ربما لا يتنبه الكثيرون من تسارع الأحداث في المنطقة العربية ولا يدققون بما هو حاصل " وكرة النار تتدحرج وبشكل هاديء حيناً وبسرعة أحياناً
ولا يمكن ولا بأي حال من الأحوال أن تمر الأمور هكذا وبسلام بعد أن سُفكت الدماء البريئة في بلاد الشام والعراق وليبيا واليمن .
فبعد أن تُرك الشعب الفلسطينين يقرر مصيره بيده ومن خلال قرارات صدرت هنا وهناك حتى في قضية التمثيل التي فرضت على القضية التقوقع" مما جعل الفلسطينيين يعيشون تحت شعار .
(قلع شوكك بيدك ) وقد تنصل العرب والمسلمون من مسؤوليتهم التاريخية والدينية وما عاد المسجد الأقصى يعني أي شيء سوى بعض بيانات الشجب والإستنكار
إنفلت عقال الإجرام وسفك الدماء في المنطقة ليتساوى الناس في الظلم الذي لحق الشعب الفلسطيني جراء وجودهم حول مسرى النبي صلى الله عليه وسلم
إني أرى العدل الإلاهي بتحقق من خلال ما يحصل في المنطقة وذلك من خلال خلط الأوراق ودفع الإستحقاق الذي يجب دفعه جراء ترك فلسطين لقمة سائغة للعدو الصهيوني من قبل سلاطين وحكام العرب والمسلمين ...
وما يجري الان في اليمن وما سيكون له من تبعات أكبر دليل على ما نقول .
أما بخصوص السعودية وما لها من مكانة إسلامية خاصة في الحرمين الشريفين
فمن الواضح أننا سنشهد أحداثاً دراماتيكية غير عادية أو لربما فوق العادة
قبل أن تتضح الأمور وتكشف الحقائق التي جرت في موسم الحج الأخير
وما شهدناه من حدثين كبيرين سقط فيه آلاف الشهداء من الحجاج "وهو أمر كان من الممكن أن يكون حدثاً عادياً و يمر مرور الكرام ...
إلا أن الأخبار وما يتسرب من هنا وهناك يُشير إلى أن في الأمر ريبة وشكوك .!
فالروايتان السعودية والإيرانية متناقضتان تماماً " والتناقض هنا ليس في سيناريوهات الحدث ولكن في خفايا الحدث
وإذا صحت الرواية الإيرانية أو ما تسرب وتحاول إيران أن تخفيه أو تدعي أنها تخفيه وكأننا أمام تسريبات مقصودة من الإيرانيين أنفسهم لحبك سيناريو ضمن مخطط قد تم رسمه ...! والله اعلم
فكل يوم نسمع خبراً مُسرباً جديداً يؤكد أن في الأمر حكاية ورواية وكارثة قادمة
وهنا علينا أن نعرف جيداً أن ما يخططه البشر ليس هو القدر ولكن القدر ما أقره الله لعلمه بما يفعله البشر .....
وبما أن الله حدد لنا الأولويات من المحرمات والمحللات وما هو المهم وما هو الأهم فمن واجبنا أن نتقيد ولا ننحرف وكان الدرس الأول الذي يجب أن نفهمه جيدا ً ونبني عليه كل حياتنا التي أرادها الله لنا كانت تحت وفي مضمون الأمر الإلاهي
(ولا تقربا هذه الشجرة ) الاية صدق الله العظيم
هنا قد حدد الله لعباده شروط السعادة أو الشقاء ....
إن تنصروا الله ينصركم ... أنتهى
وعندما خص الله المسجد الأقصى وبارك به وحوله "
أعلمنا أن هذا المكان مقدس وعلينا أن نحميه ولا نُفرط فيه
وهنا يجب أن ننتبه جيداً أن سورة الإسراء نزلت لتؤكد ذلك وبشكل كبير وعظيم
وعلينا أن ننتبه أكثر بأن الترابط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى ترابطاً روحيا عظيما من خلال قوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) ..صدق الله العظيم
حتى لا نتوسع بالموضوع وسألخص الأمر الان وربما يكون لي مواضيع أخرى ستقتضيه تطورات جديدة قادمة ...
