الارهاب ... والفوضى الخلاقة

بقلم: وفيق زنداح

قبل سنوات كان تصريح كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة حول مشروع الفوضى الخلاقة لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ.... وما اشيع حول حرص امريكا على تنفيذ شعارات التغيير والاصلاح.... وتعزيز الديمقراطية ...واحداث التنمية... والنهوض بحالة المنطقة ...واخراجها من واقع الفقر والبؤس والمعضلات القائمة والمتفشية في واقع المجتمعات العربية.... واحداث نقلة نوعية لتطوير الواقع واحداث الرخاء وحل معضلات التنمية .... من خلال اصلاح الانظمة السياسية وما سيصاحبها من منظومات اقتصادية واجتماعية ستجعل من المنطقة واحة للديمقراطية واحد اركان العالم الحر الذي تقوده الولايات المتحدة ... خدعة كبرى ... واقول انها خدعة القرن ....التي قادتها الولايات المتحدة وقام على تنفيذها من جهلوا حقيقة المؤامرة ....ومن كانوا من ادواتها المعتمدة والمرتبطين بامريكا وسياساتها من الطامعين والمنحرفين... واقل ما يقال من المخدوعين ببريق الشعارات والحملات الاعلامية التي قادتها بعض قنوات الخدعة الكبرى ذات الصلة والعلاقة بخدعة القرن .
منذ ما يسمى بالربيع العربي انقلبت الموازين بحكم جملة الاكاذيب والافتراءات ...ومدي التضليل والخداع المصاحب للاحداث.... مما ابرز واكد خطورة الانسياق وراء مثل هذه الشعارات المخادعة ...ومن كانوا من مطلقيها من نخب متناحرة ذات ارتباطات متعددة بحكم ثقافات متناقضة وحالة الجهل المستحكم بما يحيط بمجمل التحديات والاطماع الاقليمية والدولية .
سقط في الشرك من كان صغيرا املا بدور اكبر ... ومن اعتقد واهما انه كبيرا ليجد نفسه غير قادر.... ليصبح اداة من ادوات تنفيذ هذا المخطط وما يمكن ان يحصدوه من ويلات وتشتت.... وما يحدث على ارضهم من قتل وتهجير ... لتجد تركيا من نفسها دافعة للجزء اليسير من فاتورة ما يحدث بالمنطقة .
سنوات ولا زالت المؤامرة تحاك بخيوطها وتشعباتها من اجل اسقاط مفهوم الدولة الوطنية والقومية.... ولجعل شعوب المنطقة عبارة عن جماعات متناثرة متناحرة ذات ابعاد طائفية ودينية ومذهبية غير منسجمة.... ليسهل حكمهم والتلاعب بهم وافساد منظومة علاقاتهم.... وتسهيل امور نهب خيراتهم ... مؤامرة خسيسة دنيئة ....ليس لها علاقة بالحريات والديمقراطيات.... بل ان الشاهد والثابت ....انها سلب لحق الحياة وفرض منطق الموت او الجوع والهجرة القصرية ... منطق ارهابي فرضته مؤامرة الفوضى الخلاقة.... وما صاحب تنفيذها من جماعات ارهابية تكفيرية جعلت من العراق موضع قدم.... ومن سوريا وليبيا ساحة للمزيد من الفوضى واعمال الارهاب ونشر الفزع والخوف وقتل الابرياء وتخريب البلاد وتشريد العباد ... قتله مأجورين لا علاقة لهم بالاوطان وحتما انهم ليسوا ذات علاقة بديننا الحنيف ومبادئه واهدافه السامية .
وفي مصر العربية الشقيقة حاول القتلة المأجورين تنفيذ مخططهم لضرب الامن والاستقرار في هذا البلد الطيب ....الا ان الله سبحانه وتعالى قد سخر للامة المصرية جيشا مؤمنا وقويا ومؤسسات قادرة على مواجهة الارهاب بكل صوره واشكاله ...وليس ادل على هذه المواجهة ما يجري الان من عملية عسكرية ضد الجماعات التكفيرية في شمال سيناء والتي حملت مسمى حق الشهيد حيث قتل واسر المئات ولا زالت العملية العسكرية تجري علي قدم وساق من اجر تطهير كافة المناطق من بؤر الارهاب والجماعات التكفيرية .
مؤامرة الفوضى الخلاقة التي قادتها الولايات المتحدة والتي بدأت تشعر بهزيمتها وعدم مقدرتها على تنفيذ مخطتها بصورة كاملة.... بدأت بالتراجع امام المواقف الروسي المساند لحرية الشعوب واستقلالها... وهذا ما نلمسه على الساحة السورية والدعم الروسي امام التراجع الامريكي.... والذي يؤكد ان الارهابيين دعاة القتل والموت ....ومن هجروا الملايين من السوريين سيكون الموت حليفهم ... اما الاقزام ممن توهموا وحاولوا خداع الاخرين.... سيجدوا انفسهم خارج السياق والتاريخ ... وسيكتب عنهم ما يستحقون ... هذا اذا ما كانوا يستحقون الكتابة عنهم .

الكاتب : وفيق زنداح