المراجعة... حتى في السياسة !!

بقلم: وفيق زنداح

المناسبات الوطنية والدينية تفرض نفسها ويصعب تجاوزها والقفز عنها ... انها مناسبات نتوارثها بحكم عوامل كثيرة بكل ما فيها من عادات وتقاليد وسلوكيات ومواقف بمجملها تشكل موروثا ثقافيا مجتمعيا تتوارثه الاجيال وتعمل على ترسيخه والمحافظة عليه .

المراجعة ... تعتبر حالة انسانية فكرية ثقافية وطنية دينية ... يجب علينا ان نأخذ بمبدأ المراجعة كأحد الانماط الفكرية خاصة عندما نعيش مناسبة دينية ونحن على ابواب عيد الاضحى المبارك ... أرى انها فرصة سانحة لإحداث المراجعة لمن يؤمنون بالخطأ والصواب ... ولمن يؤمنون ان هناك أخرة لهذه الدنيا والتي سيقف كلا منا امام رب العزة والجلالة ليحاسب عما فعل ... هذا الموقف العظيم الذي سنقفه جميعا ... يفرض على كلا منا افراد وجماعات وحتى على صعيد المجتمع والامة ان نراجع انفسنا بما اخطأنا ... وبما ظلمنا وبما اسأنا الظن به ... وما اكثر الاخطاء ... وما اكثر الظنون والنوايا السيئة والتي يتم البناء عليها في مواقف عديدة يتم الكشف عن خطأها وعدم صوابيتها .

ونحن نعيش ايام مباركة تفرض علينا الوقوف امام الذات ... والعمل على انكار الذات قليلا ... وفسح المجال للفكر الجمعي لتحسس ما يدور حولنا ... وما يجري بداخلنا ... من سلبيات وظواهر لا علاقة لها بالدين ولا حتى بالوطنية .

مراجعة كل انسان في هذه الايام المباركة عملا مطلوبا ومهما لإحداث التغيير بالسلوك والفكر والنوايا وهذا يعتبر فعلا انسانيا راقيا يجب ان نرسخه في سلوكياتنا وفكرنا ... وان لا نستمر بالسير دون وقفات وتقييمات ومراجعات ... لان في هذا السلوك واستمراره مزيدا من التخلف والتراجع والاخطاء التي ربما تتطور لتصبح خطايا ومصائب يصعب حلها .

على مستوى الفرد نطالب بالمراجعة ... كما نطالب الجماعات والفصائل والقيادات ان تراجع نفسها وان تعرف وتدرك ان لها اخطاء بحاجة الى مراجعة نقدية ... حتى لا يستمروا في اخطاءهم وخطاياهم وغيهم وغرورهم ... وكأنهم لا يخطئون ... مع انهم المخطئين ... والذين لم يستطيعوا ان يشكلوا نموذجا يحتدى به للأجيال الشابة .

المراجعات السياسية ومجمل المواقف يجب ان تأخذ منحا جادا ... وان نتعامل بمبدأ المراجعات الفكرية والسياسة والمجتمعية بصورة جادة ... وبعيدا عن التنظير والمجادلة والمماطلة والغرور والمكابرة وكأن هذا وذاك خارج الخطأ والخطيئة .

هذه الايام المباركة فرصة سانحة ليراجع الجميع مواقفهم ويعملوا بجد واخلاص من منطلق الوطنية والدين ... حتى يتم معالجة الاخطاء والتغلب على نتائجها ... والبناء على الايجابيات وتطويرها .

الحكمة ... والقرار الصائب ... والضمير الحي ... والقلوب التي لا تعرف الاحقاد ... والفكر المستنير المتفتح المؤمن ... وليس المتزمت ... والارادة المؤمنة والصلبة ... تعتبر من ادوات المراجعة التي يجب اعتمادها وترسيخها في فكرنا وسلوكنا ... حتى نستطيع ان نحدث المراجعات الضرورية ... وان لا نبقى نسير دون وقفات وتقييمات ... وان نزيد من الاخطاء ... وان تزداد من حولنا السلبيات والظواهر السيئة ... لأننا عندها سنجد صعوبة كبيرة في معالجة اخطاء متراكمة ليس لها اولا من اخر .

ايامنا المباركة ونحن على ابواب عيد الاضحى المبارك ... تحتاج منا الكثير من المراجعات ووالوقفات التقييمية ... حتى نستخلص العبر ... وان نبني على الصواب ... ونجتث الاخطاء ... حتى في السياسة !!

كل عام وانتم بخير ...

بقلم/ وفيق زنداح