مأزق حكومة نتنياهو في محاصرة نتنياهو ضمن عملية تصفية الحسابات

بقلم: علي ابوحبله

هل بدأ العد التنازلي لإسقاط حكومة نتنياهو وذلك ضمن عملية تصفية الحسابات والتغير في موازين القوى في المنطقة ، زيارة نتنياهو إلى موسكو واجتماعه مع بوتن على ضوء التدخل العسكري المباشر لروسيا في سوريا مما اقلق إسرائيل ولم تسفر زيارة نتنياهو عن تحقيق أية أهداف استراتجيه لإسرائيل تضمن تفوقها العسكري في المنطقة ، نتنياهو يحاول عبر محاولات التدخل العسكري في سوريا خلط الأوراق وإرباك الولايات المتحدة الامريكيه . سقوط صاروخ بالأمس من سوريا شمال هضبة الجولان المحتل دفع قوات الاحتلال الاسرائيلي بحسب الناطق باسم الجيش الاسرائيلي الكولونيل بيتر لينر ان جيش الاحتلال الاسرائيلي رد باطلاق قذائف مدفعيه على موقعين للجيش السوري في الجولان واضاف الناطق الاسرائيلي ان اسرائيل لن تتهاون مع أي انتهاك لسيادتها وأوضح أن قذائف المدفعية تشكل ردا أيضا على صاروخ أطلق من سوريا أمس السبت وسقط شمال هضبة الجولان. وأمس السبت سقط صاروخ مماثل على الجولان المحتل دون ان يوقع اصابات او يحدث اضرارا.وتأتي هذه التطورات الميدانية على خلفية اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، تشكيل تحالف جديد في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ، وذلك عشية اجتماع حاسم في نيويورك مع نظيره الأميركي باراك أوباما. وبدأت روسيا هجوما دبلوماسيا وعسكريا على المسار السوري، وهي استراتيجية سيعمل زعيم الكرملين على توضيحها الاثنين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أسبوع في موسكو "إن دمشق لا تسعى إلى فتح "جبهة ثانية" في الجولان بل تحاول الحفاظ على الدولة". وقال بوتين، الإثنين الماضي، خلال اجتماعه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية "إننا نعلم وندرك أن الجيش السوري وسوريا عموما، في حالة لا تسمح لها بفتح جبهة ثانية، إنها تسعى للحفاظ على دولتها". وأكد الرئيس الروسي، أن سياسة روسيا في منطقة الشرق الأوسط ستكون دائما مسؤولة "العديد من المنحدرين من الاتحاد السوفياتي السابق يقيمون في دولة إسرائيل، وذلك يضفي طابعا خاصا للعلاقات بين دولتينا".وأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية أن لبلاده وروسيا أهدافا مشتركة في توفير الأمن في الشرق الأوسط، معتبرا أن المهمة الرئيسة الآن تتمثل في منع تدفق الأسلحة وفتح جبهة ثانية في منطقة الجولان. وقال نتنياهو في حينه إن الحوار بين إسرائيل وروسيا يقوم دائما على الاحترام المتبادل، مؤكدا ثقته في استمرار هذا الحوار. العدوان الاسرائيلي على سوريا هو ضمن عملية خلط الاوراق ضمن محاولات استكشاف ردود الافعال من قبل حلفاء دمشق حزب الله وايران ،

