كثر الحديث بالآونة الاخيرة حول احتمالات ما يمكن أن يقال في خطاب
الرئيس محمود عباس ....واجتهد المجتهدون وحلل المحللون ...وذاق بنا حالة المفسرين والمحبطين...وحتي الكارهين والمختلفين .
شبكة من التناقضات والمتناقضين ...المختلفين بمنطلقاتهم وأهدافهم ...يتقاسمون أدوارهم ومواقفهم وكلماتهم...حتي كادوا أن يخرجوا عن اللباقة والكياسة ....وحسن الخطابة .
واليوم وقد جاء وقت الخطاب التاريخي للرئيس محمود عباس والذي يحمل في طياته العديد من الرسائل ...كما يؤكد علي الكثير من الثوابت ومنها :
أولا : التأكيد علي ان القدس والمقدسات جزء من أرضنا المحتلة وان ما يجري من اعتداءات وتهويد لا يخدم عملية السلام ويدخل الصراع الي أتون الصراع الديني ومدي انعكاساته ونتائجه الوخيمة .
ثانيا : التأكيد للمجتمع الدولي ولمؤسسات الامم المتحدة أنهم يجب أن يتحملوا مسئولياتهم وأن يجيبوا علي العديد من التساؤلات التي طرحها الرئيس عباس.... والتي كانت بمجملها تؤكد علي جرائم الاحتلال وعنصريته وعدم التزامه بالاتفاقيات الموقعة .
ثالثا: الايضاح والتأكيد أن ما يجري عبر السنوات الماضية من تجاوزات وانتهاكات وجرائم تعتبر انتهاكا للاتفاقيات الموقعة وهذا ما يتطلب حماية دولية .
رابعا: اتفاقية أوسلو الموقعة بالعام 93 لا يتم الالتزام بها من قبل اسرائيل... في ظل الالتزام الفلسطيني وهذه علاقة غير متوازنة.... وغير مقبولة ....وبالتالي تفرض عدم الالتزام بالاتفاقيات طالما أن اسرائيل غير ملتزمة بها .
خامسا : التأكيد علي الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية وعدم القبول بالحلول الجزئية والتمسك بوحدة الشعب والارض والمؤسسات متمثلة بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد.... والالتزام بقرارات المؤسسات الفلسطينية .
سادسا : رفع العلم الفلسطيني علي مقر الأمم المتحدة وكافة مقراتها يعتبر حدث تاريخي واضافة سياسية علي طريق استكمال بناء الدولة وتجسيدها علي أرض الواقع .
الكلمة .... ورفع العلم الفلسطيني.... بكل ما يحمله رفع العلم.... من رمزية سياسية ...وخطوة نضالية تؤكد علي أن الشعب الفلسطيني وقيادته متمسكون بحقوقهم وثوابتهم ...ويسعون بكل جد واجتهاد من أجل حرية الوطن واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس بحدود الرابع من حزيران 67 ....هذه الرسالة الفلسطينية التي أطلقت من علي منبر الامم المتحدة كانت قوية وذات مغزي وأبعاد... أن قادم الأيام لن يكون كما الأيام السابقة ...وعلي اسرائيل وحكومتها أن تعيد صياغة مواقفها وأن تلتزم بمفهوم حل الدولتين ....وأن لا تبقي هذه الحكومة علي غيها وغطرستها وعنصريتها ...وأن تلجم المستوطنين وعصاباتهم ....وأن تعمل من أجل السلام القائم ع العدل والامن المتبادل ...وليس السلام المنقوص الذي يعطي لاسرائيل كل ما تريد ...ويحرمنا من كل ما نريد ....وهذه ليست معادلة عادلة يمكن القبول بها ...أو أن تقبل بها كافة دول العالم التي وقفت معنا اليوم لرفع علم فلسطين ...ولتقول لنا ...أنتم علي أبواب الدولة والاستقلال .
بقلم/ وفيق زنداح