انجاز وطني فلسطيني جاء بعد سلسلة طويلة من النضال والتضحيات والدماء التي سالت من أجل رفعه على الأرض الفلسطينية، وأن رفعه وتثبيته على الأرض الفلسطينية هو ما فرضه على المنابر الدولية، وقيمة الانجاز تقاس بالفرق بين ما قبل وما بعد.
قبل الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وما تلاه من رفع لعلم فلسطين فوق مبنى الأمم المتحدة كنا مجرد سكان عرب غير مُعرفين الجنسية أو الانتماء الوطني سوا اننا عرب، فجميع القرارات الدولية كانت تشير الى أراضينا بالأراضي العربية وليست الفلسطينية، ويسعدنا ان نكون عرب بدون جنسية قُطرية لو كنا نعيش في عصر الامبراطوريات والأمم، ولكننا اليوم نعيش في عصر الدولة القُطرية حيث لا نستطيع دخول أي قُطر عربي بدون فيزا، فلابد هنا أن يكون لنا جنسية أسوة بباقي دول العالم .
أما الآن وبعد الاعتراف الدولي بدولتنا فلسطين أصبحنا كيان سياسي فلسطيني رسمي (دولة تحت الاحتلال) لنا أرض معلومة حدودها حسب الشرعية الدولية، رغم ظلمها التاريخي لنا ولفرضها لتلك الحدود، فمهما فرض الاحتلال من وقائع على أرضنا كالاستيطان وغيره سيبقى غير مشروع وجريمة من جرائم الحرب بشكل واضح لا لبس فيه، أما أراضينا وأملاكنا في الـ 48 فلن تضيع ولن يضيعها تحديد حدودنا السياسية في الـ 67 فاعتراف الأمم المتحدة بدولة اسرائيل مشروط بعودة اللاجئين الى ديارهم واسترداد أملاكهم، والقرارات الدولية 242 و338 تؤكد على الحل العادل لقضية اللاجئين ولا يمكن لأي عدل في الدنيا ان يسلب اللاجئين حقهم بالعودة ويسلب أملاكهم، وحتى اتفاقية أوسلو أقرت بانه لا سلام نهائي بدون حل عادل لقضية اللاجئين، لذلك ان رفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة حفظ حقنا بالحرية والاستقلال على أراضينا في الـ67 ولم ينتقص من حقوقنا لملكيتنا أراضينا في الـ 48 ذلك يعني أن فلسطين التاريخية كلها لنا فاعترافنا بدولة اسرائيل هو اعتراف بان اسرائيل دولة ديمقراطية لكل سكانها ولكل من يحق لهم سكنها والعودة لها وهم اللاجئين الفلسطينيين، والذين سيحكمون انفسهم بأنفسهم من خلال ديمقراطية اسرائيل، وسنكون الاغلبية في اسرائيل ونحن الفلسطينيين سنحكم كل أرض فلسطين التاريخية، ولن نعترف بيهودية اسرائيل أبدا.
بقلم/ رائد موسى