مازق حكومة نتنياهو في محاصرة نتنياهو ضمن عملية تصفية الحسابات تدفع نتنياهو الى التصعيد وتازيم الوضع الاقليمي ضمن محاولات تسخين غزه وجبهة الشمال والجنوب في سوريا ولبنان ، هذا التصعيد الاسرائيلي يترافق مع تصعيد حكومة الاحتلال بالقرارات التعسفيه ضد المقدسيين ودفع قوات الاحتلال اليوم لاقتحام المسجد الاقصى بتحدي واضح للمجتمع الدولي بالرجوع إلى أحداث عيد العرش في العام الماضي نجد أن سلطات الاحتلال أغلقت المسجد الأقصى في وجه من هم دون الخمسين عاما من الرجال، قبيل صلاة ظهر اليوم الرابع لعيد الأضحى المبارك، ونصبت حواجز ومتاريس حديدية في جميع الطرق المؤدية له، مما دفع الناس للصلاة في شوارع بلدة القدس القديمة ومحيط المسجد.وخلال ثلاث أيام من عيد العرش التوراتي العام الماضي- الذي يمتد لسبعة أيام - اقتحم 729 مستوطنا المسجد الأقصى المبارك وقاموا بجولات تهويدية فيه، حيث حاول كثير منهم رفع النباتات الخاصة بصلاة العيد عندهم في ساحات الأقصى، كما حاولوا رفع أصواتهم بالصلاة داخله.واستمر منع المسلمين من دخول المسجد الأقصى المبارك طيلة سبعة أيام العيد التوراتي، لتكون أطول فترة منع من دخول الأقصى تعرض لها الفلسطينيون خلال السنوات الأخيرة.

اقتحمت قوات الاحتلال المدججة بالسلاح المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم واعتدت على المصلين فيه، كما واقتحمت المصلى القبلي 15 مترا الى الداخل، في حادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ المسجد منذ احتلاله عام 1967.وخلال اقتحامها باشرت قوات الاحتلال بضرب المصلين المتواجدين في ساحات المسجد بالركلات والهروات مما تسبب بإصابة العديد منهم.كما منعت مدير عام دائرة الأوقاف والموظفين من الوصول إلى عملهم في المسجد الأقصى وأخرجت من هم على رأسه، وتهجمت على مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني الذي أصيب بعيار مطاطي في قدمه.أما خارج أسوار المسجد الأقصى المبارك وعند الأبواب المؤدية إليه التي حولها الاحتلال إلى ثكنات عسكرية، تعرض العديد من المقدسيين إلى هجمات شرسة من قبل قوات الاحتلال الخاصة، حيث استخدمت فيها قوات الاحتلال القنابل الصوتية والرصاص المطاطي واعتدت بالضرب على المقدسيين الذين احتشدوا بجانب الأبواب بالهروات، ما تسبب بإصابة العشرات منهم.وعلى صعيد دعوات الاقتحام خلال العيد الحالي، كثفت الجماعات الاستيطانية من دعواتها في شبكات التواصل الاجتماعي لاقتحام المسجد الأقصى المبارك بين تاريخي 28/9/2015 و 5/10/2015، ونصب المستوطنون ما يسمى "المعرشات" في ساحة البراق المحتل لأداء صلواتهم التلمودية فيها وتعزيز تهويد المكان.

هذا التصعيد الاسرائيلي يترافق مع الضغوطات التي تتعرض لها حكومة نتنياهو من قبل الاداره الامريكيه وان التصعيد الاسرائيلي هو احراج لامريكا التي تقدم كافة الدعم لاسرائيل رغم ان نتنياهو عمل على تحريض الكونغكرس ومجلس النواب الامريكي للتصويت ضد الاتفاق النووي مع ايران ، فشل نتنياهو في حشد الاصوات التي تهدد الاتفاق مما دفع الاداره الامريكيه لفتح صفحة تصفية الحسابات لتترافق مع اجتماعات الهيئه العامه للامم المتحده السبعين وتهديدات الرئيس الفلسطيني محمود عباس لالقاء خطاب متشدد يلغي بموجبه اتفاق اوسلو او ملاحق من اتفاق اوسلو .

