زيارة نتنياهو إلى موسكو لم تغير من إستراتجية روسيا في سوريا والشرق الأوسط

بقلم: علي ابوحبله

تهديدات حكومة نتنياهو التي سبقت زيارته الى موسكو حيث تتخوف حكومة نتنياهو من التدخل الروسي المباشر في سوريا ومن تزويد ايران بمنظومة صواريخ اس 300 وعقد صفقات اسلحه متطوره تعهدت روسيا تزويدها الى ايران مما دفع اسرائيل بحسب ما نقلت صحيفة روسيسكايا جازيتا الى ان اسرائيل لا تسبعد امكانية استئناف تصديرها السلاح الى اوكرانيا وجورجيا بعد رفع حظر تزويد ايران بصواريخ اس 300 وبعد ان افاقت اسرائيل على وقع صفقات السلاح التي تم تزويد سوريا فيها وكذلك التلويح بتدخل روسي في سوريا مباشرة اذا ما طلبت دمشق ذلك ، الصحيفه الروسيه اشارت الى ان المصدر الاسرائيلي المح الى امكانيات تصدير طائرات اسرائيليه بدون طيار الى اوكرانيا وجورجيا بعد ان احجمت عن ذلك حرصا منها على العلاقات مع روسيا ، وسبق لرئيس حكومة الاحتلال الصهيوني ان ابدت عن قلقها من تزويد ايران بالصواريخ وذلك عبر مكالمه هاتفيه مع الرئيس الروسي بوتن الذي اكد على ان هذه الصواريخ دفاعيه ولا تشكل خطرا على امن اسرائيل وغيرها من بلدان الشرق الاوسط . زيارة نتنياهو التي جاءت على عجل الى موسكو واجتماعه مع الرئيس بوتن جاءت على وقع المفاجأه التي احدثتها التوجهات الروسيه في الساحة السوريه ، والتي كانت موضع تحليل من المراقبين العسكريين والسياسيين الاسرائيليين واجمعت ان التدخل الروسي في سوريا يحدث اخلالا بالتوازن العسكري لا بل يشكل كسر لهذا التوازن واخلالا بميزان القوى ، فقد نقل المحلل للشؤون العسكريه الاسرائيليه في صحيفة هارتس عن مختصين اسرائليين في سلاح الجو الروسي قولهم ان الهدف الرئيسي من طائرات سوخوي الروسيه التي وصلت الاراضي السوريه هو ضمان التفوق الجوي وليس القيام بمهام قتاليه بما في ذلك القصف واضاف المسؤولون قائلين ان الادعاء الروسي بان سبب تدخلهم العسكري المباشر في سوريه هو محاربة تنظيم الدوله الاسلاميه وهو براي المحللين العسكريين الإسرائيليين كان بمثابة الطعم الذي القته موسكو لشرعنة تدخلها المباشر في سوريا ، وان روسيا تسعى الى تاسيس حضور عسكري رادع في سوريه وهي تتصرف كما فعلت في اوكرانيا ، زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الى موسكو ولقاء الرئيس بوتن هي زيارة مستعجله على وقع حقيقة ان اسرائيل لا تستطيع ان تتجاهل وجود قوات روسيه عسكريه في الساحة السوريه ، وقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، إن زيارته لموسكو اليوم الإثنين، تهدف إلى منع حدوث مواجهات بين القوات الروسية والإسرائيلية في الشرق الأوسط، بحسب وكالة «رويترز».
وأضاف خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، أنه وصل إلى موسكو بسبب تفاقم الوضع في الشرق الأوسط أكثر فأكثر، معربا عن قلقه بشأن «استخدام الصواريخ ضد سكان إسرائيل وفتح جبهة سورية.وأضاف: «إيران وسوريا تقومان بتزويد تنظيم حزب الله الإسلامي الإرهابي المتشدد بالأسلحة الحديثة التي توجه ضد بلادنا بحسب وصفه ، والآلاف من الصواريخ استخدمت ضد سكان إسرائيل في السنوات الأخيرة.وتابع: «الحوار بين إسرائيل وروسيا كان يقوم دائما على الاحترام المتبادل، مؤكدا ثقته في استمرار هذا الحوار.من جانبه قال «بوتين»، إن تحركات روسيا في الشرق الأوسط ستتسم دائما بـ«المسؤولية.وأضاف «بوتين»: «سياسة روسيا في منطقة الشرق الأوسط ستكون دائما مسؤولة.. فالعديد من المنحدرين من الاتحاد السوفيتي السابق يقيمون في دولة إسرائيل، وذلك يضفي طابعا خاصا للعلاقات بين دولتينا. تطينات بوتين لنتنياهو قد لا ترضي نتنياهو الذي لم يستطيع تغيير استراتجية موسكو في الشرق الاوسط ولن ينثني تدخلها المباشر في الصراع على سوريا ، نتنياهو الذي فشل في اقناع الكونغكرس الامريكي للتصويت ضد الاتفاق النووي مع ايران يجني ثمار تدخله في الشؤون الداخليه الامريكي اذ ان ادارة اوباما تقف موقف سلبي من نتنياهو وهذا ما جعله موضع انتقاد من شركائه فقد شن رئيس حزب هناك مستقبل الاسرائيلي مائير لابيد ورئيس حزب اسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان هجوما لاذعا على رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو واتهم لا بيد رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو بالاضرار بالعلاقات بين الولايات المتحده واسرائيل ما ادى الى وجود شلل سياسي لدى الاخيره .وقال "لابيد" في تصريحات نشرتها صحيفة "هآرتس" العبرية، إن ضرر العلاقات بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، جعل "إسرائيل" في وضع غير موات ولا تحسد عليه في الساحة الدولية.
