كثيرون هم الذين يتحدثون عن الأضاحي هذي الأيام فمنهم من يشكو ارتفاع أسعارها ،ومنهم من يبحث عن وزن مناسب تبعا لإمكانيته ،ومنهم من يتخوف من المشاركة في الأضحية خوفا من انقاطاعات الكهرباء المتكررة ،والتي غالبا ما تؤدي لفساد اللحوم ..ومنهم من يطلب وزن ثقيل حتى يجرب كافة أنواع الشواء ..وقد نسوا جميعا القصد من الأضحية والتي منها التقرب إلى الله تعالى بامتثال أوامره، ومنها إراقة الدم، ..رغم أن كثيرا من الناس يعتبر مشاركته بالأضحية عادة.. لا يمكن أن يقطعها أبدا رغم ظروف معيشته الصعبة أو تضخم ديونه ..يعني أنها بالنسبة عنده ليست نسك أو عبادة وهناك امرٌ أخطر من ذلك هو.. هل هناك أحدٌ من أولئك القوم من يهتم عند الذبح والتي هي لحظة الأجر من الله تعالى ..هل سمى الجزار أو الذابحين الذين يعملون في المجزرة على الأضحية أم لا ..؟!! طبعا لا أحد يعنيه ذلك بكل أسف إلا من رحم ربي ،ولو علموا أولئك المساكين الحكم الشرعي للذبائح التي لم يذكر اسم الله عليها لارتعدت فرائصهم ،ومن هذه الأحكام والتي أنقلها بالنص هي بالنسبة لحكم الذبيحة التي لم يذكر اسم الله عليها: فإذا كانت قد أهل بها لغير الله فإنه لا يجوز الأكل منها. قال تعالى(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ) [المائدة:3].
وإذا لم تكن كذلك فهي قسمان :
القسم الأول : أن تترك التسمية سهواً، فجمهور العلماء على أنه لا بأس بالأكل منها، لقوله تعالى(رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) [البقرة:286]، وقوله صلى الله عليه وسلم "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان ..." رواه أبو داود وغيره.
القسم الثاني : أن تترك التسمية عمداً، وجمهور العلماء على عدم جواز الأكل منها، لقوله تعالى(وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ) [الأنعام :121]، وذهب الشافعية إلى جواز الأكل منه لأن التسمية عندهم مستحبة والراجح مذهب الجمهور.
والله أعلم.
بقلم /حامد أبوعمرة