مصادر فلسطينيه واسرائيليه وصفت بانها رفيعه المستوى كشفت عن ان وزير الخارجيه الامريكي جون كيري هو الذي طلب من الرئيس محمود عباس بعدم تلبية مطلب نتنياهو للاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس . وبحسب المصادر عينها، كما قال مُراسل الشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، فإنّ الرئيس محمود عبّاس طلب من نتنياهو، عبر وسيط ثالث، إبلاغ الوزير كيري بأمر الاجتماع، وعندما أبلغه، شدّدّت المصادر، طلب كيري من عبّاس تأجيل الاجتماع حتى الاجتماع بينهما، والذي تمّ مساء يوم السبت في نيويورك.واتهمّت المصادر ذاتها الوزير كيري بأنّه أحبط الاجتماع بين الزعيمين، لأنّه رفض أنْ يتّم دون التنسيق معه ومع الإدارة الأمريكيّة، ودون موافقته عليه شخصيًا. بالمُقابل، نقلت الصحيفة الإسرائيليّة عن مصادر أمريكيّة رفيعة المستوى قولها إنّ الفلسطينيين صوروا الوضع بصورةٍ غير صحيحة بالمرّة، وذلك في محاولة منهم إلقاء اللوم والتهمة والمسؤولية على الولايات المتحدة الأمريكيّة بأنّها منعت لقاء عبّاس-نتنياهو، على حدّ قولها. وقال مسئول أمريكيّ عالي المستوى في واشنطن للصحيفة الإسرائيليّة، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، بسبب الحساسية السياسيّة، قال إنّه كجزءٍ من إعادة النظر في سياسته، فإنّ الوزير كيري يتحدّث مع العديد من الشخصيات والخبراء المُهتّمين في القضية، لكي يفهم ما هي الإمكانيات الأفضل التي تقف أمامه، على حدّ تعبيره.أمّا الناطق بلسان الخارجيّة الأمريكيّة فقال للصحيفة الإسرائيليّة إنّ التفاصيل التي ذُكرت في النبأ ليست دقيقة. ولفتت المصادر الإسرائيليّة والفلسطينيّة على حدٍ سواء، كما أكّدت (هآرتس) العبريّة، لفتت إلى أنّه منذ عدّة أسابيع يقوم رئيس الوزراء نتنياهو بتوجيه رسائل إلى رئيس السلطة الفلسطينيّة عبّاس، بواسطة شخصيات رسميّة وغير رسميّة، مفادها أنّه معني بلقاء الرئيس محمود عبّاس لبحث سبل تحريك ما أسمته المصادر بالعملية السياسيّة بين الطرفين. وتابعت المصادر ذاتها قائلةً إنّ نتنياهو معني باللقاء على ضوء التصعيد الأخير في الضفّة الغربيّة وفي القدس المُحتلّة، ومن خشيته بأنْ تُطرح مبادرات سياسيّة لحلّ الصراع من قبل المجتمع الدوليّ، كما أنّ نتنياهو، وفقًا لنفس المصادر، يخشى من الخطاب الذي سيُلقيه عبّاس أمام الجمعية العموميّة للأمم المتحدّة يوم الأربعاء القادم، وخصوصًا أنّ عبّاس كان قد هدّدّ بالإعلان عن إلغاء اتفاق أوسلو مع إسرائيل، أوْ إعادة النظر في عددٍ من بنود الاتفاق المذكور.بالإضافة إلى ذلك، كشفت الصحيفة العبريّة النقاب عن أنّه قبل 10 أيّام اجتمع الوزير كيري برئيس المعارضة الإسرائيليّة، يتسحاق هرتسوغ، في العاصمة البريطانيّة، لندن، والتي تمحورت فقط حول العلاقات الفلسطينيّة-الإسرائيليّة. وتابعت الصحيفة أنّ الاجتماع الذي استمرّ ساعتين وعُقد بأربعة أعين تناول فقط هذا الموضوع دون سواه. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسيّة في تل أبيب، والتي تلقّت معلومات عن لقاء كيري-هرتسوغ، إنّ وزير الخارجيّة الأمريكيّ وصل للقاء دون أنْ تكون بحوزته خطّة جاهزة، ولكنّه أوضح لهرتسوغ بأنّه معني بإعادة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وخلال اللقاء سأل كيري هرتسوغ عن الحكومة الإسرائيليّة الجديدة، وهل بإمكانها الصمود، فيما إذا دخل نتنياهو مرّة أخرى للمفاوضات مع الفلسطينيين. وقال مسؤول أمريكيّ رفيع المستوى للصحيفة إنّه خلال اللقاء المذكور قام الوزير كيري بالاستماع فقط إلى ما طرحه رئيس المُعارضة في الدولة العبريّة، وتابع المسؤول عينه قائلاً إنّه والإدارة الأمريكيّة لا يعملان في إسداء النصح بأمورٍ داخليّة إسرائيليّة، ذلك أنّ هذا الأمر هو تحت مسؤولية الشعب في إسرائيل، وعلى الإسرائيليين اتخاذ القرار في كيفية رؤية حكومتهم، على حدّ قول المسئول الأمريكيّ.

