ليست مصادفة ولا هي هبة غضب ولا إنفعال طاريء
فما أعلنه الرئيس أبو مازن لم يكن إلا قرائة واستقراء ومعرفة وعلم بكل ما يجري في المنطقة العربية والعالم
وكيف لا يعرف ...ونحن البعيدين عن السياسة ودهاليزها صرنا نعرف ..!
نعم ...نعرف ما يجري وما سيكون والسيناريوهات أصبحت فوق الطاولة
والأحداث تترجم فوق الأرض وتحت الأرض وما بينهما .!
أبو مازن بات على قناعة بأنه يلعب لوحده وما عاد أحد حتى يعبأ بملعبه ولا بألعابه
حتى لو أضاء لإسرائيل أصابعه العشرة
أصدق ما قاله أبو مازن في خطابه ...
من يريد السلام فاليأتي إلى فلسطين والقدس ويصنع السلام للعالم أجمع
وهذا كلام صحيح مئة بالمئة
ولكنه ورغم أنه حمل صليبه واشتكى من عذابات شعبه على يد اليهود
إلا أنه لم يسند حديثه بآية من القران الكريم كقوله... الذي قاله قبل عام
من نص كتاب الله ....
أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير .. صدق الله العظيم
وهناك عشرات الايات التي تدلل على ما وقع على شعبنا من ظلم
إسترسل أبومازن بالشكوى والتظلم ..ظنا ً منه أو أنه يريد أن يثبت أنه رجل سلام من نوع جديد فاق متطلبات جائزة نوبل ..
على الأقل كان يجب على الرئيس أن يشعر العالم بأن الشعب الفلسطيني رغم الألم والمعاناة والظلم إلاأنه شعب قوي ولديه إرادةوكرامة وأنه يموت عند كرامته
وأن الطفل الفلسطيني يحمل الحجر ويحوله إلى قنبله في وجه المحتل
ويا ليته قال..... إياكم وغضب أطفال فلسطين ..
ما زال أبومازن يعتقد أن العالم يمتلك أحاسيس الإنسانية وهو يرى هذا العالم المتحضر كيف تحول إلى وحووووووووش
لن يجيبه أحد من مدعي أنهم من أتباع المسيح لأنهم صهاينة وليسوا مسيحيين والمسيح منهم براء
وهؤلاء الصهاينة وأعني هنا كبرائهم وحاخاماتهم وعلى رأسهم أوباما
يدركون أن جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه ما كانت إلا بازاراً
وقد سمح للجميع أن يعرضوا بضاعاتهم البالية والكاسدة لأنهم يدركون أن لا بضاعة سيتم تسويقها إلا البضاعة التي تخصهم فقط
أبو مازن أفرغ جعبته وتحدث بلسان عربي مبين...
أنه سيستمر بالسلام ولن يسمح للعنف وهنا قصد المقاومة ...
لا ندري كيف هذا وقد تحلل من أوسلو ...وقال للعدو تحمل مسؤوليتك
وهو يُدرك تماماً أن العدو لا يعرف من مسؤوليته سوى الحرق والقتل والتدمير والتهجير ...
فهل سيكون قادراً على كبح جماح شعبه الذي سيتحول من جديد إلى ضحية الذبح اليومي ..!؟
كيف وهل سيأمر قوى الأمن أن تدافع عن الشعب فيما إذا تعرض للذبح من جديد .!