ودعا نتنياهو لقبول المبادرة العربية للسلام وتبنيها، مطالبا بالسعي للتوصل لاتفاق إقليمي من شأنها أن تفضي لتطبيع العلاقات مع الدول العربية بشكل كامل، بالإضافة لمنح الفلسطينيين دولة منزوعة السلاح، تمهيدا لتسوية إقليمية شاملة.من جهته اعتبر "ليبرمان" أنه من الضروري إيجاد بدائل لرئيس الوزراء "نتنياهو"، خاصة بعد الأحداث التي جرت في القدس وانتفاض الفلسطينيين على تدنيس جيش الاحتلال للمسجد الأقصى وقال "ليبرمان": "يجب تغيير النظام السياسي وقادته المتمثلة في نتنياهو، فأحداث القدس وسوء التعامل معها والسلطة بدلا من أن نغلق عليها ضخ الأموال نقوم بدعمها وإرسال المال لها".وأضاف ليبرمان: "نتمنى أن نصل للحكم يوميا لنقود حكومة بالاتجاه الصحيح، وليست كالحاليةوفي الأسبوع الماضي، هاجم ليبرمان نتنياهو ودعاه الى الاستقالة. وقال " ليلة رأس السنة قتل اليهود في القدس، كما كان من قبل العطلة، حيث هناك أعمال شغب ورشق الحجارة على جبل المكبر".وتابع ليبرمان: "من المناسب أن يعتذر رئيس الوزراء لمواطني إسرائيل بشكل عام، وبشكل خاص على وعوده الكاذبة لهم". الانتقادات الموجهة الى نتنياهو تضعف موقف نتنياهو بسبب الوضع الداخلي وما اصبحت تؤول اليه الاوضاع في ظل الاستراتجيه الروسيه في المنطقه وان اسرائيل تدرك مخاطر تغير الوضع في المنطقه وتغير موازين القوى وان نتنياهو بزيارته الى روسيا وتهديده بتزويد اوكرانيا وجورجيا بالسلاح قد تدفع موسكو الى تزويد حزب الله في السلاح ايضا ضمن عملية اخلال القوى في التوازن وان تطمينات بوتن لنتنياهو هي من قبيل التطينات ليس الا لان قيصر روسيا يدرك التدخل الاسرائيلي في الازمه الاوكرانيه ،. ووفقًا لمستشار الأمن القومي لنتنياهو، يوسي كوهين، فإنّ السبب الذي دفع نتنياهو للسفر إلى موسكو على عجلة من أمره هو الخشية من أنْ تُنتج روسيا في المنطقة واقعًا جديدًا لم يكن قائمًا في المنطقة منذ عشرات السنوات. ووصف كوهين قرار نتنياهو باصطحاب رئيس أركان الجيش ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالخطوة غير المألوفة.ولفتت مصادر سياسية اسرائيليه إلى أنّ هدف اصطحاب قادة عسكريين بزيارة نتنياهو الى موسكو أنْ يستمع الروس إلى مخاوف إسرائيل من الجهة الامنيه الأكثر ارتباطًا بالموضوع، لافتةً إلى أنّ إسرائيل تشعر بالقلق من أنّه في حال حصول احتكاك بين الجانبين الإسرائيلي والروسي سيؤدي ذلك إلى نشوب أزمة تحرص إسرائيل على تجنبها. وذكر موقع (WALLA) العبريّ أنّ نتنياهو سيطرح أمام بوتين الخطوط الحمراء الإسرائيلية إزاء الساحة السورية بما يشمل شنّ عمليات ضد إسرائيل انطلاقًا من سوريّة، ونقل أسلحة كاسرة للتوازن إلى حزب الله أوْ انزلاقها إلى منظمات إرهابية. وفي السياق عينه، ذكر المعلق العسكري في صحيفة “معاريف”، ورئيس تحرير موقع (ISRAEL DEFENCE) عمير ربابورت، بأنّ ضعف إدارة الرئيس الأمريكيّ باراك اوباما يضع إسرائيل حاليًا أمام وضع إشكالي وتحديدًا في ظل أنّ التطورات في الشرق الأوسط ليست لمصلحة تل أبيب، على حدّ تعبيره، ورأى في مشاركة رئيس الأركان ورئيس الاستخبارات في الوفد إلى موسكو، تعبير عن اتجاه دراماتيكي في الشرق الأوسط، بفعل تراجع مشاركة الولايات المتحدة وتصاعد مكانة روسيا الإقليمية، بحسب تعبيره.