مازق حكومة نتنياهو في ضعف ائتلاف حكومته وعدم قدرة الائتلاف على الصمود في وجه المعارضه الاسرائيليه وان امريكا كما يبدوا قد بدأت بتصفية خلافاتها مع نتنياهو ، الانتقادات التي توجه من حلفاء نتنياهو وخاصة ليبرمان ولابيد واخرون تضعف الثقة في حكومة نتنياهو وعجزها عن الاستمرار الامر الذي قد يؤدي الى اسقاط حكومة نتنياهو والاعلان عن اجراء انتخابات مبكره في اسرائيل وقد نقلت الاذاعه الاسرائيليه عن ليبرمان، اشارته الى أن "الحكومة الإسرائيلية لن تتمكن من تمرير مشروع ميزانيتها في الوقت الحالي لأنها لا تتمتع بالدعم الكافي"، مؤكدا وجود فجوات كبيرة بينه وبين نتانياهو فيما يتعلق بموضوعات عدة تتعلق في الحكومة وسياستها.مرت 8 أشهر منذ مطلع العام الحالي دون ميزانية مصادق عليها للحكومة الاسرائيلية، ويتوقع أن يضاف للمدة شهران ونصف، وهو أمر لم يسبق له مثيل منذ العام 1948.وبحسب القانون الإسرائيلي إذا لم تتم المصادقة على الميزانية قبل التاسع عشر من تشرين الثاني نوفمبر، تسقط الحكومة ويعلن عن انتخابات جديدة خلال 90 يوما.

و من المقرر أن تصوت الكنيست الاسرائيلية اليوم الأربعاء، على الميزانية لسنتي 2015 و 2016، وهو ما اعتبر على أنه اختبار للائتلاف الحكومي الذي يستند إلى 61 عضو كنيست فقط مقابل 59 عضوا في المعارضةوتشير التقديرات إلى أنه بالرغم من الفارق الضئيل، فمن المتوقع أن تتم المصادقة على الميزانية، وسط توقعات بأن يحصل تغييرات في الميزانية قبل المصادقة عليها بالقراءتين الثانية والثالثة في شهر تشرين الثاني "نوفمبروبحسب الميزانية المقترحة، فإن ميزانية مصاريف الحكومة الاسرائيلية في العام 2015 تصل إلى 329.5 مليار شيكل، ترتفع إلى 343.3 مليار شيكل في العام 2016. ويتوقع أن يصل العجز في العام 2016 إلى 2.9%، أي أكثر من العجز الذي كان مخططا له بنسبة 0.4%.

لا شك أن مأزق حكومة نتنياهو هو في محاصرة نتنياهو في أكثر من موقع ضمن عملية تصفية الحسابات سواء على صعيد تحالف نتنياهو أو المعارضة الاسرائيليه أو موقف الاداره الامريكيه ، نتنياهو يحاول كعادته خلط الأوراق من خلال التصعيد العسكري سواء مع الفلسطينيين أو ضمن محاولات التدخل في الصراع على سوريا فهل سيلجأ نتنياهو لخوض حرب مع حزب الله وإشعال جبهة الشمال مع لبنان ضمن عملية خلط الأوراق خاصة وان تصعيد الصراع على المسجد الأقصى له انعكاسات عربيه وإقليميه يحاول نتنياهو من خلالها تحريض اليهود المتدينين والمستوطنين لتامين الدعم لحكومته ضد عملية ومحاولة محاصرتها وإسقاطها كما يتوقع المراقبين والمحللين السياسيين في اسرائيل.

بقلم/ علي ابوحبله