وما هو درور أبنائنا الأشاوس في الأجهزة الأمنية بعد أن يأتي الإحتلال من جديد .!؟
كما قلت في مقال سابق ..الشعب لم يختار أوسلو ..ولم يتحلل من أوسلو
ولم تتم مشاورته لا في البداية ولا في النهاية
فهل كُتب عليه أن يكون آلة تعمل على الريموت كنترول ..!؟
على العموم كلامنا هذا كله سيكون مجرد كلام أمام ما سيحدث في المنطقة
لأن التفاصيل القادمة أكبر من مقالة أو تحليل
أعتقد جازماً أن جلسة الجمعية العمومية هذه جائت بعد أن تم وضع كل السيناريوهات
للحرب القادمة في المنطقة وربما ستكون أشمل وأوسع من المنطقة العربية
فبعد أن تم تنفيذ الفوضى الخلاقة والتي أخذت مرحلتها ووصلت إلى ما وصلت إليه
جاء دور الأقطاب بعد أن فشلوا في تحقيق أهدافهم كاملة
فالرؤوس الكبيرة التي تتطلع إلى مصالحها في المنطقة وليس لبشار الأسد ولا لغيره
لأن نا يهمهم فقط أنفسهم ودولهم وما تحققه قوتهم من إمتيازات عبر الشرق الوسط
فقوانين اللعبة تبدلت وتغيرت فما كان من خلال الوكلاء ما عاد يجدي نفعاً اليوم ..
ولهذا سنرى الرؤوس الكبيرة أصحاب المصالح الكبرى في المنطقة يتصارعون
وهذا كما يحدث في حرب المافيات بعد أن يفشل الصغار ويسببوا الخسائر للكبار يظهر العرابان ويبرز كل عراب عضلاته ويدخل المعركة بكل إمكاناته
من هنا فما يحصل في المنطقة من سوريا حتى اليمن مروراً بكل الوطن العربي
وتداعيات ما حصل في الحج والاستنفار والتهديد الإيراني الذي ما جاء صدفة ..!
ودخول روسيا مباشرة في الصراع السوري كما حصل في الماضي في أفغانستان
وغضب أمريكا وحلفائها وما سيتطور لاحقاً
كل هذا يشير على أن المنطقة تتجه نحو الفوضى الغير خلاقة
وسنرى التحالفات تتشكل وبشكل نهائي بعد أن يتم وضع السيناريوا الأخير
ويتعرف كل فريق أين تقع مصالحه وهنا يأتي دور الشيطان الذي سيجذب إليه كل أعوانه من العرب والعجم ووو الخ
فهل يا ترى سنرى حلفاً للرحمن ..!؟
ما نراه وما نستقرئه ...
ستعم الفوضى الكبيرة والقتل بشكل أكبر واعظم من ذي قبل
وسيعم الظلم والقهر على الأبرياء من المدنيين العزل أكثر من المقاتلين المدججين بالسلاح ..... لأن الأسلحة اليوم رغم التقدم التكنولوجي أصبحت أكثر عماً من ذي قبل ... هكذا أرادوا لها ....
أمس الطيران الروسي بدأ أول غزواته بحصد أوراح المدنيين أولاً ...
أما فلسطين فستدخل في مرحلة جديدة لا يعلم إلا الله أين ستوصلنا
أعتقد أن الأمر سيكون صعباً على شعبنا ولكن ليس هناك ملاذاً لا بارقة أمل
إلا أن نعرف حقيقة ما يجري وما هو قادم وليس لنا إلا أن نتحمل
ونناضل ولا نستسلم للموت المجاني أبداً ...
فالموت يجب أن يكون بثمن ...ولا أغلى من الشهادة في سبيل الله والوطن
وأقولها بكل صدق وأمانه ... على شعبنا أن لا يضيع وقته في المهاترات
الحق على مين ... مين اللي ورطنا ..! ... قلنا لكم من الأول ...
باعونا ... خانونا .... ضيعونا .... أي كان من الأول ....!
برأيي المتواضع ....الوقت من ذهب ...العدو أعد عدته لكل الإحتمالات
فماذا أعددنا نحن ....وبماذا وكيف سنتعامل مع المستجدات ..!
شعبنا شعب عظيم وقوي ومؤمن ...والله لا يمكن أن يتركه لقمة سائغة
وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون صدق الله العظيم
لأن لا خيار ولا إختيار .... والمنطقة ذاهبة إلى المجهول
والله أعلم
بقلم/ منذر ارشيد