وحذّر ربابورت من أنّ المصالح الروسية تتداخل في هذه الحالة، مع المصالح الإيرانية، لجهة المحافظة على نظام الرئيس الأسد، كجسر بين إيران وحزب الله في لبنان، ومقاتلة تنظيم “داعش”. وأضاف أنّ لإيران وروسيا مصالح مشتركة نوعية، مثل ارتفاع أسعار النفط، عبر ممارسة الضغوط على المملكة العربية السعودية التي تغرق سوق الطاقة، حسبما ذكر.من ناحيته رأى المُحلل عاموس هارئيل في صحيفة (هآرتس) أن زيارة نتنياهو إلى موسكو هي تعبير عن عدم قدرة أوْ إرادة الولايات المُتحدّة الأمريكيّة بالدفاع عن المصالح الأمنيّة لإسرائيل، لافتًا إلى أنّه إذا كان نتنياهو يؤمن بأنّ الرئيس الأمريكيّ أوباما لم يقُم بالدفاع عن إسرائيل كما يجب خلال وبعد التوقيع على الاتفاق النوويّ مع إيران، فإنّه لا يؤمن أيضًا بنوايا أوباما بالمحافظة على مصالح الدولة العبريّة في الجبهة السوريّة، على حدّ تعبيره.وخلُص المُحلل الإسرائيليّ، المُقرّب من دوائر صنع القرار الأمنيّ والعسكريّ في تل أبيب، خلُص إلى القول إنّه في الفترة الأخيرة عملت موسكو بدون كللٍ أوْ مللٍ على تقريب دمشق والقاهرة، وأنّها تأمل في أنّ سياساتها الجديدة في المنطقة ستُترجم لاحقًا إلى إبرام صفقات أسلحة . بكل المقاييس ووفق التحليلات فان نتنياهو لن يجني سوى الفشل وان سياسته على الصعيد الاقليمي والدولي فعلا منيت بفشل ذريع وان اصراره على التمسك بسياسته ورفضه للحلول السياسيه ومحاولاته للدفع بحمى الصراع على سوريا سينعكس على اسرائيل لان في المحصله زيارته الى موسكوا لم تحقق نتائج تذكر سوى تطيمنات من قيصر روسيا بعدم الاخلال بالتوازن في المنطقه دون تعهدات وان روسيا التي سعت لتثبيت اقدامها في الشرق الاوسط لن تنصاع الى نتنياهو وان روسيا بحسب المحللين لن تغير من موقفها واستراتجيتها لملئ الفراغ في الشرق الاوسط وان على نتنياهو معاودة حساباته وان الوقت لن يكون في صالح اسرائيل وسياستها وان اسرائيل فعلا تواجه حصار دولي بفعل سياستها المتعنته ورفضها القبول بحل الدولتين والتوقف عن الاستيطان وان هناك تغير فعلي في التحالفات الاقليميه والدوليه وهو مخل بتوازن القوى في طريقه الى التغيير والذي ستدفع فاتورته الدول التي شاركت وتحالفت مع امريكا لاحداث فوضى خلاقه في المنطقه ضمن المشروع الامريكي الصهيوني الذي هدف لتحقيق امن اسرائيل وتصفية القضيه الفلسطينيه الامر الذي لم يتحقق بفعل فشل المؤامرة التي استهدفت سوريا واليمن والعراق ولبنان وان عودة روسيا لتلعب دور قطبي مكافئ لامريكا يعيد التوازن الدولي والاقليمي ولن يكون في صالح اسرائيل ولا في صالح قدرتها في التغيير

المحامي علي ابوحبله