عندما يكون هناك جهلٌ لدى جمهورٍ غفيرٍ من الناس ..في كثير من قضايانا تتعلق بالفقه الإسلامي فعلينا بألا نستغرب أبدا من مواقف أولئك القوم السذج والذين يسيئون لفهم الدين ،وسماحته وإلا ما معنى الصد عن الاقتراب والتدافع و الصراخ بصوت عال ٍ من قبل النسوة صوب الزوج الذي أراد أن يقبل زوجته المتوفاة أي يودعها قبل التشييع ..حتى أحس الزوج انه قد ارتكب إثما كبيرا أو جريمة نكراء ..ولجهل ذاك الزوج المسكين بذات القضية تراجع بسرعة وغادر المكان وكله خجل واستحياء ..ولوعلم أولئك القوم الذين يدّعون ظلما وبهتانا أن علاقة الزوج بزوجته تنتهي بالوفاة فلا يجوز له أن يقربها ،أو تقربه لأن الرابطة قد انتهت.. لو علم أمثالهم أنهم بجهلهم وسفاهتهم وفتواهم الباطلة يخالفون شرع الله بذلك ،ويثيرون البلبلة والفوضى لتغيرت أشياء كثيرة في حياتهم ولو قرأ .. أحدهم أحاديث الرسول لتغيرت مفاهيمهم الخاطئة ولو علم الذين يعبدون الله عن جهالة ..أن ما يدل على عدم تحريم غسل الزوج لزوجته أو العكس استنادا لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( رَجَعَ إلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ جِنَازَةٍ بِالْبَقِيعِ وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي وَأَقُولُ : وَارَأْسَاهُ , فَقَالَ : بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ , مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ , ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ ) رواه أحمد (25380) ، وابن ماجة (1456)، وصححه الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجة (1/247) .
و انه عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها : ( أَنَّ فَاطِمَةَ رضي الله عنها أَوْصَتْ أَنْ يُغَسِّلَهَا عَلِيٌّ رضي الله عنه ) رواه الشافعي (1/312) ، والدار قطني (2/79) ، والبيهقي (3/396) وحسن إسناده الشوكاني في "نيل الأوطار" (4/35) .
قال الشوكاني : "في قوله عليه الصلاة والسلام : (فغسلتك) فيه دليل على أن المرأة يغسلها زوجها إذا ماتت..." انتهى من "نيل الأوطار" (4/35) .
وقال الصنعاني رحمه الله في حديث أسماء رضي الله عنها : "يدل على أنه كان أمراً معروفاً في حياته صلى الله عليه..." انتهى من "سبل السلام" (1/478) .
وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم رحمهم الله ..فإذا كان ذلك هو رأي الشرع ، وأهل العلم فلما نتطاول عليهم بأقاويل لم ينزل الله بها من سلطان ..اللهم فقهنا في ديننا وارحمنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .. رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا..!!
بقلم / حامد أبو عمرة