يسجل التاريخ صفحات جديدة في تاريخ النضال الفلسطيني بما يتعلق بوجود الاحتلال الإسرائيلي علي أرضنا خلال حقبه طويلة من الزمن حيث أخيرا وليس أخر تم رفع العلم الفلسطيني من قبل السيد الرئيس ابو مازن على مبنى الأمم المتحدة رغم معارضة أمريكا وحليفتها إسرائيل ، وأن رفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة جنبا إلى جنب مع أعلام سائر دول العالم الأعضاء، يعتبر خطوة هامة على طريق تكريس الحقوق الوطنية الفلسطينية، وتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية بكل مكوناتها، وهي رسالة هامة داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ورسالة أخرى لإسرائيل عنوانها رفض المجتمع الدولي للاحتلال الإسرائيلي وسياسة التمييز العنصري والتطهير العرقي والاستيطان.وهذه الخطوة هي نتيجة لعمل تراكمي مضني، سواء كان ميدانيا من خلال النضال والمواجهة، أو من خلال العمل السياسي والدبلوماسي على الصعيد الدولي والذي قاده الرئيس محمود عباس عبر سنوات طويلة، وأن رفع العلم برمزيته ومعناه السياسي يعتبر خطوة على طريق تجسيد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس حيث أن الرئيس قد أكد في خطابه إمام الجمعية العمومية على الثوابت الفلسطينية وحق شعبنا في إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بفلسطين كدولة منوها لقرار التقسيم رقم 181 ومؤكدا على حق شعبنا في العودة الى أرضه وتطبيق القرار الدولي رقم 194 . ومن القي السمع وهو بصير وتمعن ودقق في خطاب الرئيس يتضح له من خطاب الرئيس محمود عباس أن العلاقات بيننا وبين إسرائيل تتدهور وأننا مقبلون على اتخاذ قرارات فعليه من نوع خطير، إما أن يتحرك المجتمع الدولي برمته أو ستظطر القيادة الفلسطينية بفعل أشياء تقلب كل التوقعات فالخطاب حمل معه رسائل تهديد جدية واضحة فالعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية ستأخذ تغير جذري في المرحلة القادمة وستكون العلاقات مبنية علي العين بالعين والند بالند ، والموقف بالموقف ، وبالتالي هذا ما ستكون علية ملامح المرحلة القادمة و الموقف الفلسطيني مستقبلاً وفق تفسير ما أعلن عنه الرئيس محمود عباس ابو مازن أثناء خطابه فالرئيس لم يعلن صراحتاً انه سيلغي كل الاتفاقيات ولكنه أوصل رسالة الي كل العالم والذين يسمون أنفسهم العالم الحر انه ومن ألان فصاعداً فان الالتزام بتلك الاتفاقيات مرتبط بمدى التزام إسرائيل فيها ". فالمراحل السابقة تغيرت ولم ولن تعود مستقبلاً لان الظروف التي تعيش بها الأراضي الفلسطينية تحتم تغير وتبديل كل ما تم الاتفاق علية فإسرائيل لم تلتزم بكل مراحل الاتفاقيات السابقة فهي دولة محتلة خارج القانون . وبالتالي سيكون الوضع الحالي موقف بموقف وعدم التزام ستواجهه بعدم التزام لان مرحلة الصبر نفذت تماماً وعلي العالم تحمل تبعات أطول احتلال علي الكرة الأرضية لشعب اعزل والعالم متفرج .وبهذا يكون الرئيس محمود عباس قد أسس لمرحلة جديدة من مراحل النضال الفلسطيني وبناء الدولة والتحرر من الالتزام بالاتفاقيات التي ترفض إسرائيل الالتزام بها، وعدم القبول باستمرار الوضع الراهن، لأنه يعني الاستسلام لمنطق القوة العنصرية، التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية. فالسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في هذه المرحلة ليس لديهم ما يمكن أن يخسروه ومهما كانت ردود فعل الحكومة الاسرائيله لن يكون أسوء مما يعيشه الشعب الفلسطيني ألان من تهويد وقتل بطريقة منظمة وعزل وحروب علي غزة متلاحقة وتخريب وبالتالي علي العالم تحمل كل مسؤولياته اتجاه إسرائيل كسلطة احتلال فوق القانون .وان انتقال الدبلوماسية من الغموض الي أعتاب ملامح جديدة ستحكم عليها الأيام ولكن بكل المقاييس أفضل مما عشنا ونعيش به الان من سراب .
بقلم/ د.هشام صدقي ابويونس