بلا شك أننا نتفق جميعا على أن الزهور هي رمز المحبة والصفاء والسلام ،وهي رغم صمتها ،ورغم عدم تكلفتها ..ورغم جمال ألوانها وروائحها الذكية العطرة ورغم تنوعها الرائع ..إلا أننا جميعا أو الكثير منا يطمس ملامحها ويشوه حناياها عما تفوح به من همسات دافئة ومن أمل ٍ وطموحٍ يهدد جوانحنا ..المشكلة هي أنه رغم كثرة توفر الزهور في حياتنا ..إلا أننا نغتال أسمى معانيها كل يوم وفي كل لحظة ،وإلا ..ما معنى أن لا نقبل على تلك الزهور إلا عند زيارة صديقا عزيزا أو أحدا من الأقارب عندما يرقد بأحد المستشفيات .. بل أن هناك من يحملها فقط ليضعها على قبر من يحب أي بعد رحيله ..كم نحن مقصرين في حق الذين لا نعترف بحبهم واحترامهم إلا بعد أن يغادروا عالمنا ..فلما لا يكون تلك اللغة الخلابة برغم صمتها عادة جميلة نلطف بها أجواءنا العكرة بين حين وآخر ،.ولما لا تكون تلك رسالة ود وتقدير وعرفان بالجميل للذين يحبوننا في حياتهم قبل أن يرحل كل منا لكن.. تلك هي سنة البشر لا يشعرون بقيمة الأشياء إلا عندما يفقدونها ،وليت قومي يدركون ..أن المكابرة لا تغني ولا تسمن من جوع ..!!
بقلم حامد أبوعمرة