين بطائرات قتالية من طراز ميج 29 وطائرات تدريب من طراز ياك 130، يمكن استخدامها للقصف أيضًا، ليس واضحًا أي طائرات ومروحيات قتالية ستصل من روسيا، ولكن لا شك أن طيارين روس في سماء سوريّة، يعملون في مهام قتالية، سيؤثرون على قواعد اللعب في سماء الشرق الأوسط. صحيفة “النيويورك تايمز″ الامريكية اكدت في عدد السبت ان روسيا ارسلت فريقا عسكريا، ودعما من الاسلحة والمعدات للسلطات السورية، بينما قالت صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية ان التلفزيون الرسمي السوري بث تقارير اخبارية مصورة يظهر فيها جنود وعربات مدرعة روسية تقاتل الى جانب نظيرتها السورية في اللاذقية، وجرى سماع اصوات هؤلاء الجنود يتحدثون باللغة الروسية، بينما نشرت “جبهة النصرة” على حساب تابع على “التويتر” شريط فيديو يتضمن لقطات لطائرات روسية واخرى بدون طيار تحلق في سماء مدينة ادلب. الموقف الروسي هو رساله واضحه لامريكا وحلفائها بان روسيا ستدعم سوريا وستقدم كل المساعدات العسكرية والاقتصادية لتمكين سوريا من الصمود واحباط المخطط لقوى التحالف الذي تقوده امريكا ، وان الدعم الروسي هو رد على الموقف السعودي الداعي لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة سواء بالسياسة أو القوه العسكرية ، وقد يأتي التحرك الروسي في سياق الرد على الهجوم البري على اليمن ، هذه المتغيرات المتسارعة في المشهد السوري ستصيب الكثيرين بحالة من الارباك ، واولهم التحالف السعودي التركي القطري الذي يراهن على سقوط النظام السوري ورحيل الرئيس السوري بشار الاسد ، دخول روسيا على خط الازمه والصراع على سوريا سيخلط الاوراق وان الاسابيع والاشهر المقبله حبلى بالمفاجات والتغيرات على المشهد السوري والمنطقه برمتها.

بقلم/ علي ابوحبله