أقول وبإختصار شديد ...
بعد أن سخرت الصهيونية العالمية كل إمكانياتها لخدمة إسرائيل وجهزتها بكل أنواع الأسلحة ناهيك عن الحماية والدعم الذي خلال ساعات يأتي من البحر والجو وحتى البر "وضعت خططاً جديدة لإنهاك العرب والمسلمين بداية ً وقبل أن تخسر جندي صهيوني أو أمريكي واوروبي .. وتركت الأمر تحت شعار ....
( فخار يكسر بعضه )
فبعد الإتفاق الإيراني الأمريكي بات واضحاً أن هناك بنوداً سرية لا يعرفها سوى الضالعون بالعلم السياسي الشيطاني
وأن إيران باتت تمتلك مفتاح المنطقة لتدخل من أوسع الأبواب بعد أن أهمل العرب كل مقومات قوتهم وقد منحهم الله كل الأسباب التي تؤهلهم ليسودوا العالم أو حتى ليكونوا أسياداً على أنفسهم فأبوا إلا أن يكونوا عبيداً حقراء جواسيس عملاء
ولهذا سيدفعون الثمن وستدفع الشعوب الثمن أيضاً لأنها رضت وقبلت حكاماً ساقطين فاشلين عهارا ً
ما يجري في اليمن وعلى الحدود السعودية ومن خلال ما يسجله الحوثيين من ضربات موجعة للسعودية يدل على أن إيران تتواجد وبشكل قوي وفعال
كنا نعتقد أن ما حدث في منى هو أمر عادي ..ولكن مع ما يتسرب من أخبار ومعلومات من الواضح أن الأمر مُفتعل .. وسيكون له إرتدادات قوية وخطيرة .....
فما يتسرب من أخبار تفيد بفقدان عدد كبير من القادة العسكريين والعلماء الخبراء الإيرانيين " وأعداد من البشر كأنهم ((((( تبخروا ))))......!!!؟؟؟؟
إيران أعدت كل ما يستوجب تنفيذ خططها في المنطقة وهيئت الأجواء لذلك
وجرت بعض الدول العربية إلى مستنقع اليمن الضحل
وفي العراق منافذ واسعة مفتوحة للسعودية والمسألة كأنها مسألة وقت وسنشهد التطورات في الأشهر القادمة ربما الأسابيع ... والله اعلم
واضح أننا سنكون أمام تحالفات ومحاور جديدة في صراع من نوع آخر لم تشهده المنطقة مكن قبل وستكون إسرائيل الوحيدة المستفيده من هذا الصراع
ستكون وحرب شرسة بين العرب و المسلمين بعضهم مع بعض حتى يتم إستزافهم حتى تصبح إسرائيل الأقوى والأعلى
على ما يبدو أننا أمام حرب قادمة سيكون محورها الكعبة في نفس الوقت الذي يكون فيه الصراع حول المسجد الأقصى
وكأن الهدم والدمار للمسجدين ولربما الثلاثة قادم لا محالة
كما أسلفت فإن الأقدار تأتي بما يفعله البشر وما ينعكس عليهم من رضى ألله أو غضبه عليهم ..فما هو حاصل لا يُرض الله على الإطلاق لا بل غضب ما بعده غضب
فقط أشير هنا لأمر ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم ونقوله بشكل عادي
وهو قول كبير وعظيم جداً ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ..
لهدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم مسلم
ألا يعني هذا أن الكعبة من الممكن أن تُهدم ..!
وكيف لا ودماء المسلمين تُسفك بالمئات يومياً ..!؟
أعتقد أن الأقصى لن يُهدم رغم كل ما يجري من حفريات ومحاولات لهدمه
لأن الله حاميه .. ولأن فيه رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه
أما الكعبة ... فلا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ..ولله في خلقه شؤون
والباقي عندكم...!
للتذكير فقط ......إنه وعد الله وليس وعد بلفور....
نحن في منتصف الطريق ....نحو وعد الله الأخير " فلا تيأسوا "
بقلم/ منذر ارشيد